ناقش وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر، في اجتماع مغلق حول الأزمة الليبية استضافته العاصمة التونسية أمس، نتائج اتصالاتهم مع الأفرقاء الليبيين. وقالت مصادر دبلوماسية تونسية، إن الاجتماع بحث في «الدور السياسي الذي سيلعبه المشير خليفة حفتر»، المدعوم من أطراف إقليمية عدة، و«إشراك القوى الإسلامية»، المدعومة من حركة «النهضة» المشاركة في الائتلاف التونسي الحاكم.
وكان من المقرر أن يعقد هذا الاجتماع مطلع الشهر المقبل. غير أن تونس، صاحبة المبادرة، عجلت بعقده، في إشارة إلى ضرورة التوصل إلى حل للأزمة الليبية في ظل تحركات غربية وروسية. وتوقع أكثر من مصدر سياسي مواجهة أطراف الاجتماع، صعوبات في الخروج بنتائج ملموسة، إثر فشل مبادرة مصرية لعقد لقاء بين حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج في القاهرة الأسبوع الماضي.
وتطرق الاجتماع الوزاري في يومه الأول إلى نتائج الاتصالات والمشاورات التي أجرتها الدول الثلاث (تونس والجزائر ومصر) مع مختلف مكونات المشهد السياسي الليبي، بهدف تقريب وجهات النظر حول حل الأزمة الليبية، ووضع أسس تسوية سياسية توافقية وتهيئة الظروف الملائمة لجمع الأفرقاء الليبيين إلى طاولة الحوار.
ووفق بيان لوزارة الخارجية التونسية، ينتظر أن يستقبل الرئيس الباجي قائد السبسي الذي طرح مبادرة لإيجاد تسوية سياسية شاملة في ليبيا، وزراء الخارجية الثلاثة اليوم، على أن ترفع نتائج الاجتماع إلى رؤساء الدول الثلاث.
وكان وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أوضح أن مبادرة السبسي لها أربعة أهداف، هي دفع الليبيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الفكرية والآيديولوجية إلى الحوار، ورفض أي توجه نحو حل عسكري من شأنه أن يؤجج الوضع في ليبيا، ودفع الأفرقاء إلى تذليل الخلافات حول تنفيذ اتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر (كانون الأول) 2015 في المغرب، إضافة إلى مواصلة دعم دور الأمم المتحدة لأي حل سياسي.
ومن المنتظر، بحسب مصادر دبلوماسية متابعة للاجتماع الوزاري، أن تتركز المباحثات حول مجموعة من التعديلات المحتملة على اتفاق الصخيرات، خصوصًا الدور المستقبلي لحفتر، إذ لم يشمل الاتفاق الذي وقع في المغرب أي دور للجنرال الذي تسيطر قواته على قسم كبير من شرق ليبيا، ومرافئ النفط الأساسية، منذ سبتمبر (أيلول) الماضي.
ولم تنجح مبادرة مصرية لعقد لقاء بين السراج وحفتر في القاهرة الثلاثاء الماضي، للتفاوض على تعديل اتفاق الصخيرات، وإشراك حفتر في العملية السياسية. وأعلنت مصر التوصل إلى اتفاق لتشكيل لجنة مشتركة تتولى التحضير للتعديلات المنتظرة على اتفاق الصخيرات بعد تنامي دور حفتر في حل الأزمة الليبية.
وتعوّل دول جوار ليبيا على حل الأزمة وإعادة الاستقرار إلى هذا البلد، لوقف تداعيات الانفلات على أمنها. وتمني هذه الدول النفس بعودة الإعمار والاستثمار إلى ليبيا، واستقطاب قسط من أيديها العاملة وتخفيف الضغوط الاقتصادية والاجتماعية عنها، ناهيك بالتهديدات الإرهابية المتواصلة القادمة من ليبيا إلى بلدان الجوار.
اجتماع جيران ليبيا يناقش دور حفتر وإشراك الإسلاميين
وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس يبحثون في نتائج اتصالاتهم مع الأفرقاء الليبيين
اجتماع جيران ليبيا يناقش دور حفتر وإشراك الإسلاميين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة