«الكابنيت» الإسرائيلي يطلب من ترمب منع النفوذ الإيراني في أي تسوية حول سوريا

مصادر مطلعة تحدثت عن مساعي إسرائيل للحصول على اعتراف بسيادتها على هضبة الجولان

«الكابنيت» الإسرائيلي يطلب من ترمب منع النفوذ الإيراني في أي تسوية حول سوريا
TT

«الكابنيت» الإسرائيلي يطلب من ترمب منع النفوذ الإيراني في أي تسوية حول سوريا

«الكابنيت» الإسرائيلي يطلب من ترمب منع النفوذ الإيراني في أي تسوية حول سوريا

قرر المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابنيت) في الحكومة الإسرائيلية، تحميل رئيس وزرائه، بنيامين نتنياهو، طلبا إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بألا تتضمن أي تسوية حول سوريا في المستقبل، وجود أي نفوذ لإيران.
وقال عضو الكابنيت وزير البناء والإسكان، الجنرال يوآب غلانط: «إسرائيل لن تسمح بوجود قوى إيرانية أو موالية لإيران على حدودها الشرقية، وتطلب ضمانات أميركية لذلك».
وكان مجلس الوزراء المصغر قد التأم بعد ظهر أمس، للبحث في لقاء القمة بين نتنياهو وترمب، الذي سيتم بعد غد الأربعاء، في البيت الأبيض. وجرى التباحث فيه حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، خصوصا الموضوع السوري والموضوع الفلسطيني. وقد عرض غلانط أمام المجلس «خطة سياسية واستراتيجية بعيدة المدى»، هدفها – حسب قوله - صد التهديد الإيراني الذي قد ينشأ على الحدود الشمالية لإسرائيل، في حال حظيت إيران بنفوذ في السياسة السورية. وقال إنه أطلع رئيس حكومته عليها، وإن نتنياهو تبناها. وأضاف: «هدفنا هو منع إقامة (محور شر) إيراني – سوري – لبناني، ومنع الهيمنة الشيعية في دمشق، وفرض مصاعب أمام إنشاء رواق بري بين إيران و(حزب الله)، عبر سوريا». وكشفت مصادر سياسية مطلعة في تل أبيب، أن إسرائيل باشرت العمل مع مختلف القوى في الإدارة الأميركية من أجل الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة، في جزء من اتفاق مستقبلي مع سوريا. وقالت: «هناك إجماع في القيادة السياسية الإسرائيلية على رفض أي فكرة للانسحاب الإسرائيلي من الجولان، التي تم احتلالها في عام 1967».
وحسب تقدير غلانط، فإن تطبيق هذه الخطة يصب أيضا في مصلحة الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والعالم السني المعتدل، التي يفترض أن تكون جزءا لا يتجزأ من تنفيذ المخطط. وحسب خطة غلانط، تقود الولايات المتحدة تحالفا عالميا، كنوع من «قوة الهدف» لترميم سوريا بواسطة استثمار عشرات مليارات الدولارات، ويسمح الروس بذلك مقابل اعتراف دولي بمركزية موسكو في العملية، وحقها في إقامة قاعدة لها في الشرق الأوسط، يكون مركزها في سوريا. ويشترط غلانط التمويل الدولي لترميم سوريا باعتراف سوري بسيادة إسرائيل على الهضبة. ويقترح غلانط على إدارة ترمب أن تشترط الاستثمار المالي، بقيام روسيا بصد التدخل الإيراني في سوريا.
وفي حين ساد تفاهم كامل حول الموضوع السوري، تحولت جلسة الكابنيت في الموضوع الفلسطيني إلى مواجهة سياسية بين غالبية وزراء الليكود، ووزراء حزب المستوطنين «البيت اليهودي». فقد طرح رئيس «البيت اليهودي»، نفتالي بينيت، اقتراحا بالتفاوض مع ترمب حول ضرورة البحث عن حلول أخرى للصراع مع الفلسطينيين غير حل الدولتين، وحذر من إضاعة فرصة وجود ترمب والعودة إلى صيغة الدولتين.
وكان بينيت كتب على صفحته في «فيسبوك»، مساء أول من أمس، أنه «يحظر على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الإعراب خلال اللقاء مع ترمب، عن استعداده لإقامة دولة فلسطينية». وهدد بينيت بأن «كلمتي (دولة فلسطينية)، كارثة تاريخية، يمنع قولهما. هذا هو اختبارنا... إذا ذكر نتنياهو وترمب في بيانهما بعد اللقاء الالتزام بإقامة فلسطين أو مصطلح (الدولتين)، بهذا الشكل أو ذلك، سنشعر كلنا بذلك على جلدنا خلال السنوات المقبلة، سترتعد الأرض، سيكون هناك ضغط دولي، مقاطعة، تقارير ضد إسرائيل، صواريخ، تجميد البناء، تقييد أيدي الجنود في محاربة الإرهاب؛ كل هذا سيتواصل وسيزداد. هذا هو الفارق كله بين اليسار واليمين. اليسار يدعم إقامة دولة فلسطينية، واليمين يعارض إقامتها. اليمين يدعم السيادة على المناطق الإسرائيلية وحكما ذاتيا في المناطق الفلسطينية».
وقال مسؤولون كبار في ديوان نتنياهو، إن تصريحات الوزراء، بشأن اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترمب، قبل سماع موقف الرئيس الأميركي في الاجتماعات المغلقة، من شأنه التخريب على المحادثات. وقال مسؤول رفيع في ديوان نتنياهو، إنه «توجد منظومة علاقات جيدة ودافئة بين الزعيمين، ويجب تعزيزها». وأضاف أن نتنياهو استمع إلى موقف الوزراء خلال جلسة المجلس الوزاري، لكنه سيعرض في النهاية المصلحة القومية الإسرائيلية كما يفهمها.
يذكر أن نتنياهو عقد، في الأيام الأخيرة، اجتماعات تحضيرية للقاء مع ترمب. ووصل سفير إسرائيل في واشنطن، رون دريمر، بشكل خاص إلى القدس من أجل المشاركة في هذه الاجتماعات. ويوم الخميس الماضي اجتمع نتنياهو مع قادة الأجهزة الأمنية بمشاركة وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، ورئيس الأركان غادي إيزنكوت، ورئيس شعبة الاستخبارات هرتسي هليفي، ورئيس الموساد يوسي كوهين، والمدير العام للجنة الطاقة النووية زئيف شنير. كما عقد نتنياهو اجتماعا مع المدير العام لوزارة الخارجية يوفال روتم. ونوقشت خلال هذه الاجتماعات القضايا التي يتوقع قيام نتنياهو بطرحها خلال اللقاء مع ترمب، وفي مقدمتها «النووي الإيراني»، والحرب الأهلية في سوريا، والموضوع الفلسطيني. وقال مسؤول في ديوان نتنياهو إنه سيوضح لترمب أن إسرائيل لن توافق على وجود إيراني في سوريا، في كل اتفاق سياسي سيتم التوصل إليه بين روسيا والولايات المتحدة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.