حماس: انتخاب السنوار لن يغير سياساتنا

إسرائيليون يصفونه بالخطر ويروجون لحرب وشيكة... والحركة تطمئن

حماس: انتخاب السنوار لن يغير سياساتنا
TT

حماس: انتخاب السنوار لن يغير سياساتنا

حماس: انتخاب السنوار لن يغير سياساتنا

بعثت حركة حماس برسائل، حول اختيار يحيى السنوار، وهو أحد صقور كتائب القسام، لقيادة الحركة في قطاع غزة، تقول إن هذا لن يغير في سياستها بشكل جذري، في محاولة، على ما يبدو، لتبديد الدعاية الإسرائيلية التي وصفت السنوار بـ«شيخ القتلة»، وروجت لحرب وشيكة، بعد أن عزز الرجل «الخطر» نفوذه. وقال صلاح البردويل، وهو عضو في قيادة غزة الجديدة، إن «اختيار يحيى السنوار قائدًا لحركة حماس في غزة، جاء بعملية ديمقراطية انتخابية معقدة وهادئة، وبإرادة ووعي من عشرات الآلاف من كوادر الحركة». وأضاف في تصريحات لقناة الأقصى التابعة للحركة: «أن يأتي قائد بحجم يحيى السنوار، هذا أمر تحدده قاعدة حماس، ووفق القانون والنظام واللوائح المعمول بها، لكن لا ينبغي التركيز على شخصيته من دون النظر إلى العملية الكبيرة التي تمت والمؤسسة التي اختارته ليكون قائدًا لها».
وأردف: «حركة حماس لا تتغير بتغير قائدها. إنها حركة مؤسساتية بالدرجة الأولى، وقراراتها تؤخذ بالشورى وبطريقة بالغة التعقيد». وتابع: «من الصعب أن يكون القائد رقم واحد هو صاحب القرار، ولسنا حركة ديكتاتورية كما بعض الحركات التي تخلّد القائد ويبقى على سدة الحكم». وقلل البردويل من أهمية ما وصفه بـ«التخوفات والهواجس التي حاول الإعلام الصهيوني ترويجها وانساق معها البعض، بعد انتخاب السنوار»، وقال إنها «لا تغني عن الحقيقة أن حماس ماضية في طريقها الشوري الديمقراطي ولا تفارق مبادئها ولا أهداف شعبها».
واعتبر البردويل أن التركيز على الأشخاص هو محاولة للنيل من حماس ومن برنامجها السياسي، معتبرًا أن البعض يحاول أن يقزم حماس في شخصية القائد. ورسم البردويل صورة شخصية للسنوار قائلاً إنه «يؤمن بالوحدة الوطنية وبالعلاقات مع الفصائل، وهو رجل مصالحة، وعربي يكن لمصر احترامًا خاصا». مضيفًا: «هذا سيكون له انعكاسات كبيرة جدًا، وسيرى الناس كيف يستحق السنوار أن يكون قائدًا لحماس».
وكان نائب رئيس المكتب السياسي في حماس، موسى أبو مرزوق، قد سبق البردويل إلى القول، إن مجمل العملية الانتخابية ونتائجها لن تحدث تغييرًا جذريًا في الحركة. وجاءت تطمينات حماس، في ظل الانطباع السائد حول شخصية السنوار، فهي صعبة المراس، والتي عرف من خلالها كرجل معروف بالحزم الشديد والبطش، ومستعد لاستخدام القوة إلى أقصى مدى. وكانت حماس انتخبت السنوار، قائدًا لها في قطاع غزة، خلفًا لإسماعيل هنية، المرشح الأبرز لتولي القائد العام للحركة، بديلاً لخالد مشعل الذي يغادر منصبه نهاية الانتخابات الحالية. وترأس السنوار وهو أحد أبرز صقور القسام، قيادة غزة بعد أن قضى في السجون الإسرائيلية 22 عامًا، وخرج عام 2011، ضمن صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي، غلعاد شاليط، التي عقدت بين حماس وإسرائيل. وتسلم السنوار فورًا أمن القسام وأصبح أحد أبرز قادتها المهابين، قبل أن تضعه الخارجية الأميركية على قائمة «الإرهاب» مطلع سبتمبر (أيلول) من عام 2015، إلى جانب قائد القسام العام محمد الضيف.
وفيما اهتمت وسائل إعلام إسرائيلية بانتخاب السنوار، وشنت حملة كبيرة ضده بوصفه «الأكثر تطرفًا»، وتناولت كل تفصيلية ممكنة عنه، ونشرت حتى عن إلمامه باللغة العبرية، وكيف خضع لعملية خطيرة على أيدي أطباء إسرائيليين عندما كان في السجن، باعتبار الأطباء الإسرائيليين «أنقذوا حياته»، عزز الوزير يوفال شتاينتس القائم بأعمال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بسبب زيارته الحالية لواشنطن، المخاوف الإسرائيلية بأن السنوار سيقود المنطقة إلى حرب، بقوله إن المواجهة المقبلة مع حركة حماس، «هي مسألة وقت ليس إلا».
واعتبر وزير الطاقة، انتخاب السنوار لقيادة حماس، بأنه «خطر للغاية؛ بسبب طابعه الاندفاعي»، مضيفًا: «كلما تعززت مكانته سيزداد الخطر الذي يشكله». وتابع: «إنه شخص قد يرد بشكل هستيري نابع من أوهام جهادية».
وانضم رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، آفي ديختر، إلى المتشائمين في إسرائيل، ودعا إلى تعزيز القدرات لتدمير البنية التحتية لحماس، بعد وصول السنوار. ووصفه بأنه «شيخ القتلة». وقال: «خسارة أننا لم نقتل يحيى السنوار. لكن اليوم هو ليس محصنًا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.