اتهام أميركي لـ«داعش» بإجبار معاقين على تنفيذ عمليات انتحارية في العراق

«الإفتاء المصرية»: تطور نوعي خطير يؤكد وحشية التنظيم ودمويته

اتهام أميركي لـ«داعش» بإجبار معاقين على تنفيذ عمليات انتحارية في العراق
TT

اتهام أميركي لـ«داعش» بإجبار معاقين على تنفيذ عمليات انتحارية في العراق

اتهام أميركي لـ«داعش» بإجبار معاقين على تنفيذ عمليات انتحارية في العراق

في تطور جديد لمسلسل اعتماد تنظيم داعش الإرهابي على الأطفال للقيام بعمليات انتحارية، عقب فرار الكثير من عناصره القتالية من أرض الخلافة - المزعومة -، نتيجة خسائر التنظيم الأخيرة في سوريا والعراق. أكد الجنرال الأميركي مات إيسلر، أن تنظيم داعش الإرهابي يُجبر أطفالا ومعاقين على القيام بعمليات انتحارية، من خلال قيادة شاحنات مفخخة وتفجير أنفسهم وسط القوات العراقية. بينما وصفت دار الإفتاء في مصر سلوك «داعش» الجديد بالتطور النوعي الخطير في استراتيجيات التنظيم التي تؤكد على وحشيته ودمويته.
وقال إيسلر في تصريحات صحافية أوردتها قناة «سكاي نيوز» أمس، إنه «خلال زيارة لوزير الدفاع الأميركية جيمس ماتيس للعراق.. رأينا أشخاصا أجبروا بالقوة على قيادة سيارة مفخخة، دفعوا إلى داخلها وقيدوا بالسلاسل».
وتابع الجنرال الأميركي: «رأينا أطفالا يدفعون داخل السيارات المفخخة كسائقين، أشخاصا غير قادرين على المشي.. لا أعرف إذا ما كانوا وقعوا للقيام بالمهمة»، لافتا إلى أن «تقييد السائقين تكتيك يبدو جديدا نسبيا لدى التنظيم الإرهابي وظهر مع وصول القوات العراقية إلى ضفة نهر دجلة خلال عملية تحرير شرق الموصل»، موضحا أن التنظيم لم يعد يجد متطوعين، وهو دليل على الهزيمة الحتمية للتنظيم.
وتعليقا على تصريحات الجنرال الأميركي بإجبار المعاقين على القيام بعمليات تفجيرية، قالت الإفتاء المصرية إن تنظيم داعش الإرهابي يلجأ إلى استخدام وسائل أكثر وحشية ودموية وإرهابا كلما اشتدت المعارك والحروب ضده من أجل العودة إلى صدارة المشهد الإرهابي.. وإن إجبار الأطفال والمعاقين على قيادة سيارات مفخخة يُعد تطورا نوعيا خطيرا في ظل وحشية التنظيم الإرهابي.
وأوضحت الدار في تقرير لها أمس، أن «داعش» في ظل تراجعه في العراق وسوريا وليبيا، يلجأ إلى أبشع الوسائل وأحقرها لتحقيق أهدافه، مؤكدة أن لجوء «داعش» للمراهقين والأطفال والمعاقين يعكس نقصا في عناصره من الشباب البالغين، ولسد الفجوة التي يعانيها في عدد المقاتلين، حيث يعتمد على الأطفال بشدة في تنفيذ عمليات فردية واسعة الصدى دون الحاجة إلى إمكانات كبرى لتنفيذها.
وشددت الإفتاء المصرية على أن هذه الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي في حق الطفولة والمعاقين، تعد كارثة إنسانية بكل المقاييس، موضحة أن «داعش» يبذل جهدا مضاعفا لتلقين الأطفال منهجا تعليميا قائما على العنف والكراهية، وزرع أفكاره الجهنمية في عقولهم.
وفي سياق آخر، كشف تقرير للأمم المتحدة، أن تنظيم داعش الإرهابي، يعاني من أزمة مالية «هي الأسوأ منذ نشأة التنظيم». وأوضح التقرير، الذي رفع إلى مجلس الأمن، أن مقاتلي التنظيم لا يزالون يمثلون تهديدا خطيرا على الرغم من الخسائر التي يتكبدونها في أرض المعركة في كل من أفغانستان، والعراق، وسوريا، وليبيا، خاصة أن الوضع المالي للتنظيم في تدهور، مما يجبره على التعامل بـ«موازنة الأزمة»، وذلك بسبب انخفاض مبيعات النفط غير الشرعية من 500 مليون دولار، إلى 260 مليون دولار. وشدد التقرير على أن التنظيم يسعى إلى خلق بدائل جديدة لتعويض الفقد المادي، الذي يعانيه، مشيرًا إلى أنه قد يلجأ إلى خطف عدد من الصحافيين أو موظفي الإغاثة أو الصليب الأحمر، الذين يؤدون دورًا إنسانيا في المناطق المحررة من التنظيم، وطلب فديه من دولهم أو من المنظمات التابعين لها. ولم تمثل الأزمة المادية، المشكلة الوحيدة التي تؤرق التنظيم، حيث يعاني من انخفاض كبير في تدفق المقاتلين الأجانب إلى العراق وسوريا بسبب الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومات، وكذلك بسبب «تراجع جاذبية» التنظيم، خاصة مع عودة كثير من أعضاء التنظيم إلى بلادهم مرة أخرى ولم يعد لدى التنظيم القدرة على استقطاب مجندين جدد.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».