«كومبير بوكس»... وجبات تركية سريعة بمفهوم غربي

انطلقت من الأفكار التقليدية وتنافس السلاسل العالمية

«كومبير» من الأطباق الشعبية الشهيرة في تركيا - أنواع عديدة من السلاطات تستخدم في «الكومبير»
«كومبير» من الأطباق الشعبية الشهيرة في تركيا - أنواع عديدة من السلاطات تستخدم في «الكومبير»
TT

«كومبير بوكس»... وجبات تركية سريعة بمفهوم غربي

«كومبير» من الأطباق الشعبية الشهيرة في تركيا - أنواع عديدة من السلاطات تستخدم في «الكومبير»
«كومبير» من الأطباق الشعبية الشهيرة في تركيا - أنواع عديدة من السلاطات تستخدم في «الكومبير»

مع الانتشار الواسع للعلامات الغربية الكثيرة والمتخصصة بشكل أساسي في الوجبات السريعة بدأ قطاع المطاعم والوجبات الجاهزة السعي لمنافسة هذه الماركات، وانتزاع حصة من الرواج الكبير لها في السوق التركية كما في غيرها من الأسواق في أنحاء العالم.
بدأت تظهر ماركات تركية تحاول التغيير في الشكل التقليدي لأطعمة معروفة ومتداولة، وأصبحت تنتشر جنبا إلى جنب مع العلامات الأجنبية في الأماكن نفسها لا سيما في مراكز التسوق أو في المناطق التي تتوزع فيها هذه الماركات خارج هذه المراكز.
ومن بين العلامات الجديدة التي بدأت تشق طريقها اعتمادا على منتج تقليدي ومعروف في السوق التركي سلسلة مطاعم «كومبير بوكس» (kumpir Box)، و«سلطة بوكس» (Salad Box).
ويعد «الكومبير» من أشهر الأكلات التركية، ويتكون من البطاطس المشوية المخلوطة مع الزبدة والجبن، ثم يوضع فوقها كثير من الصلصات والسلاطات مع الزيتون والمايونيز والكاتشب بتنويعات مختلفة.
وعلى الرغم من انتشار «الكومبير» في معظم مناطق إسطنبول بشكل خاص كوجبة سريعة وغير مكلفة فإن تقديمه بطريقة مختلفة بدأ يأخذ طريقه مع سلسلة «كومبير بوكس» كما يقول أوكتاي أوغورلو، أحد مديري سلسلة هذه المطاعم.
وفي لقائه مع «الشرق الأوسط» داخل الفرع الذي يديره في أحد مراكز التسوق الشهيرة في إسطنبول، قال أوغورلو إن سلسلة مطاعم «كومبير بوكس» و«سلاطة بوكس»، أصبحت تحظى بانتشار واسع في تركيا، وبدأت تنتشر في كثير من الدول العربية لا سيما دول الخليج.
وأضاف أوغورلو، الذي سبق له العمل في الحقل الإعلامي وتنقل بين كثير من القنوات التلفزيونية التركية ثم هجرها إلى هذا المجال الجديد، أن سلسلة المطاعم أصبحت تجتذب أعدادا كبيرة جدا من الزبائن الذين أصبحوا يداومون عليها، لأنها تقدم ذوقا خاصا يفضله الشعب التركي من خلال الجمع بين مفهوم الوجبات السريعة والأطعمة التقليدية مع تصميم مريح وعملي وجذاب للمكان يفوق السلاسل الغربية المعروفة وينافسها.
وأشار إلى أن قائمة الطعام في سلسة المطاعم الخاصة بهم تشمل قسمين رئيسيين الأول هو «الكومبير» المعروف والمنتشر في تركيا الذي يلقى إقبالا واسعا جدا، والسلاطة التي تعتمد على الدجاج واللحوم وتجمع بين الذوق الغربي من حيث الشكل، بالإضافة إلى المذاق التركي ويلبي أيضا رغبة الأتراك في أن يجدوا المذاق القريب للأطعمة التي اعتادوا عليها سواء في البيوت أو في المطاعم التركية.
وأوضح أوكتاي أن السلطات تقدم بتنويعات وأشكال مختلفة تمزج ما بين السلاطة الخضراء والسلاطات التي يدخل فيها لحم الدجاج، وتضاف إليها سلاطات الكفتة التركية الشهيرة.
وأضاف أن قائمة الطعام لديهم تحتوي أيضا على الشوربة بأنواع مختلفة، وأن طبق شوربة الذرة الشامية يعد من أشهى الأطباق والأكثر طلبا وإقبالا عليها.
وتابع أوكتاي أن سلسلة مطاعم «كومبير بوكس» و«سلاطة بوكس» أصبحت علامة تجارية تنتشر من داخل تركيا إلى خارجها عن طريق منح العلامة التجارية والاسم والتصميم، مقابل شراكة تقوم على الأرباح من خلال الفروع مع السعي لتحقيق أوسع انتشار.
ولفت إلى أن سلسلة المطاعم تقدم التجهيزات والتدريب لمن يريدون اقتناء العلامة التجارية، سواء في الداخل أو الخارج، إما عن طريق بيع الاسم وتقديم المساهمة في التصميم والتدريب وإما من خلال الشراكة بنسبة من الأرباح.
وقال إن إسطنبول وحدها بها الآن أكثر من 20 فرعا منتشرة في المراكز التجارية، وإنه تم الوصول إلى هذا العدد خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز 3 سنوات، وبدأت بموازاة ذلك خطة التوسع في الخارج من خلال فتح فروع جديدة في دول الخليج بدأت في دبي، ويجري حاليا افتتاح فروع في جدة، موضحا أن مطاعمهم بدأت تعرف في الدول العربية من خلال السياح الذين يفدون على تركيا، ولذلك قررت الشركة المالكة لها التوجه إلى العمل بالخارج، بعد أن لاحظت الإقبال الكبير وردود الفعل الجيدة من خلال السياح العرب.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.