باكستان تغلق حدودها مع أفغانستان لأسباب أمنية

شنت حملة أمنية بعد إعلان «داعش» المسؤولية عن هجوم انتحاري

باكستان تغلق حدودها مع أفغانستان لأسباب أمنية
TT

باكستان تغلق حدودها مع أفغانستان لأسباب أمنية

باكستان تغلق حدودها مع أفغانستان لأسباب أمنية

أعلنت باكستان إغلاق حدودها مع أفغانستان، مساء أول من أمس، لأجل غير محدد، بعد تفجير تبناه تنظيم «دولة الإسلام - خراسان»، وأدى إلى مقتل 83 وإصابة ما لا يقل عن 250 شخصا، كما أعلنت حملة أمنية في جميع أنحاء البلاد.
وسلمت السلطات الباكستانية أفغانستان قائمة بأسماء 76 شخصا قالت إسلام آباد إنهم يعملون ضد باكستان انطلاقا من الأراضي الأفغانية. وردا على الهجوم، أطلقت قوات الأمن الاتحادية والمحلية والشرطة فجر أمس عملية في جميع أنحاء البلاد، وأوقفت عددا كبيرا من المشتبه فيهم في مدن عدة. وقال مسؤول حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية: إن «العملية ستستمر في الأيام المقبلة. وقتلت قوات الأمن الباكستانية أمس العشرات ممن يشتبه في أنهم متشددون بعد يوم من إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم انتحاري، وقتل أكثر من 70 شخصا في مزار صوفي في أحدث هجوم في سلسلة دموية في أنحاء البلاد». والتفجير الانتحاري الذي استهدف مزار لال شهباز قلندر في جنوب إقليم السند هو الأكثر دموية في باكستان خلال عامين وأسفر عن مقتل 83 شخصا على الأقل وسلط الضوء على التهديد الذي تشكله الجماعات المتشددة، مثل طالبان الباكستانية والدولة الإسلامية». ومع مواجهة السلطات انتقادات غاضبة بسبب فشلها في إحكام الإجراءات الأمنية قبل أن يفجر الانتحاري نفسه، حذر محللون من أن «موجة العنف تشير إلى تصعيد كبير في محاولات المتشددين زعزعة استقرار المنطقة». وقال امتياز جول، رئيس مركز الأبحاث والدراسات الأمنية في إسلام آباد «هذا بمثابة إعلان حرب ضد دولة باكستان». والتفجيرات التي شهدتها البلاد على مدى خمسة أيام ضربت كل الأقاليم الباكستانية الأربعة ومدينتين كبيرتين وقتلت ما يقرب من 100 شخص؛ مما قضى على مفهوم أن «أسوأ عنف شهدته البلاد بسبب المتشددين كان عهدا وولى». وكانت سلسلة من العمليات العسكرية ضد جماعات متشددة في باكستان قد عززت الآمال بأن قادة تلك الجماعات تشتتوا. وقال جول «لكن هذا أدى إلى إحساس بالرضا عن النفس بين قيادات الجيش والقيادات المدنية بأنهم دمروهم بالكامل أو قصموا ظهورهم». لكن أحداث الأيام الماضية قضت على هذا الانطباع وفي مزار لال شهباز قلندر لا تزال الأرضية الرخامية البيضاء ملطخة بالدماء أمس، في حين تكدست الأحذية والنعال في الساحة؛ إذ تعود الكثير منها للضحايا». وفي الخارج هتف محتجون بشعارات مناهضة للشرطة التي قالوا إنها تقاعست عن حماية المزار رغم طلبهم ورغم تهديدات أمنية. وأمس قالت قوات الأمن في إقليم السند إنها قتلت 18 شخصا يشتبه في أنهم متشددون. وفي اليوم ذاته، قال مسؤولون من الشرطة والمخابرات إن مداهمات للجيش والشرطة في مدينتي بيشاور وبانو شمال غربي البلاد أسفرت عن مقتل سبعة متشددين في حين قتل ستة آخرون في قصف على الحدود مع أفغانستان. وتسبب الهجوم على المزار الصوفي في تصعيد التوترات مع أفغانستان بعد أن قال مسؤولون باكستانيون إن بعض قادة المتشددين اختبأوا عبر الحدود. وهذا الاتهام مماثل لما تتهم به كابول إسلام آباد.
وقال الجيش أمس إن «المعابر الحدودية أغلقت وتم استدعاء دبلوماسيين أفغان لمقرات قيادة الجيش في إسلام آباد وتسليمهم قائمة بها 76 إرهابيا تطالب باكستان باعتقالهم وتسليمهم». وأدان الرئيس الأفغاني أشرف عبد غني، أمس، الهجوم على المزار الصوفي في باكستان عبر «تويتر» ووصف «داعش» بأنه «عدو مشترك لأفغانستان وباكستان». واجتاحت باكستان هذا الأسبوع موجة من التفجيرات الانتحارية والانفجارات بعبوات ناسفة وإطلاق النار من سيارات مارة، وأعلنت عناصر طالبان وتنظيم داعش المسؤولية عنها. وكانت تقارير أولية قد ذكرت أن انتحاريا من «داعش» فجّر نفسه بين المصلين في ضريح صوفي الليلة الماضية؛ مما أسفر عن مقتل 83 شخصا في ختام الأسبوع الأكثر دموية منذ عدة أشهر. وقالت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الألمانية إن القوات شبه العسكرية قتلت نحو 12 مسلحا بمدينة كراتشي جنوب البلاد، في مداهمة جرت الليلة الماضية. وكان واحد على الأقل من المشتبه بهم زعيما لتنظيم داعش. وأدان رئيس الوزراء نواز شريف، المذبحة ووصفها بأنها هجوم على مستقبل باكستان، متعهدا باتخاذ «أي عمل ممكن» لحماية البلاد، طبقا لمكتبه. كان زعماء سياسيون وعسكريون في باكستان قد هددوا أمس بأنهم سيذهبون إلى أقصى مدى للتصدي للمتطرفين بعد الهجوم الذي استهدف الضريح الصوفي أول من أمس.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».