هل آن الأوان لتخلي ليستر عن رانييري؟

سياسة «طرد المدرب» في الأوقات العصيبة أبعدت فرقًا كثيرة عن شبح الهبوط

رانييري يواجه كارثة بعد تحقيق المعجزة (أ.ف.ب) - ليستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز يواجه خطر السقوط منه («الشرق الأوسط»)
رانييري يواجه كارثة بعد تحقيق المعجزة (أ.ف.ب) - ليستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز يواجه خطر السقوط منه («الشرق الأوسط»)
TT

هل آن الأوان لتخلي ليستر عن رانييري؟

رانييري يواجه كارثة بعد تحقيق المعجزة (أ.ف.ب) - ليستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز يواجه خطر السقوط منه («الشرق الأوسط»)
رانييري يواجه كارثة بعد تحقيق المعجزة (أ.ف.ب) - ليستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز يواجه خطر السقوط منه («الشرق الأوسط»)

هل الحل طرد المدرب؟ أم الإبقاء عليه؟ اللجوء إلى تشكيل يدفع بأربعة لاعبين في خط الدفاع؟ أم الدفع باثنين في خط الهجوم؟ أم الإبقاء على الاعتماد على مهاجم وحيد؟ هل ينبغي إجراء التدريبات في طقس بارد، مثل نيويورك؟ أم التدريب في طقس دافئ، مثل بينيدورم الإسبانية؟ هل ينبغي إلغاء أيام العطلات؟ هل آن الأوان لإبداء الندم على التقدم في بطولة دوري أبطال أوروبا؟
في الواقع، تعج معارك الفرار من شبح الهبوط بالمعضلات والتساؤلات العالقة. والملاحظ أن الأندية الستة الأخيرة بالدوري الممتاز لجأت إلى واحد على الأقل من الأدوات السابقة، في خضم سعيها المحموم للبقاء في الدوري الممتاز والبقاء خارج دائرة دوري الدرجة الثانية (تشامبيون شيب). الواضح أن ليستر سيتي يواجه القرار الأصعب من بين جميع الأندية الأخرى المهددة بالهبوط، ويتعلق تحديدًا بما إذا كان ينبغي التخلي عن كلاوديو رانييري، المدرب الذي قاد الفريق الموسم الماضي نحو الفوز ببطولة الدوري الممتاز.
في الحقيقة، أتى قرار تغيير المدرب في منتصف الموسم بنتائج إيجابية بالنسبة لسندرلاند على امتداد كل من السنوات الأربع الماضية، عندما تعاقب كل من باولو دي كانيو وغوس بويت وديك أدفوكات وسام ألاردايس على تدريب الفريق في لحظات وصفت بـ«الهروب الكبير». وعليه، فإنه ربما يبدو متناقضًا إذا أبقى إليس شورت، مالك النادي، على ثقته في ديفيد مويز هذا الموسم، وانتهى الأمر بهبوط النادي الذي يحتل قاع جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز.
من ناحية أخرى، فإن مثل هذه الحلول قصيرة الأجل مكلفة، وكانت من العوامل التي أدت إلى تراكم ديون بلغت 140 مليون جنيه إسترليني على كاهل سندرلاند، الأمر الذي يزداد صعوبة بالتأكيد مع إصرار المدرب على اصطحاب لاعبيه على نحو متكرر إلى مدينة نيويورك للتنزه في سنترال بارك والتجول بمختلف أرجاء المدينة. المعروف أن المدربين بوجه عام يشعرون بالرضا حيال الاستمتاع بمزايا الانتقال إلى مكان مختلف دافئ وغني بفيتامين «د» في مثل هذا الوقت من العام. لذا، فإن مثل هذه «الخطة الكبرى» التي ينتهجها مويز تبدو غير تقليدية - على أقل تقدير.
من جهته، دائمًا ما أبدى ألاردايس إيمانه بالخصائص العلاجية لأشعة الشمس ويواظب على القيام برحلات إلى شبه الجزيرة العربية خلال فبراير (شباط) مع الفرق السابقة التي تولى تدريبها، الأمر الذي يعد أحد الأسباب الكبرى وراء عدم تعرضه قط للهبوط من الدوري الممتاز. من ناحية أخرى، فإنه لسوء حظ مدرب كريستال بالاس الجديد ألغيت الرحلة التي كانت مقررة إلى دبي، وذلك في خضم سلسلة من النتائج السلبية للفريق، مما يجعل من هذا الموسم استثناءً كبيرًا فيما يخص القاعدة المجربة التي لطالما وثق بها المدرب.
ومع تردي أداء كريستال بالاس حاليًا أكثر مما كان عليه الحال في عهد المدرب السابق ألان باردو، يخشى بعض مشجعي النادي من أن ألاردايس ربما يكون قد فقد لمسته الساحرة المميزة، لكن الجدير بالذكر هنا أنه في أعقاب توليه مسؤولية التدريب خلفًا لأدفوكات في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، قدم ألارديس بداية بطيئة أيضًا في سندرلاند. في الواقع، في فترة ما كابد الفريق خمسة هزائم متتالية في الدوري الممتاز قبل استعادة تألقه بعد عودته من رحلة إلى الإمارات العربية المتحدة وخسر بعد ذلك مباراة واحدة فقط من إجمالي آخر 11 مباراة خاضها. وأنجز النادي الموسم السابق في المركز الـ4 من الأسفل بالدوري الممتاز، على بعد نقطتين من نيوكاسل يونايتد بقيادة المدرب رافاييل بينيتيز الذي كان يمر بفترة أشبه بالنقاهة ولم يتعرض لأي هزيمة على مدار مبارياته الست الأخيرة.
ومع هذا، تكبد نيوكاسل يونايتد ثمنًا باهظًا لأدائه الواهن على مدار فترة طويلة للغاية قبل أن يقدم على الاستعانة ببينيتيز الذي أحدث تحولاً ضخمًا في صفوف الفريق، بديلاً عن ستيف مكلارين.
إلا أنه بفضل تحركهم في وقت مبكر أكثر بكثير، نجح كل من كريستال بالاس وهال سيتي وسوانزي سيتي في تجنب السقوط في هذا الفخ، مع نجاح الناديين الأخيرين في استعادة تألقهما فور تعيين مدرب جديد بتحسن النتائج على نحو ملحوظ في ظل قيادة كل من ماركو سيلفا في هال سيتي وبول كليمنت في سوانزي.
في حالة هال سيتي، كان من العوامل المساعدة أنه، من دون جمع نقاط كثيرة، نجح سلف سيلفا، مايك فيلان، في جعل لاعبيه أفضل الفرق على مستوى الأندية الستة الأخيرة بالدوري الممتاز فيما يخص دقة تمرير الكرة.
ويشير ذلك إلى أن سيلفا، المدرب المساعد السابق لكل من سبورتينغ لشبونة وأوليمبياكوس، كان لديه إطار عمل مناسب وفلسفة شبيهة بوجه عام إلى تلك التي اتبعها خليفته تجاه بناء الفريق في خضم مساعيه لدمج لاعبين سبعة جدد في صفوف الفريق، مع محاولة التكيف في الوقت ذاته على محنة انتقال روبرت سنودغراس إلى وستهام يونايتد.
وتجمع الآراء على أن سيلفا - الذي ألغى بصورة مؤقتة العطلات - نجح في تعزيز المهارات الهجومية لدى اللاعبين، الأمر الذي جري تعزيزه خلال المعسكر التدريبي الذي أُقيم أخيرًا في البرتغال، والذي يعد بمثابة تناقض صارخ مع استراتيجية البقاء التي ينتهجها المدير الفني إيتور كارانكا في ميدلزبره. الملاحظ أن ميدلزبره بقيادة المدرب كارانكا نادرًا ما يقتحم شباكه أكثر من هدف واحد بالمباراة.
ومع ذلك، يبقى الفريق الأقل من حيث عدد الأهداف وعدد المباريات التي جرى الفوز فيها - أربعة فقط. وتشعر جماهير النادي، التي انطلقت في الصياح خلال إحدى المباريات الأخيرة مرددة: «هاجموا... هاجموا، هاجموا»، بالإحباط حيال رفض المدرب بالدفع باثنين من اللاعبين نحو الهجوم. وإذا ما اعتبرنا التحسن المذهل في أداء أداما تراوري بالجناح دليلاً على قدرات كارانكا كمدرب، فإنه ربما يكون مخطئًا في اعتقاده بأن دفء الشمس في بينيدورم، الأسبوع الماضي، كفيل بدفع الفريق نحو منطقة الأمان عبر سلسلة من التعادلات قليلة الأهداف.
من ناحية أخرى، فإنه في ظل وجود لاعب خط الوسط غيلفي سيغوردسون، هدد سوانزي سيتي بالمضي قدمًا، لكن كليمنت، الذي يبقي فريقه داخل أرضه هذا الشهر، على خلاف المتوقع - حقق العجائب في نجاحه في تعزيز صفوف الدفاع الذي بدا في إطاره قلب الدفاع فيديريكو فرنانديز، وكأنه ولد من جديد وتألق ألفي ماوسون على نحو جعل الجماهير لا تشعر بوطأة غياب آشلي ويليامز على نحو موجع.
وجاء فوز سوانزي سيتي الأخير بنتيجة 2 - 0 على أرضه أمام ليستر سيتي، الأحد قبل الماضي، ليترك حامل اللقب في المركز الـ17. ومع وقوف فريقه على بعد نقطة واحدة من منطقة الهبوط مع عجزه عن تسجيل ولو هدفًا واحدًا على مدار ستة مباريات، يبدو من المؤكد أن رانييري يصب اللعنات على بطولة دوري أبطال أوروبا وما تسببه للفريق من تشتيت للتركيز.
والواضح أن المدرب الإيطالي أصابه شعور بالغ بالإحباط بسبب غياب تركيز لاعبيه، لكن ربما حان الوقت لمالكي النادي للإقرار بأن المدرب خسر هو الآخر الكثير من «العقول والقلوب»، في صفوف اللاعبين، وآن الأوان قد جاء لاستبدال المدرب، لكن مَن يا تُرى يصلح خلفًا لرانييري؟ إنها سلسلة من التساؤلات تبدو بلا نهاية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».