نتنياهو يتجاهل دعوة رئيس وزراء سنغافورة إلى حل الدولتين

ركز على التعاون الاقتصادي والعسكري بين الجانبين

لي هسين لونغ وبنيامين نتنياهو خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في قصر الرئاسة أمس (أ.ب)
لي هسين لونغ وبنيامين نتنياهو خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في قصر الرئاسة أمس (أ.ب)
TT

نتنياهو يتجاهل دعوة رئيس وزراء سنغافورة إلى حل الدولتين

لي هسين لونغ وبنيامين نتنياهو خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في قصر الرئاسة أمس (أ.ب)
لي هسين لونغ وبنيامين نتنياهو خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في قصر الرئاسة أمس (أ.ب)

تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الدعوة التي وجهها إليه رئيس وزراء سنغافورة، لي هسين لونغ، لاستئناف المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية. وبدلا من ذلك، راح يشيد، خلال استقباله، أمس، بأهمية التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، وإمكانيات توسيعه بمشاريع مشتركة «في دول أفريقيا الصديقة».
وكان لونغ قد فاجأ نتنياهو، الذي يقوم بأول زيارة لرئيس حكومة إسرائيلي إلى سنغافورة، حين قال: «نحن مثلكم محاطون بدول إسلامية كثيرة، ويعيش بيننا مجموعة كبيرة من المسلمين. ومع أننا دولة آسيوية بعيدة، فإن القضية الفلسطينية تهمنا جدا. ونحن نؤمن بأن حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين، على الرغم من صعوبة تحقيقه، هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام والأمن للشعبين. ولا بد من أن تبادروا يا دولة رئيس الوزراء، إلى منح هذا الطريق زخما جديدا».
والتقى نتنياهو في قصر الرئاسة مع رئيس سنغافورة، توني تان كنج يام، الذي دعاه أيضا إلى صنع السلام مع الفلسطينيين.
من جانبه، قال نتنياهو: «هذه هي أول مرة لي في سنغافورة وأنا أتتبع خطاكم. عندما هبطنا هنا تأثرت جدا. مهما سمعت عن قصة نجاح سنغافورة، فإن مشاهدتها بأم عينيك هي أمر مدهش. وهذا يؤكد قوة الناس وقوة الأفكار، وقوة القدرة على تحقيق المواهب والإمكانيات». وتابع نتنياهو: «أؤمن بأن إسرائيل وسنغافورة هما روحان متآلفتان. نحن دولتان صغيرتان أصبحتا، في كثير من المجالات، قوتين عظميين عالميتين. وأؤمن أن التعاون بيننا في شتى المجالات، جعلنا ويجعلنا أكثر نجاحا. لدينا صندوق بحث وتطوير مشترك قد مول 150 مشروعا لشركات إسرائيلية وسنغافورية، تعمل معا في مجالات مختلفة. وأعتقد أن الفرص أمامنا هائلة. فنحن نعيش في عهد تكنولوجي والمستقبل يعود لمن يبدع. إسرائيل وسنغافورة دولتان مبدعتان، ونستطيع معا أن نحقق ازدهارا أكثر وأملا أكبر وحياة أفضل لشعبينا وللمناطق التي نعيش فيها. نحن نثمن التنوع والتعددية في مجتمعينا، ولدينا كثير نتعلمه من بعضنا البعض».
تجدر الإشارة إلى أن هناك علاقات ثنائية قوية بين إسرائيل وسنغافورة خصوصا في مجال التنمية الاقتصادية والتعاون العسكري والتجارة. فالمعروف أن إسرائيل هي التي بنت الجيش في سنغافورة بعد استقلالها عام 1965، والتعاون العسكري بينهما مستمر حتى اليوم، حيث تبيع إسرائيل لسنغافورة كميات كبيرة من الآليات العسكرية.
ويغادر نتنياهو سنغافورة اليوم، متوجها إلى أستراليا. وبعدها سيعود إلى إسرائيل، ليعد نفسه لزيارة أخرى إلى الولايات المتحدة، كي يشارك في مؤتمر المنظمات اليهودية المناصرة لإسرائيل: «أيباك»، وسيحاول ترتيب لقاء ثان مع دونالد ترمب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.