حذر مشاركون في «القمة العالمية للحكومات»، التي انطلقت أعمالها في دبي أمس وتستمر حتى يوم غد الثلاثاء، من انعزال بعض الدول داخل حدودها، بينما شدد آخرون على ضرورة تعزيز مفهوم الابتكار في شتى المجالات العملية لمواجهة تحديات المستقبل، مشيرين إلى أن 45 في المائة من وظائف العصر الحالي ستزول.
وقال رئيس السنغال ماكي سال إن «السياسة الحمائية التي ازدادت اتساعًا مع انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ليست قضية جديدة، فكثير من الدول اتخذت هذا المنحى منذ زمن بعيد». وأضاف سال، في جلسة بـ«القمة العالمية للحكومات» في دبي أمس: «لا يمكن للدول الانعزال داخل حدودها في وقت تتكامل فيه الاقتصادات والأسواق وتتشابك فيه المصالح».
وبشأن المخاوف من تنامي النزعات العدائية ضد العولمة، أجاب سال: «نعم هناك مخاوف، لكن يتوجب علينا أن نحمي شكل التجارة الحالي، وأن نعزز من تبادل السلع والخدمات، وأن نمد الجسور بين شعوب العالم». وتابع: «العلاقات السلمية بين الدول والشعوب تتطلب عولمة القواعد والمعايير في التعامل مع القضايا الراهنة». وكان سال يتحدث في جلسة حوارية حول مستقبل التجارة الحرة في ظل المتغيرات التي شملت العولمة وتنامي النزعات الحمائية في بعض المراكز الاقتصادية العالمية الكبرى مثل أميركا بعد فوز ترمب.
بدورها، دعت ماري كفينيمي، نائبة الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الدول إلى تعزيز المساءلة والشفافية في المؤسسات الحكومية. وقالت كفينيمي، في جلستها بـ«القمة العالمية للحكومات» في دبي أمس: «هذا هو الوقت المناسب لتقف الدول وحكوماتها أمام مسؤولياتها لمواجهة التفاوت واللامساواة وغياب العدالة». وأضافت أن «تحقيق هذه الأهداف يتطلب تعزيز المساءلة والشفافية في المؤسسات الحكومية كما في المنظمات والهيئات الدولية على حد سواء». وتابعت: «سياسات المساءلة والشفافية تعيد الثقة للعلاقة بين الحكومات والشعوب، وبين الحكومات والمنظمات، وتدفع عجلة التنمية».
من جانبه، قال الدكتور جوزيف عون، رئيس جامعة نورث إيسترن في الولايات المتحدة الأميركية، في جلسته بالقمة، إن «العالم اليوم يشهد تحولات تكنولوجية كبرى من شأنها أن تغير ملامح سوق العمل بشكل قد يلغي ما يقرب من 45 في المائة من الوظائف الموجودة حاليًا، ويستبدل بها مجموعة من الوظائف الجديدة التي تتطلب بدورها مهارات وأدوات مختلفة». وأضاف في الجلسة التي حملت عنوان: «ما النموذج المستقبلي للتعليم العالي؟»: «يحمل لنا المستقبل تحديات قد تغير ملامح سوق العمل، ولا بد من أن نبدأ بتهيئة الطلاب من اليوم لكي يتأقلموا مع تلك المتغيرات من خلال الإلمام بموضوعات شتى تعزز من مهاراتهم وإمكاناتهم على المنافسة في السوق». وتابع: «على صناع القرار والمسؤولين أن يضعوا خطة تتضمن خطوات واضحة نحو مستقبل الإنسانية في مجال التعليم والعمل». وأضاف عون: «بالتأكيد؛ التغيير قادم، وعلى القيادات في كل القطاعات أن يتقنوا مبادئ إدارة التغيير، والمنظومة التعليمية الحالية تتحمل جزءًا كبيرًا من هذه المسؤولية، وكلما كان الانتظار أطول لتلك المنظومة كي تتكيف مع أدوات العصر، ازداد حجم تحديات المستقبل بشكل أكبر».
مشاركون في «قمة دبي»: لا بديل عن العولمة و45 % من الوظائف ستزول
مشاركون في «قمة دبي»: لا بديل عن العولمة و45 % من الوظائف ستزول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة