رفع الجيش اليمني استعداداته العسكرية في المناطق الغربية والوسطى من البلاد، تمهيدًا لشن هجوم على عدد من الجبهات الرئيسية، والتقدم نحو معاقل الانقلابيين الرئيسية، وتحرير المديريات الواقعة على خط الساحل الغربي للبلاد.
وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش الوطني تلقى خلال الأيام الماضية دعمًا عسكريًا من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ليكمل استعداداته لتنفيذ خطته للمرحلة المقبلة، التي تتضمن عمليات واسعة لتحرير عدد من المحافظات التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين»، مشددًا على أن الجيش يملك القوة البشرية المدربة والجاهزة لتنفيذ الأعمال القتالية.
وأضاف أن بعض الجبهات هدأت فيها وتيرة المواجهات المباشرة، وهناك اشتباكات متقطعة في بعض الجبهات، لكنها لا تعيق الجيش الوطني من إعادة تنفيذ المهام الجديدة.
ويسعى الجيش اليمني، للاستفادة من جميع المعطيات على الأرض التي تصب في صالحه للتقدم، مع التراجع الكبير والواضح لميليشيات الانقلابيين في كثير من الجبهات، وسيطرة الجيش بالتنسيق مع قوات التحالف العربي على منافذ تهريب السلاح، وقطع الإمدادات الداخلية لتوصيل الشحنات إلى الجبهات المشتعلة، خصوصًا أن أفراد الميليشيات في هذه المرحلة يواجهون ضائقة مالية كبيرة بعد نقل البنك المركزي للعاصمة المؤقتة، مما أدى إلى عدم قدرتهم على شراء الذخيرة من الداخل، وصرف أجور عناصرهم الذين يفرون بشكل كبير من المعارك تاركين عتادهم.
ميدانيًا، قصف الجيش اليمني مواقع الميليشيات جنوب غربي مدينة ميدي التابعة لمحافظة حجة، أثناء عملية تمشيط للمدفعية في تلك المواقع، ونتج عنها مصرع عشرات الانقلابيين، فيما أحرزت وحدات الجيش تقدمًا في جبهة جبل النار، بمساندة طيران التحالف العربي.
وفي محافظة ذمار، جددت الميليشيات الانقلابية هجماتها باتجاه سوق الثلوث في مديرية عتمة، يرافقها قصف عنيف، في حين أعلنت عناصر المقاومة الشعبية تصديها للهجمات. وشددت الميليشيات الانقلابية من حصارها على مديرية عتمة، مما جعل الأهالي يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة جراء الحصار الذي تمارسه، حسبما أفاد به سكان محليون.
على صعيد آخر، أكدت مصادر عسكرية ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الجيش اليمني شنت هجومها على أطراف قرية يختل، شمال مدينة المخا الواقعة غرب مدينة تعز، بإسناد جوي من طيران التحالف العربي وطيران (أباتشي)، في عملية لتطهيرها من ميليشيات الحوثي وصالح، وذلك بعد وصولهم إلى محطة التحلية الواقعة بين يختل ومحطة لكهرباء، وبدأت بالتوغل من الأطراف الجنوبية لقرية يختل».
وأوضحت أن وصول الجيش إلى المنطقة «سيمكِّنهم من التقدم وتطهير المنطقة واستعادة معسكر خالد بمديرية موزع، ومن ثم التوجه إلى الشريط الساحلي لليمن ومدينة الحديدة الساحلية».
وتحدثت عن «بدء وحدات من الجيش اليمني في تعز عملية استكمال تحرير ما تبقى من المواقع في الجبهة الغربية في إطار عملية (الرمح الذهبي)، وهي المناطق الواقعة بين منطقتي الضباب والربيعي، التي ستمكّنهم بعد تطهيرها من الميليشيات الانقلابية التوجه إلى البرح، ومن ثم الالتحاق مع قوات الجيش اليمني في جبهة الساحل الغربي».
وفي جبهات القتال بتعز، تواصل قوات الجيش تقدمها في جبهة الاحكوم والصلو والاقروض والمفاليس، وتمسكها بالمواقع الدفاعية التي تمت استعادتها، علاوة على تصديها لهجمات الميليشيات اليومية. وقال قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، إنه في الوقت الذي «أخذت تعز نصيب الأسد من الحصار الهمجي المقيت، فإن رجال الجيش والمقاومة في تعز يصنعون بطولات نضالية تفوق خيال العدو (الميليشيات) وتكسر غطرسته وتبعث الحياة رغمًا عن أنفه، وتشعره بتقزمه أمام تعز».
وأكد في رسالة برقية بعث بها للرئيس عبد ربه منصور هادي بمناسبة الذكرى الخامسة لانتخابه رئيسًا، أن «نهاية الميليشيات تقترب وما هذه الارتباكات الجسيمة إلا دليل على تهاويها وتخبطها».
في المقابل، دعا وزير الإدارة المحلية اليمني عبد الرقيب فتح، المنظمات الدولية والأمم المتحدة إلى التدخل لإيقاف الأعمال الوحشية والإجرامية التي تقوم بها ميليشيات الحوثي وصالح بحق أبناء تعز، وتقيد المساعدات الإنسانية للنازحين. وطلب، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، من المنظمات في محافظة تعز تقديم المساعدات بصورة عاجلة للنازحين والمتضررين من القصف الذي تقوم به الميليشيات الانقلابية والتهجير الإجباري الذي تقوم به بحق أبناء المنطقة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات الانقلابية انتهاكاتها بحق أبناء تعز وتهجيرها للموطنين في قرية تبيشعه بعزلة بلاد الوافي بمديرية جبل حبشي، غرب تعز، وإجبارهم على التهجير القسري من منازلها تحت تهديد السلاح، وبعدما فجرت منازل عدد من المواطنين ونهبت ممتلكاتهم.
وقال الوزير فتح إن «قيام الميليشيات بتفجير منازل المواطنين في عزلة بلاد الوافي يعد جرائم حرب تُضاف إلى سجل الانتهاكات الإرهابية التي تقوم به الميليشيات يوميًا بحق أبناء محافظة تعز وبقية المحافظات»، مضيفًا أن هذه الأعمال «خارجة عن جميع القوانين الإنسانية والاتفاقيات الدولية»، واستنكر صمت المنظمات الأممية تجاه الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي وصالح على «مديرية جبل حبشي في محافظة تعز وعدد من محافظات الجمهورية وتمنع إيصال المساعدات إلى المناطق».
8:17 دقيقة
الجيش اليمني يعد للمرحلة الثانية من تحرير الساحل الغربي
https://aawsat.com/home/article/860501/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%B9%D8%AF-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A
الجيش اليمني يعد للمرحلة الثانية من تحرير الساحل الغربي
قوات الشرعية تقترب من قرية يختل في المخا... ودعوات لنجدة نازحي تعز
- تعز: «الشرق الأوسط»
- جدة: سعيد الأبيض
- تعز: «الشرق الأوسط»
- جدة: سعيد الأبيض
الجيش اليمني يعد للمرحلة الثانية من تحرير الساحل الغربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة