المغرب يعلن تسجيل طلبة مدارس «غولن» التركية المغلقة في مؤسسات أخرى

قالت إنهم استأنفوا دراستهم بشكل عادي وفي ظروف جيدة

المغرب يعلن تسجيل طلبة مدارس «غولن» التركية المغلقة في مؤسسات أخرى
TT

المغرب يعلن تسجيل طلبة مدارس «غولن» التركية المغلقة في مؤسسات أخرى

المغرب يعلن تسجيل طلبة مدارس «غولن» التركية المغلقة في مؤسسات أخرى

أعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني المغربية أنه جرت بعد الإغلاق الفعلي لجميع المدارس التابعة لمجموعة «محمد الفاتح»، المحسوبة على جماعة فتح الله غولن التركية، إعادة تسجيل جميع التلميذات والتلاميذ الذين كانوا يدرسون بها في مؤسسات تعليمية عمومية وخصوصية.
وأوضحت الوزارة في بيان لها صدر أمس أنه «ضمانا لحق التلميذات والتلاميذ في التمدرس، جرت إعادة تسجيل جميع التلميذات والتلاميذ بمختلف المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، وذلك بناء على اقتراح من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، ووفق رغبة أولياء أمورهم».
وأكدت الوزارة أن التلميذات والتلاميذ «استأنفوا دراستهم بشكل عادي وفي ظروف جيدة»، وذكرت بأنه تبعا للقرار القاضي بإغلاق جميع المؤسسات التعليمية التابعة لمجموعة «محمد الفاتح»، فقد جرى الإغلاق الفعلي لهذه المدارس في التاريخ المحدد سلفا.
وكانت وزارة الداخلية المغربية قد قررت في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي إغلاق جميع مدارس «محمد الفاتح» التابعة للداعية التركي غولن، الذي يعيش بالولايات المتحدة منذ سنوات. وعزت وزارة الداخلية المغربية خطوة إغلاق مدارس غولن في المملكة المغربية إلى نتائج تحريات «بشأن المؤسسات التعليمية التابعة لمجموعة محمد الفاتح، بينت أنها تجعل من الحقل التعليمي مجالا خصبا للترويج لآيديولوجيا هذه الجماعة، ونشر أفكار تتنافى مع مقومات المنظومة التربوية والدينية المغربية». وزادت موضحة أن إغلاق مدارس غولن جاء «بعد تسجيل عدم استجابة مسؤولي المدارس المذكورة لتنبيهات وزارة التربية الوطنية لتصحيح الاختلالات والتلاؤم مع المقتضيات القانونية والمناهج التعليمية المعمول بها»، حيث تقرر «إغلاق جميع المؤسسات التابعة لهذه المجموعة داخل أجل أقصاه شهر واحد»، ابتداء من يوم صدور القرار.
وعبر مراقبون وآباء وأولياء تلاميذ هذه المدارس التركية على أن قرار وزارة الداخلية القاضي بإغلاقها، يندرج ضمن سياق السياسة التركية الجديدة تجاه هذه المدارس في مختلف بلدان العالم؛ فقبل المغرب، «هناك بلدان أخرى أغلقت المدارس التابعة لحركة غولن».
يذكر أن مجموعة «محمد الفاتح» لديها سبعة مدارس في عدد من المدن المغربية، حيث يدرس فيها قرابة 2500 تلميذ غالبيتهم مغاربة. وتوجد ثلاث من هذه المدارس في الدار البيضاء، وواحدة في فاس (وسط)، واثنتان في طنجة وتطوان (شمال)، وأخرى في مدينة الجديدة (جنوب الدار البيضاء).



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.