كشف مسؤول كردي أمس أن تنظيم داعش تمكن من تهريب العشرات من قادته ومسؤوليه وعوائلهم الهاربين من الموصل عن طريق تلعفر وبعاج إلى سوريا، بعد أن كسر مسلحو التنظيم في هجوم الطوق الذي فرضته ميليشيات الحشد الشعبي على تلعفر.
بينما أكد أحد شيوخ قبيلة الشمر أن خليفة «داعش» أبو بكر البغدادي أصيب في قصف لطيران التحالف الدولي في تلعفر وما زال يوجد فيها.
وقال مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، غياث سورجي لـ«الشرق الأوسط»: «شن مسلحو داعش قبل نحو يومين من الآن هجوما موسعا بالدبابات والمدرعات والسيارات المفخخة على الخطوط الأمامية للحشد الشعبي غرب تلعفر، وكسر التنظيم بعد أكثر من ست ساعات من المعارك المتواصلة الطوق الذي يفرضه الحشد على تلعفر وفتح مسلحوه الطريق من تلعفر باتجاه بعاج».
وأضاف سورجي أن غالبية قادة ومسؤولي «داعش» الهاربين من الموصل الذين كانوا يوجدون في تلعفر وعوائلهم تمكنوا من الهرب ليلا بعشرات من السيارات خلال هذا الطريق الذي فتحه مسلحو التنظيم باتجاه قضاء البعاج ومنها إلى سوريا.
في غضون ذلك بين الشيخ ثائر عبد الكريم وطبان الجربا، أحد شيوخ قبيلة شمر العربية الموجدة في المناطق الغربية من الموصل لـ«الشرق الأوسط»: «حاولت نحو خمسين سيارة تقل قوات خاصة من مسلحي داعش قادمة من سوريا ويقودهم نائب خليفة التنظيم الملقب بأبو جنات وهو عراقي الجنسية أن تدخل مدينة تلعفر قبل أيام لإخراج عدد من قادة التنظيم وعوائلهم وبينهم خلفيته أبو بكر البغدادي، لكن هذا الرتل من سيارات التنظيم تعرض لقصف جوي من قبل الطيران العراقي قرب منطقة الهول أسفر عن تدمير غالبية سيارات الرتل ولم تنج منها سوى سيارتين».
وتابع الجربا: «قُتل خلال الغارة نائب البغدادي أبو جنات الراوي، ومسؤول أمنية التنظيم في تلعفر المدعو زيد العفري، وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها، شُيع العفري من قبل مسلحي داعش في قضاء بعاج غرب الموصل بعد يوم من الغارة الجوية، وكان العفري أحد أبرز مسلحي التنظيم وقادتهم في الموصل».
ويؤكد الجربا أن خليفة التنظيم أبو بكر البغدادي أُصيب قبل نحو عشرة أيام في غارة لطيران التحالف الدولي في مدينة تلعفر، لذا لم يستطع الخروج من المدينة، أما بالنسبة للوضع في قضاء بعاج المجاور لتلعفر والخاضع لسيطرة التنظيم، فيوضح الجربا بالقول: «مسلحو التنظيم يفرون يوميا من بعاج ومن المناطق الأخرى الخاضعة لهم في العراق باتجاه الأراضي السورية»، مضيفا أن «داعش» يقتل كل من يحاول الهروب من المدنيين الموجودين في الساحل الأيمن من المدينة باتجاه ساحلها الأيسر المحرر، وفي الوقت ذاته يكشف أن التنظيم أعدم أمس من الأول أكثر من خمسين شابا موصليا ذبحا بعد أن اعتقلهم أثناء محاولتهم الهروب من الساحل الأيمن من المدينة.
وكشف الشيخ ثائر أن نسبة عودة العوائل العربية إلى مناطقها المحررة من قبل قوات البيشمركة غرب الموصل بلغت 100 في المائة، وأن هذه العوائل تعيش في ظل البيشمركة بأمان واستقرار، وأردف بالقول: «بأمر من رئيس الإقليم مسعود بارزاني شُكل لواء للمتطوعين العرب ضمن صفوف قوات بيشمركة الزيرفاني (النخبة) من أبناء مناطق زمار وربيعة والعياضية الواقعة غرب الموصل، وقد تخرجت الدورة الأولى من هؤلاء المتطوعين في 7 فبراير (شباط) الجاري وضمت نحو ألف مقاتل كأساس لتشكيل لواء الجزيرة التابع لوزارة البيشمركة»، لافتا إلى أن هؤلاء المتطوعين سيتولون حماية مناطقهم.
بدوره أوضح مواطن موصلي في اتصال مع «الشرق الأوسط» من الساحل الأيمن للمدينة أن الأوضاع الإنسانية في الساحل الأيمن من الموصل الخاضع لسيطرة «داعش» يزداد سوءا يوما بعد يوما، وحذر من كارثة إنسانية فيما إذا تأخرت القوات العراقية في تحرير هذا الجانب كثيرا.
«داعش» يُهرّب العشرات من قادته ومسؤوليه إلى سوريا
بعد كسره لطوق ميليشيات الحشد الشعبي على تلعفر
«داعش» يُهرّب العشرات من قادته ومسؤوليه إلى سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة