كنيسة «ساغرادا فاميليا»، (بالإسبانية: La sagrada Família)، أو كنيسة «العائلة المقدسة»، هي كنيسة كاثوليكية رومانية، تعد من أضخم كنائس أوروبا، وتقع في حي «ساغرادا فاميليا» بمدينة برشلونة، في إسبانيا.
والكنيسة واحدة من أجمل المباني في برشلونة، والعالم أجمع، فهي تحفة فنية شُرع في بنائها عام 1882. ورغم أن بناءها لم يكتمل حتى الآن، فإنها اختيرت سنة 2007 ضمن قائمة كنوز إسبانيا الاثني عشر، كما أنها مصنفة ضمن مواقع التراث العالمي للإنسانية من طرف لليونيسكو.
ويعد المشروع برمته الأطول بناء في مدة التنفيذ على مستوى العالم؛ إذ إنه مستمر منذ 135 عاما. كما أن التمويل لا يخضع لأي جهة حكومية، حيث إنه مقصور على التبرعات الخاصة وعائدات الزيارة للكنيسة.
تم تصميم الكنيسة على يد المعماري العالمي أنطونيو غاودي (1852 - 1926)، الذي كرس 15 عاما من حياته لبنائها حتى وفاته، حيث كان يصرح بأنه ليس على عجل في إكمال البناء، الذي استمر بعد وفاته رغم وقوع الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936.
بعض من أجزاء الكنيسة غير المكتملة دمر أثناء الحرب الأهلية في إسبانيا، إلا أن العمل استمر بعدها، والتزم عدة معماريون بعد غاودي بتصميمها وإعادة استلهام روحه المعمارية فيما فقد من رسوم. وهي الآن من أكثر الأماكن جاذبية للسياح في برشلونة الذين بإمكانهم زيارة الأجزاء المكتملة منها، حيث يقوم بزيارتها أكثر من مليون شخص على الأقل سنويا منذ عام 2004؛ بل إنها تجاوزت بعدد زائريها أكثر معالم إسبانيا السياحية شهرة، مثل قصر الحمراء.
وفي الآونة الأخيرة، قامت وزارة الأشغال العامة في إسبانيا بمشروع قطار بجانب الكنيسة، حيث يتوقع بناء نفق لقطار فائق السرعة. ورغم أن الوزارة تدّعي أن المشروع لا يشكل خطرًا على الكاتدرائية، إلا أن المهندسين والمهندسين المعماريين في الكنيسة اختلفوا، حيث إنه لا توجد ضمانة بأن النفق لن يؤثر على الاستقرار في المبنى.
ويعتقد أن أعمال الإنشاء ستتم نهائيًا في عام 2026؛ أي بعد مرور مائة عام على وفاة غاودي.
والكنيسة لها 3 واجهات كبرى، واجهة إلى الشرق تدعى «المهد» أو «الميلاد»، وواجهة إلى الغرب تدعى «الألم» أو «العاطفة»، وواجهة إلى الجنوب تدعى «المجد». واجهة «الميلاد» تم بناؤها قبل توقف العمل عام 1935، ويحمل معظمه تأثير غاودي المباشر، حيث أشرف شخصيا على المشروع وحوله إلى أسلوبه المعماري والهندسي، الذي جمع بين القوطية وأشكال الفن الحديث المنحني.
وتصميمات كنيسة «ساغرادا فاميليا» مستوحاة من إلهام بائع الكتب خوسيه ماريا بوكابيلا، وهو مؤسس «الجمعية الروحية لمحبي القديس سان خوسيه». وبعد زيارة للفاتيكان سنة 1872، عاد بوكابيلا من إيطاليا بفكرة بناء كنيسة مستوحاة من «لوريتو».
وتمتاز «ساغرادا فاميليا» عن غيرها بثراء التفاصيل الجم، حيث لا يخلو قدم من سطحها من النقوش والأيقونات والتفاصيل الفنية الغنية والمفعمة بالأحاسيس، والتي تحكي في تفاصيلها قصصا مبنية على حياة المسيح.
وإلى جوار موقع الكنيسة في برشلونة، توجد بناية مدارس «ساغرادا فاميليا»، وهي مدرسة من تصميم غاودي سنة 1909 خصصها لأطفال عمال البناء. وتستضيف البناية أيضا منذ سنة 2002 معرضا فنيا، وهي مكان إقامة المهندس أنطونيو غاودي في مدينة برشلونة.
«ساغرادا فاميليا»... التحفة الأطول تنفيذًا في العالم
«ساغرادا فاميليا»... التحفة الأطول تنفيذًا في العالم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة