بعد الهزيمة القاسية لآرسنال أمام بايرن ميونيخ منتصف الأسبوع الماضي، بات مانشستر سيتي يمثل الأمل الأكبر للأندية الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا. ولم لا يكون كذلك، وهو لم يهزم بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد في مباراة الذهاب مثل آرسنال ولا يواجه خطر الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز مثل ليستر سيتي؟ وسيلعب مانشستر سيتي المباراة الأولى على ملعبه وأمام جمهوره غدا أمام موناكو، ويتعين عليه أن يخرج بنتيجة جيدة قبل مباراة الذهاب في فرنسا الشهر المقبل.
ورغم فوز مانشستر سيتي على بورنموث يوم الاثنين الماضي وارتقائه للمركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن الفريق واجه أمرين سلبيين بعد ذلك، تمثل الأول في ظهور لاعب الفريق الشاب غابرييل خيسوس في اليوم التالي يمشي على عكازين بعد إصابته في كسر في مشط القدم، وهي الإصابة التي قد تبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم، أما الشيء الثاني فهو فوز باريس سان جيرمان الفرنسي برباعية نظيفة على برشلونة الإسباني مما يعطي إنذارا بقوة المنافس الفرنسي الآخر.
صحيح أن مانشستر سيتي قد فاز هو الآخر على برشلونة هذا الموسم، لكن النادي الإنجليزي لم ينجح في أي موسم خلال السنوات الأخيرة في الإطاحة بالنادي الكتالوني من دوري أبطال أوروبا. ويقدم باريس سان جيرمان أداء قويا تحت قيادة مديره الفني أوناي إيمري، لكن أي متابع جيد للدوري الفرنسي الممتاز يعرف جيدا أن الفريق ليس بقوة موناكو.
وقد عرف توتنهام هوتسبير بالفعل مدى خطورة موناكو بعدما أطاح به الأخير من مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا. ونشير هنا إلى أنه يتعين على مانشستر سيتي أن يحذر من المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو، الذي لعب موسما سيئا للغاية مع مانشستر يونايتد على سبيل الإعارة قبل عامين، ثم عاما لا يقل سوءا مع تشيلسي في الموسم التالي، رغم أنه يجب علينا أن نتذكر أن اللاعب الكولومبي كان عائدا من إصابة خطيرة عندما جاء إلى إنجلترا. وحتى عندما منحه المدير الفني لتشيلسي آنذاك جوزيه مورينيو الفرصة للعب فإنه فعل ذلك لأنه كان مقتنعا تماما بأن مانشستر يونايتد لم ير «فالكاو الحقيقي» خلال الفترة التي قضاها في النادي.
لكن فالكاو الحقيقي قد ظهر مرة أخرى مع موناكو هذا الموسم. ورغم أن اللاعب قد وصل إلى الحادية والثلاثين من عمره وعانى كثيرا من الإصابات ولم يعد اسمه يتردد بقوة في القارة الأوروبية كما كان في السابق، إلا أن معدله التهديفي الذي يصل إلى هدف كل 60 دقيقة يدل على أنه ما زال يمثل خطورة كبيرة على مرمى الفرق المنافسة.
ولعب فالكاو إلى جانب دييغو كوستا (هداف تشيلسي) مع أتليتكو مدريد، وجعله الفريق الإسباني أغلى لاعب في تاريخ النادي عام 2011 بعدما تعاقد معه من نادي بورتو البرتغالي ليحل محل اللاعب الأرجنتيني سيرجيو أغويرو عقب انتقاله إلى مانشستر سيتي. وخلال الست مواسم التي قضاها مع مانشستر سيتي، كان المعدل التهديفي لأغويرو أفضل من معدله التهديفي عندما كان يلعب لأتليتكو مدريد، لكن لو بدأ أغويرو ضمن التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي في مباراته أمام موناكو فسيكون بذلك فقط بسبب غياب خيسوس.
وقد أسقط غوارديولا أغويرو من حساباته بمجرد أن أصبح اللاعب البرازيلي الشاب جاهزا للعب، ورغم أن المدير الفني الإسباني قد أشاد كثيرا بأغويرو وقدراته التهديفية فإنه لم يحاول أن يخفي أنه يفضل الدفع بالثلاثي الهجومي المكون من خيسوس ورحيم ستيرلينغ وليوري ساني.
ووصل الأمر إلى أن غوارديولا قد صرح بأنه سيتفهم الوضع لو قرر أغويرو الرحيل عن الفريق في نهاية الموسم، وربما يظل الأمر كذلك لأنه عندما يعود خيسوس من الإصابة فإن أغويرو سيعود إلى مقاعد البدلاء، وهو الأمر الذي لا يريده أي لاعب ما زال في الثامنة والعشرين من عمره وفي قمة عطائه الكروي.
وستكون الإصابة التي لحقت بخيسوس بمثابة اختبار لمدى احترافية كل من أغويرو وغوارديولا من الآن وحتى نهاية الموسم، وعلى قدرتهما على الوصول إلى تسوية مناسبة أو حل وسط.
أما الشيء المؤكد فيتمثل في أن مانشستر سيتي لن يتأثر بقوة بسبب غياب لاعب لم يعتمد عليه إلا في ثلاث مباريات فقط، حتى وإن كان خيسوس قد نجح في إحراز ثلاثة أهداف في تلك المباريات. وبدأ مانشستر سيتي الموسم بصورة جيدة في ظل تألق أغويرو، على الرغم من أن عدم إعجاب غوارديولا باللاعب الأرجنتيني قد وضح منذ البداية عندما رفض المدير الفني الإسباني السير على خطى مانويل بليغريني الذي زعم بأن أغويرو لا يقل عن ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وأشار بدلا من ذلك إلى أنه يريد المزيد من أغويرو.
وعندما يلعب مانشستر سيتي من دون أغويرو يكون من الصعب على أي منافس أن يتنبأ بمصدر الخطورة، بسبب سرعة خيسوس وعدم تمركزه في مكان معين، وهو ما يمنح الحرية لباقي زملائه في الخط الأمامي. ما حدث أمام بورنموث يجب أن يكون محبطا لغوارديولا، رغم أن خيسوس سيشعر بإحباط أكبر بالطبع. ولن يكون أغويرو سعيدا أيضا، لكن ستكون لديه الفرصة لإظهار قدراته ومهاراته لغوارديولا. وفي النهاية، يتعين على لاعبي مانشستر سيتي أن يثقوا في قدراتهم ويلعبوا كرة هجومية ويفكروا في أنه يتعين عليهم تقديم الكثير والكثير للنادي في الوقت الحالي.
مانشستر سيتي أمل الأندية الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا
الفريق سيواجه موناكو متصدر الدوري الفرنسي وهو حذر من تكرار الخسارة الكارثية لآرسنال وبرشلونة
مانشستر سيتي أمل الأندية الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة