كشفت أنقرة عن تغير وصفته بـ«الطفيف» في الموقف الأميركي تجاه وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، في الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع التركي فكري إيشيك، أنه لم يتبق داخل مدينة الباب إلا أقل من 100 من عناصر تنظيم داعش الإرهابي.
وقال إيشيك، إن هناك تغيرا طفيفا في موقف الولايات المتحدة بشأن مشاركة القوات الكردية في عملية تحرير مدينة الرقة معقل «داعش» في سوريا «نتيجة لإصرار تركيا على الأمر».
وأضاف إيشيك، في مقابلة أمس مع فضائية «إن تي في» التركية الخاصة، أن أنقرة تحدثت مجددا مع المسؤولين الأميركيين بشأن انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة منبج السورية. وقال إن تركيا مستمرة في إصرارها على ذلك.
جاء ذلك في وقت أكد فيه المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، في مؤتمر صحافي في أنقرة، أمس، أن انتزاع السيطرة على مدينة الباب السورية من تنظيم داعش مهم لطرد التنظيم المتشدد من معقله في الرقة، معتبرا أن الحديث عن عدم وجود بديل لوحدات حماية الشعب الكردية السورية في القتال ضد «داعش»، غير صحيح.
وذكر وزير الدفاع التركي فكري إيشيك، أن عدد مسلحي «داعش» الذين لا يزالون في مدينة الباب أقل من مائة، وأن القوات التركية ومعها فصائل الجيش السوري الحر سيطرت على أكثر من نصف المدينة السورية.
وقال فكري إيشيك: «نقدر أن عدد المسلحين المتشددين بات أقل من مائة، لكنهم خطرون. هناك قناصة كامنون وانتحاريون». وقال إن الجيش السوري الحر استعاد أكثر من نصف مدينة الباب، حيث تستمر عمليات التطهير حيا حيا، ولا تزال هناك فخاخ وقنابل يدوية الصنع.
وكانت قوات الجيش السوري الحر سيطرت، الإثنين الماضي، على مناطق جديدة داخل مركز مدينة الباب بريف حلب الشرقي شمال سوريا. وبحسب خالد إبراهيم، أحد قادة الجيش الحر، فإنّ قواته المدعومة من تركيا بسطت سيطرتها على النادي الرياضي ودوار الكف والمدرسة الصناعية ودوار الدلو بجنوب غربي الباب.
وأوضح إبراهيم أن معارك عنيفة تخوضها قوات الحر حاليًا ضد عناصر تنظيم داعش في محيط مبنيي البريد والمحكمة، وأنّ فصائل المعارضة تواصل تقدمها ضدّ الإرهابيين بدقة وحذر، وتتلقى دعمًا جويًا وبريًا من المقاتلات والمدفعيات التركية.
ومنذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باتت مدينة الباب آخر معاقل «داعش» في محافظة حلب هدفا لحملة مشتركة للقوات التركية ومجموعات سوريا حليفة لها في إطار عملية «درع الفرات» التي انطلقت من جرابلس في 24 أغسطس (آب) الماضي لطرد مسلحي «داعش»، وأيضا أكراد حلفاء لواشنطن يقاتلون ضد «داعش».
وفي المقابل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تقدم القوات التركية أقل مما تؤكد أنقرة. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن القوات التركية وحلفاءها السوريين تمكنوا «من السيطرة على نحو 25 في المائة من مساحة المدينة التي لا يزال بها 700 مقاتل من تنظيم داعش يتحصنون داخلها».
وأحصى المرصد «مقتل 124 مدنيا على الأقل في المدينة جراء قصف مدفعي وغارات» قال إن القوات التركية نفذتها خلال عملياتها العسكرية.
لكن مصادر عسكرية تركية أكدت في الوقت نفسه، أنّ قوات الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا أوشكت على إحكام سيطرتها الكاملة على المدينة، وأنّ عملية تطهير الباب من إرهابيي تنظيم داعش مستمرة.
وأكدت المصادر العسكرية، أنّه لا صحة تماما لما يتردد من جانب التنظيم عن مقتل مدنيين في العمليات التي تنفذها تركيا والجيش الحر في الباب، قائلة إن تلك الادعاءات عارية عن الصحة، وإن «داعش» يسعى لتشويه صورة القوات المسلحة التركية من خلال إطلاق مثل هذه الافتراءات.
في السياق ذاته، أعلن الجيش التركي في بيان أمس، تحييد 14 مسلحًا من تنظيم داعش في قصف بري وجوي على 110 أهداف للتنظيم في الباب في إطار عملية درع الفرات.
وأوضح البيان أن سلاح المدفعية ووسائط نارية أخرى تابعة لقيادة القوات البرية استهدف 89 هدفا للتنظيم في الباب، بينها مخابئ ومواقع دفاعية ومقرات وأسلحة وعربات.
وأشار البيان إلى أن طائرات تركية أغارت على 21 هدفا للتنظيم في الباب، مما أسفر عن تدمير مستودعي ذخيرة وعربة مسلحة و18 مبنى كان الإرهابيون يستخدمونها مخابئ.
أنقرة: «تغير طفيف» في موقف واشنطن من مشاركة الأكراد في عملية الرقة
وزير الدفاع التركي: أقل من 100 عنصر فقط من «داعش» موجودون في الباب
أنقرة: «تغير طفيف» في موقف واشنطن من مشاركة الأكراد في عملية الرقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة