«مشروع روني الصيني»... هل وراءه «مناورة سياسية ماكرة» من مورينيو؟

دائمًا ما ينظر إلى المدرب البرتغالي على أنه رجل مراوغ لا يقوم بأي شيء من دون دوافع خفية و«تكتيكات» لتنفيذ مخططاته

هل وقع روني ضحية لمخططات مورينيو؟ (أ.ف.ب) - روني يتسلم جائزة أفضل هدافي يونايتد من السير بوبي تشارلتون (رويترز)
هل وقع روني ضحية لمخططات مورينيو؟ (أ.ف.ب) - روني يتسلم جائزة أفضل هدافي يونايتد من السير بوبي تشارلتون (رويترز)
TT

«مشروع روني الصيني»... هل وراءه «مناورة سياسية ماكرة» من مورينيو؟

هل وقع روني ضحية لمخططات مورينيو؟ (أ.ف.ب) - روني يتسلم جائزة أفضل هدافي يونايتد من السير بوبي تشارلتون (رويترز)
هل وقع روني ضحية لمخططات مورينيو؟ (أ.ف.ب) - روني يتسلم جائزة أفضل هدافي يونايتد من السير بوبي تشارلتون (رويترز)

شارك واين روني في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد في أول خمس مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الحالي، وهو ما جعل كثيرين يعتقدون أنه سيكون الخيار الأول للمدير الفني للفريق جوزيه مورينيو. ربما كان المدير الفني البرتغالي يراه كذلك بالفعل آنذاك، وربما كان يقوم بـ«مناورة سياسية» ماكرة لكي يرى الجميع أن الفتى الذهبي للشياطين الحمر لم يعد كما كان في الماضي، لكن الشيء المؤكد هو أن مستوى روني قد انخفض للدرجة التي لم تجعل كثيرين يعلقون على جلوسه على مقاعد البدلاء خلال المباراة النهائية لمانشستر يونايتد، في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة غدًا.
دائمًا ما يُنظَر إلى مورينيو على أنه رجل مخادع لا يقوم بأي شيء دون دوافع خفية ومؤامرات لتنفيذ مخططاته، لكن إذا كان هدفه هذا الموسم هو إثبات أن روني لم يعُد جيدًا بالدرجة التي تجعله يحجز مكانًا في القائمة الأساسية لمانشستر يونايتد، ويريد التخلص منه من دون إحداث ضجة كبيرة، فإنه قد نجح في تحقيق هذا الهدف بشكل رائع.
وثمة اعتقاد سائد الآن بأنه لو كان مورينيو قد نجح في دمج النجم الأرميني هنريك مخيتريان في صفوف الفريق في وقت مبكر من الموسم، لتمكن مانشستر يونايتد من المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بقوة. لكن اتضح بعد ذلك أن مخيتريان كان بحاجة إلى الوقت بالفعل من أجل الاندماج في صفوف الفريق، وأن ذلك قد حدث بالتزامن مع التخطيط للرحيل المحتمل لروني من «أولد ترافورد».
ولعل الشيء المؤكد الآن هو أن رحيل روني لم يعد يمثل أي مشكلة، إذ إنه لم يشارك سوى في ثلاث مباريات فقط من آخر 20 مباراة خاضها مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز، وبات الشيء الغريب الآن هو مشاركته في المباريات وليس العكس. ورغم أن روني قد أصبح الهدّاف التاريخي لمانشستر يونايتد بعدما تجاوز أسطورة النادي السير بوبي تشارلتون، فإنه لم يسجل سوى هدفين فقط بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الحالي.
لقد أصبح روني هو الخيار الأخير في الناحية الهجومية لمانشستر يونايتد بعد كل من مخيتريان وزلاتان إبراهيموفيتش وماركوس راشفورد وأنطوني مارسيال وخوان ماتا وجيسي لينغارد وبول بوغبا، بالإضافة إلى سعي النادي لتعزيز الخط الأمامي بمهاجم آخر، وهو نجم أتليتيكو مدريد الإسباني أنطوان غريزمان، ولذا لم يعد هناك دور واضح لروني في هجوم الفريق، ربما باستثناء أن يكون بديلاً يُعتمد عليه في الأوقات التي يشارك فيها النادي في أكثر من مسابقة بجانب الدوري الإنجليزي الممتاز، مثل كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. وعلاوة على ذلك، كان أول شيء يقوم به مورينيو عند توليه قيادة الفريق هو استبعاد الاستعانة بروني في وسط الملعب تمامًا، وهو ما يعني عدم وجود فرصة لإشراكه حتى كصانع ألعاب.
ولذا فإن السؤال الآن هو: إلى أين سيتجه اللاعب البالغ من العمر 31 عامًا؟ يستطيع روني بالطبع أن يستمر في مانشستر يونايتد ويحصل على راتبه الأسبوعي البالغ 300 ألف جنيه إسترليني لحين انتهاء عقده في صيف عام 2019، لكن القضية تكمن في أنه يريد أن يلعب إذا كان يريد أن ينضم لصفوف المنتخب الإنجليزي الذي يحمل شارة قيادته. سيكون من العبث القول إن روني لا يهتم بالمقابل المادي، لكن الانطباع الذي كان سائدًا خلال مفاوضاته لتجديد عقده مع مانشستر يونايتد كان يفيد دائمًا بأنه يركز على مكانته في الفريق أكثر من اهتمامه بالأموال.
ولن يهتم أي نادٍ من أندية المقدمة في الدوري الإنجليزي الممتاز بالحصول على خدمات روني، على الأقل بالمقابل المادي الذي يتقاضاه الآن. ربما يفضِّل روني العودة إلى ناديه القديم إيفرتون لينهي مسيرته الكروية بين جدران النادي الذي بدأ به، لكن لا يوجد أي دليل على ذلك حتى الآن. وقد يفكر أيضًا في أن يعيد فكرة اللعب كصانع ألعاب في فريق أقل، لكن السؤال الآن هو - بعيدًا عن الأندية التي تستطيع دفع المقابل المادي الذي يريده - من النادي الذي يريد أن يتعاقد معه للقيام بهذا الدور؟ لقد بات الدوري الإنجليزي الممتاز يعتمد على القوة البدنية والتحرك أكثر من ذي قبل، وهو الشيء الذي لم يعد بإمكان روني القيام به، وخير دليل على ذلك تصريحات المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون الذي أشار فيها إلى أن روني لن يكون مثل راين غيغز، إذ إن أداءه داخل المستطيل الأخضر قد انخفض بشكل ملحوظ مع التقدم في السن، رغم أنه لا يزال في الحادية والثلاثين من عمره.
وفيما يتعلق بحياة اللاعب خارج الملعب، فإن الوطن بالنسبة لروني يعني شمال غربي إنجلترا، وهي المنطقة التي لم يغادرها اللاعب مطلقًا، كما لم يشر من قبل إلى رغبته في القيام بذلك، فكيف سيرحل اللاعب هو وعائلته إلى أي مكان آخر؟
وما الأندية التي ستسعى للتعاقد معه؟ بالطبع لن يكون بين هذه الأندية ريال مدريد أو برشلونة أو أتليتيكو مدريد أو بايرن ميونيخ أو باريس سان جيرمان. ربما ترى بعض الأندية الإيطالية أن روني سيضيف لها، لكن عامل السرعة بالنسبة للاعب سيكون مؤثرًا بالطبع في أي نادٍ أوروبي يذهب إليه. وثمة خيارات أخرى تتمثل في الولايات المتحدة والشرق الأوسط والصين. وقد تكون الولايات المتحدة أقرب من الناحية الثقافية، لكن يجب على اللاعب أن يتذكر ما قاله ستيفن جيرارد من أن الدوري الأميركي الممتاز قد يكون بمثابة مستنقع للاعب. ولذا، قد تكون الصين هو الوجهة الأكثر احتمالاً لروني.
يستطيع روني بالطبع أن يصبح أسطورة في أندية صينية مثل جيانغسو أو تيانغين ويقدم أداء كرويًا قويًا في نهاية مسيرته في عالم الساحرة المستديرة. وربما يقدم اللاعب أداء رائعًا في تلك الظروف غير المألوفة نتيجة تحرره من قيود الروتين والتوقعات، وسيكون انتقاله إلى الصين على الأرجح بمثابة تأجيل لإعلان اعتزاله، بالإضافة إلى الحصول على كثير من المزايا المالية.
وأنهى روني الجدل الدائر بشأن مستقبله مع مانشستر يونايتد، وأكد استمراره مع الفريق حتى نهاية الموسم الحالي على الأقل. وكانت تقارير عدة أشارت إلى أن روني تلقى عرضًا مغريًا من أحد الأندية الصينية فيما لم يستبعد مورينيو إمكانية انتقال روني للعب في الصين. ولكن روني قال، في بيان له الخميس، إنه سيظل مع الفريق الذي يلعب له منذ 2004. وأوضح روني: «رغم رغبة أندية أخرى، أمتن لها، في التعاقد معي، أرغب في وضع حد للجدل الدائر في الآونة الأخيرة، وأقول إنني سأظل في مانشستر يونايتد... إنها فترة مثيرة للنادي، وأود أن أكون جزءًا منها».
ويتصدر روني قائمة هدافي مانشستر يونايتد عبر التاريخ برصيد 250 هدفًا، وكذلك المنتخب الإنجليزي برصيد 53 هدفًا. ورغم هذا، فشل اللاعب في الحفاظ على مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق هذا الموسم تحت قيادة مورينيو.
وبغضّ النظر عن الوجهة القادمة لروني، فإن ذلك لن يغير مطلقًا من نظرتنا لهذا اللاعب القدير، الذي يعتلي صدارة هدافي مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي على مدار التاريخ، الذي حصل على الدوري الإنجليزي الممتاز خمس مرات ودوري أبطال أوروبا. وبالطبع، سوف يخلد التاريخ مسيرة روني الرائعة في عالم كرة القدم.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».