عبء ضريبي على سوق المال المصرية يهبط بالسوق 2 %

الحكومة تتجه لإقرار رسوم على التداول بالبورصة

مؤشر البورصة المصرية الرئيسي هوى بنسبة 1.29% إلى مستوى 12240 نقطة في نهاية تعاملات أمس (غيتي)
مؤشر البورصة المصرية الرئيسي هوى بنسبة 1.29% إلى مستوى 12240 نقطة في نهاية تعاملات أمس (غيتي)
TT

عبء ضريبي على سوق المال المصرية يهبط بالسوق 2 %

مؤشر البورصة المصرية الرئيسي هوى بنسبة 1.29% إلى مستوى 12240 نقطة في نهاية تعاملات أمس (غيتي)
مؤشر البورصة المصرية الرئيسي هوى بنسبة 1.29% إلى مستوى 12240 نقطة في نهاية تعاملات أمس (غيتي)

قال مسؤول رفيع في وزارة المالية المصرية، أمس (الخميس)، إن الوزارة ستوصي بفرض ضريبة دمغة على معاملات البورصة، بواقع 2 في الألف على كل من البائع والمشتري، في تعديلات قانون ضريبة الدخل التي سترسل مسودتها لمجلس النواب في مطلع مارس (آذار) المقبل.
كانت مصر قد فرضت ضريبة دمغة بواقع واحد في الألف على كل من البائع والمشتري في معاملات البورصة، في مايو (أيار) 2013، وجمعت أكثر من 350 مليون جنيه منها، قبل أن توقف العمل بها وتفرض ضريبة بنسبة 10 في المائة على التوزيعات النقدية والأرباح الرأسمالية، في يوليو (تموز) 2014.
وبعد اعتراضات قوية من المستثمرين والقائمين على السوق، جمدت الحكومة في مايو 2015 العمل بضريبة الأرباح الرأسمالية لمدة عامين، حتى مايو 2017، وقرر المجلس الأعلى للاستثمار لاحقًا تمديد العمل بالتجميد حتى مايو 2020.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «سنرسل تعديلات قانون الضريبة على الدخل في مطلع مارس لمجلس النواب، وتتضمن فرض ضريبة دمغة على معاملات البورصة 4 في الألف، مقسمة بواقع 2 في الألف على البائع، و2 في الألف على المشتري، ونستهدف أن يبدأ تطبيق تلك الضريبة قبل مايو المقبل».
وأضاف: «الحصيلة المستهدفة من ضريبة الدمغة في 2017 - 2018 بين مليار إلى 1.5 مليار جنيه (63.2 إلى 94.8 مليون دولار)، وستتوقف على أحجام التداول. نأمل أن يقوم مجلس النواب برفع إجمالي الضريبة إلى 3 بالألف على البائع، ومثلها على المشتري».
وهوى مؤشر البورصة المصرية الرئيسي «إيجي إكس 30» بنسبة 1.29 في المائة إلى مستوى 12240 نقطة، في نهاية تعاملات أمس، كما تراجع مؤشر «إيجي إكس 70» للأسهم الصغيرة والمتوسطة 2.99 في المائة، وكذلك مؤشر «إيجي إكس 100» الأوسع نطاقًا 2.49 في المائة.
وسجلت مبيعات المصريين صافي بيع، بينما اتجهت تعاملات العرب والأجانب للشراء.
ويبلغ عدد الشركات المقيدة في بورصة مصر وبورصة النيل أكثر من 270 شركة، ويبلغ عدد المستثمرين الذين لهم حق التعامل في السوق أكثر من 500 ألف مستثمر، لكن عدد المتعاملين الذين يتداولون مرة واحدة سنويًا على الأقل، يبلغ ما بين 80 ألفًا و100 ألف مستثمر.
وأبلغت مصادر في سوق المال أن بورصة مصر أرسلت خطابًا لوزارة المالية منذ أسبوعين، تحثها فيه على مراعاة ألا تؤثر الضريبة المزمعة على أحجام التداول وتدفقات الاستثمارات الأجنبية والطروحات العامة في السوق.
وأضافت المصادر أن جمعيات تمثل مستثمرين في سوق المال اقترحت على وزارة المالية أن تشمل الضريبة سوق خارج المقصورة والسندات.
كانت مؤشرات البورصة قد ارتفعت بشكل عنيف بعد تعويم سعر صرف الجنيه في نوفمبر (تشرين الثاني)، لتعويض الانخفاض الكبير في قيمة العملة، مما اعتبره الكثيرون مؤشرًا على بداية تعويض الاقتصاد المصري لخسائره نتيجة هذا القرار.
وعلى مدار الـ3 أشهر الأخيرة، رأينا بعض الإشارات الإيجابية، وفقًا لتقرير «إتش سي» للبحوث والاستثمار، من حيث الوضع الخارجي لمصر. فبناء على الرقم الشهري المعلن لصافي الاحتياطيات الدولية، يوجد تحسن كبير في رصيد الحساب الحالي للبلد، حيث سجل متوسط العجز على أساس سنوي في نوفمبر وديسمبر (كانون الأول) 14.2 مليار دولار أميركي، أي أقل من الرقم الخاص بالسنة المالية 15 / 16، والذي بلغ 18.7 مليار دولار.
علاوة على ذلك، تقاربت أسعار السوق الموازي وسعر الصرف الرسمي بشكل كبير، واستقر الجنيه المصري نسبيًا مقارنة بالدولار.
واجتذبت أسواق الديون والأوراق المالية المصرية نحو 0.9 مليار دولار أميركي، في صورة تدفقات محافظ، خلال أول 3 شهور بعد التعويم، ولا يزال المبلغ ضئيلاً بالمقارنة بفارق مجزي للغاية لسعر العائد المعدل في ضوء المخاطر، وهذا قد يكون راجعًا لعدد من الأسباب حجمت من التدفقات الداخلة حاليًا، بما في ذلك مخاطر زيادة الطلب على العملة الأجنبية الناشئ عن إعادة الأرباح إلى بلد الموطن، وقيام الشركات بالتغلب على معوقات التمويل قصير الأجل، بالإضافة إلى عدم وجود تقدير دقيق للفجوة التمويلية غير المغطاة لمصر، حيث أنه ليس من الواضح أي من الأموال المضمونة هو الذي سيوجه إلى إعادة بناء الاحتياطيات، وبقدر أقل، ضوابط رأس المال القليلة التي لا تزال سارية.
وبعض من هذه العوامل، إن لم يكن كلها، سيتم التعامل معه على مدار الشهور القليلة المقبلة، بما يمهد الطريق لتدفقات كبيرة للمَحافظ المالية، من شأنها أن تدعم تحقيق سرعة التعافي الاقتصادي، بحسب «إتش سي».
ومن أهم معوقات النمو الاقتصادي معدل التضخم المرتفع، فمن المتوقع أن يبلغ متوسط التضخم السنوي 21 في المائة في السنة المالية الحالية 2016/ 2017، عقب تدابير الإصلاح الاقتصادي الأخيرة. وذلك مقترن بمعدل بطالة في حدود 13 في المائة سيضغط على نمو الاستهلاك الخاص، ليسجل 2.5 في المائة، مقارنة بـ4.6 في المائة في السنة السابقة.
ومن المتوقع أن يسجل نمو تكوين رأس المال الثابت رقمًا أقل من الرقم المستهدف الأصلي للحكومة، وهو 28.1 في المائة، متأثرًا سلبًا ببيئة الأعمال غير الصحية التي كانت سائدة في الشهور السابقة على التعويم، بالإضافة إلى نقص محتمل في السيولة لدي الشركات، والتقلب في سعر الصرف. وفي ظل رؤية أكثر إيجابية، من المتوقع أن يتم موازنة ذلك جزئيًا بتحسن في وضع صافي واردات مصر، بما يرجح نمو الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 3.5 في المائة في هذه السنة المالية، حسب تقديراتنا، مقارنة بـ4.3 في المائة في العام المالي 2015/ 2016.
أما بالنسبة للعام المالي المقبل 2017/ 2018، فمن المتوقع زيادة معدل النمو إلى 4 في المائة، حيث سيتراجع متوسط التضخم إلى 16 في المائة، وتنخفض أسعار الفائدة، وتتصاعد الاستثمارات، ويبدأ تسارع نمو الاستهلاك الخاص.
ورغم تواصل التحسن في عجز الحساب الحالي لمصر، لا تزال هناك بعض نقاط الضعف الخاصة بميزان المدفوعات بخصوص سداد ديون قيمتها نحو 11.5 مليار دولار في سنة 2018، منها 8.7 مليار دولار هي ودائع متعلقة بمجلس التعاون الخليجي لدى البنك المركزي المصري. من ناحية أخرى، يمثل تزايد الإيرادات من السياحة، وانخفاض الواردات البترولية، موارد إضافية.
وفيما يخص الواردات البترولية، أكد السفير حبيب محمد هادى الصدر، سفير العراق في القاهرة، أن مؤسسة تسويق النفط العراقي «سومو» انتهت من توقيع عقد إمداد مصر بالنفط العراقي، وأرسلت العقد إلى وزارة البترول في مصر للتوقيع من جانبها.
وأضاف: «من المنتظر وصول الشحنة الأولى من النفط العراقي إلى مصر، المقدرة بمليون برميل كل شهر، في الأيام العشرة الأخيرة من شهر مارس المقبل، وفق جدول زمني مسبق متفق عليه بين الجانين، يخص مواعيد استلام الشحنات من المنافذ الجنوبية في العراق المهيأة لتصدير النفط».
وأوضح السفير أن «توقيع العقد يعنى أن الجانبين قد انتهيا من جميع الإجراءات، والنقاط الفنية المدرجة بالعقد، المتعلقة بنقل النفط».
وأشار إلى أن «هناك مشروعًا استراتيجيًا كبيرًا، وشريانًا اقتصاديًا مهمًا، سوف يجمع بين دول عربية ثلاث، هي العراق ومصر والأردن، وسينفذ عبر مد خطي أنابيب النفط والغاز الآتيين من حقول البصرة، ويمران عبر المملكة الأردنية الهاشمية، ثم إلى ميناء العقبة، ومنه إلى مصر».



هل تصبح فرنسا «اليونان الجديدة» في منطقة اليورو؟

أشخاص يسيرون بالقرب من برج إيفل في باريس (رويترز)
أشخاص يسيرون بالقرب من برج إيفل في باريس (رويترز)
TT

هل تصبح فرنسا «اليونان الجديدة» في منطقة اليورو؟

أشخاص يسيرون بالقرب من برج إيفل في باريس (رويترز)
أشخاص يسيرون بالقرب من برج إيفل في باريس (رويترز)

تواجه فرنسا في الوقت الراهن تحديات اقتصادية وسياسية معقدة، تتمثل في ارتفاع معدلات الدين العام وتزايد عدم الاستقرار السياسي، مما يهدد استقرارها الداخلي ويثير القلق بشأن انعكاسات هذه الأوضاع على منطقة اليورو بشكل عام. تأتي هذه الأزمات في وقت بالغ الأهمية، حيث يمر الاتحاد الأوروبي بفترة تحول حاسمة بعد تبعات الأزمة المالية العالمية، مما يطرح تساؤلات حقيقية حول قدرة الدول الأعضاء على مواجهة الأزمات الاقتصادية المقبلة. في خضم هذه التطورات، تظل فرنسا محط الأنظار، إذ يتعرض نظامها السياسي للشلل بينما يتصاعد العجز المالي. فهل ستتمكن باريس من تجنب مصير الدول التي شهدت أزمات مالية مدمرة؟ وما الدروس التي يمكن لفرنسا الاستفادة منها لضمان استدامة الاستقرار الاقتصادي في المستقبل؟

تتجاوز ديون فرنسا اليوم 110 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وبلغت تكلفة اقتراضها مؤخراً مستويات تفوق تلك التي سجلتها اليونان. ويوم الجمعة، توقعت «موديز» أن تكون المالية العامة لفرنسا أضعف بشكل ملموس خلال السنوات الثلاث المقبلة، مقارنة بالسيناريو الأساسي الذي وضعته في أكتوبر (تشرين الأول) 2024. هذه المعطيات أثارت مخاوف متزايدة من أن تكون هذه الأوضاع الشرارة التي قد تؤدي إلى أزمة جديدة في منطقة اليورو. ومع ذلك، عند مقارنة حالة الاتحاد الأوروبي في ذروة الأزمة المالية العالمية، حين كان يواجه خطر التفكك الكامل، مع الوضع الراهن، تتضح الفروق الجوهرية، حيث يظهر الوضع الحالي قدرة الاتحاد على الصمود بشكل أكبر بكثير، مما يعكس قوة أكثر استقراراً وصلابة في مواجهة التحديات الاقتصادية، وفق «رويترز».

وبعد انهيار حكومتها الهشة في أوائل ديسمبر (كانون الأول)، توجد فرنسا حالياً في دائرة الضوء. فقد أدت الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أجريت في يوليو (تموز) إلى انقسام الجمعية الوطنية، مما أدى إلى تعميق الأزمة السياسية في البلاد. وفي مسعى لتشكيل حكومة قادرة على استعادة الاستقرار، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السياسي المخضرم ميشيل بارنييه رئيساً للوزراء بعد الانتخابات، على أمل بناء إدارة مستدامة. لكن التوترات بين الحكومة والبرلمان اندلعت عندما دعا بارنييه إلى خفض الموازنة للحد من العجز المتوقع، والذي قد يصل إلى 6.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. وقد أدى هذا إلى تجمع أعضاء البرلمان من مختلف الأطياف السياسية لرفض الموازنة، وكان التصويت بحجب الثقة الذي أدى إلى إقالة بارنييه هو الأول من نوعه منذ عام 1962.

وأثناء تطور هذه الأحداث، ارتفعت عوائد السندات الفرنسية لأجل عشر سنوات بشكل مؤقت إلى مستويات أعلى من نظيرتها اليونانية، مما أثار المخاوف من أن فرنسا قد تصبح «اليونان الجديدة». ومع ذلك، إذا تم النظر إلى ما حدث في اليونان في عام 2012، عندما وصلت عوائد سنداتها لأجل عشر سنوات إلى أكثر من 35 في المائة، يلاحظ أن الوضع اليوم مختلف بشكل جذري. ففي الوقت الراهن، تقل عوائد السندات اليونانية عن 3 في المائة، مما يعني أن العوائد الفرنسية قد ارتفعت بأقل من 60 نقطة أساس خلال العام الماضي لتصل إلى مستويات مماثلة.

ومن خلال تحليل التغييرات في عوائد السندات في منطقة اليورو خلال السنوات الأخيرة، يتضح أن اليونان قد نجحت في تحسين وضعها المالي بشكل ملحوظ، في حين أن فرنسا شهدت تدهوراً طفيفاً نسبياً.

قصة التحول: اليونان

بعد أن اجتاحت الأزمة المالية العالمية أوروبا في أواخر العقد الأول من الألفية، تعرضت اليونان لمحنة مالية شديدة، حيث تكشفت حقيقة الوضع المالي للبلاد، وارتفعت تكاليف ديونها بشكل كبير. وفي إطار استجابة لهذه الأزمة، حصلت اليونان على حزم إنقاذ من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي مقابل تنفيذ حزمة من الإجراءات التقشفية القاسية. ونتيجة لذلك، دخلت اليونان في ركود اقتصادي طويل دام لعقد من الزمن، بينما تعرضت لعدة فترات من عدم الاستقرار السياسي.

لكن الحكومة الحالية التي تنتمي إلى التيار الوسطي - اليميني نجحت في استعادة بعض الاستقرار الاقتصادي، حيث تمكنت من تحقيق فائض أولي في الموازنة، وهو ما مكنها من تقليص عبء الديون الضخم. كما شهد الاقتصاد اليوناني نمواً بنسبة 2 في المائة العام الماضي، وهو ما يعد تحسناً ملموساً.

ورغم أن فرنسا قد تحتاج إلى جرعة من العلاج المالي ذاته، فإنها تبدأ من نقطة انطلاق أقوى بكثير من اليونان. فاقتصاد فرنسا أكثر تطوراً وتنوعاً، ويبلغ حجمه أكثر من عشرة أضعاف الاقتصاد اليوناني. كما أكدت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال ريتنغ» قبل أسبوعين تصنيف فرنسا الائتماني، مع التوقعات بأن تواصل البلاد جهودها في تقليص العجز في الموازنة. وأشارت الوكالة إلى أن «فرنسا تظل اقتصاداً متوازناً، منفتحاً، غنياً، ومتنوعاً، مع تجمع محلي عميق من المدخرات الخاصة»، وهو ما يعزز موقفها المالي.

الأمر الأكثر أهمية هنا هو أنه حتى في حال قرر المستثمرون الدوليون سحب أموالهم - وهو ما لا يوجد أي مؤشر على حدوثه - فإن فرنسا تملك إمداداً كبيراً من الأموال المحلية، يُمكِّنها من سد الفجوة المالية المتزايدة.

فعل كل ما يلزم

على الرغم من أن منطقة اليورو لا تزال تشهد تطوراً غير مكتمل، فإنه من المهم الإشارة إلى كيفية تعزيز النظام المصرفي في المنطقة منذ الأزمة المالية العالمية. كما ينبغي تذكر كيف أثبت البنك المركزي الأوروبي مراراً استعداده وقدرته على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الأزمات المالية في المنطقة. إلا أن ذلك لا يعني أن صانعي السياسات في باريس أو العواصم الأوروبية الأخرى يشعرون بتفاؤل مطلق بشأن التوقعات الاقتصادية للاتحاد.

ففي العديد من الجوانب، تبدو التحديات الاقتصادية التي تواجه فرنسا أقل حدة، مقارنة بتلك التي تواجهها ألمانيا، التي تعرضت حكومتها هي الأخرى لهزة قوية مؤخراً. ويعاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو من تداعيات سنوات طويلة من نقص الاستثمارات، حيث يواجه قطاعها الصناعي القوي سابقاً صعوبات حقيقية في التعافي. كما أن منطقة اليورو، التي شهدت تباطؤاً ملحوظاً في نمو إنتاجيتها، مقارنة بالولايات المتحدة على مدار السنوات الماضية، تواجه الآن تهديدات كبيرة بسبب الرسوم الجمركية التي قد تفرضها إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب.

لكن هذه التهديدات التجارية قد تكون هي التي تدفع الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوة كبيرة أخرى في تطوره الاقتصادي. فالتاريخ يثبت أن الاتحاد يتخذ خطوات حاسمة عندما يُدفع إلى الزاوية. وفي وقت سابق، قدم ماريو دراغي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، خطة لإصلاحات اقتصادية طال انتظارها، داعياً إلى استثمار إضافي قدره 800 مليار يورو سنوياً من قبل الاتحاد الأوروبي.

وقد لاقت هذه الخطة دعماً واسعاً من المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي، حتى أن رئيس البنك المركزي الألماني، المعروف بتوجهاته المتشددة، دعا إلى تخفيف القيود على الإنفاق في ألمانيا. وإذا أسفرت الانتخابات في ألمانيا وفرنسا عن حكومات أقوى العام المقبل، فقد يُتذكر عام 2025 ليس بوصفه بداية لأزمة جديدة في منطقة اليورو، بل بوصفه عاماً شهدت فيه المنطقة اتخاذ خطوة كبيرة نحو تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.