أقبل الناخبون في تركمانستان بأعداد كبيرة على التصويت، أمس، في انتخابات رئاسية يرجح فوز الرئيس قربان قولي بردي محمدوف الذي يحكم البلاد منذ 2006، بولاية ثالثة فيها.
وينافس 8 مرشحين غير معروفين الرئيس الذي وصل إلى السلطة بعد وفاة سلفه صابر مراد نيازوف، في هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى. وقبل ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع، بلغت نسبة المشاركة 94 في المائة، بحسب اللجنة الانتخابية المركزية. ولن تصدر أولى النتائج قبل صباح اليوم، بحسب ما قالت ممثلة لجنة لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكان بردي محمدوف، طبيب الأسنان الخاص لنيازوف، قبل أن يصبح وزيرا للصحة. وقد انتخب للمرة الأولى في 2007 بـ89 في المائة من الأصوات، وأعيد انتخابه في 2012 بـ97.14 في المائة من الأصوات.
ويتوقع أن يحصل على النسبة نفسها في هذه الانتخابات التي تنظم بعد حملة انتخابية هادئة، وعد خلالها رئيس الدولة «بالرخاء في الألفية الثالثة في تركمانستان مستقلة ومحايدة».
وصرح الرئيس المنتهية ولايته بعد الإدلاء بصوته مع أسرته في مدرسة في عشق آباد بأن «الاقتراع سيقرر مصير الشعب في السنوات السبع المقبلة». وأضاف: «إذا انتخبت، فسنواصل سياستنا لتحسين المساعدة الاجتماعية للشعب».
وفي مركز للتصويت في جامعتها، قالت زهرة، الطالبة البالغة من العمر 18 عاما، إنها أدلت بصوتها للمرة الأولى، وقالت: «اخترنا رئيسنا». وأضافت الشابة التركمانية بعد تسلمها كتبًا لبردي محمدوف، وباقة ورود: «نقرر مستقبلنا».
وقال صابر رحمنوف، الذي يعمل سائق سيارة أجرة في عشق آباد، إنه لم يتمكن من التصويت لأن اسمه مدرج في منطقة أخرى. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: «لست واثقا بأن الانتخابات ستغير الشيء الكثير. المهم هو العمل المنتظم».
وتأتي الانتخابات الرئاسية في هذا البلد الغني بالغاز ويبلغ عدد سكان 5 ملايين نسمة، بعد تعديل دستور ينص على تمديد الولاية الرئاسية من 5 سنوات إلى 7 سنوات، وإلغاء سقف السن المحدد للمرشحين.
ويرى المحللون أن هذه التغييرات تدل على أن الرئيس بردي محمدوف يستعد لحكم مدى الحياة، مثل نيازوف. وبني تمثالان من الذهب الخالص للرجلين في العاصمة عشق آباد، حيث سمحت عائدات المحروقات بتشييد قصور هائلة من الرخام الأبيض ومطار على شكل عصفور بلغت تكلفته أكثر من ملياري دولار، على الرغم من قطاع سياحي صغير جدا في البلاد.
ورأت منظمة «هيومان رايتس ووتش» أن بردي محمدوف «اتخذ بعض الإجراءات المتواضعة لتصحيح عدد من القرارات السيئة» التي أصدرها نيازوف، لكنه أبقى الطابع القمعي الذي اتسم به نظام سلفه.
ومع أن السكان باتوا يحصلون على الإنترنت التي كانت محظورة في عهد نيازوف، فإن الشبكة تخضع لرقابة صارمة، بينما قامت الحكومة بحملة لقطع كل محطات التلفزيون الأجنبية التي يتابعها التركمانستانيون عبر الأقمار الاصطناعية، كما ذكرت «هيومان رايتس ووتش». وأضافت أن «الناخبين لا يستطيعون إبداء آرائهم في الانتخابات بشكل صريح وبلا خوف».
تملك تركمانستان رابع أكبر احتياطي من الغاز في العالم، وتسعى إلى إعطاء انطباع بازدهارها، لكنها أخفقت حتى الآن في تنويع اقتصادها وما زالت تعتمد على عائدات صادراتها إلى الصين.
وقد فقدت عملة تركمانستان (ألمانات) أكثر من نصف قيمتها مقابل الدولار منذ تراجع أسعار المحروقات. وقالت إنيت بور، الخبيرة في المنطقة بمركز «شاتام هاوس» البريطاني للدراسات، إن نظام تركمانستان يعمل بشكل أساسي لضمان «تمويل دائرة صغيرة من النخب وقوات الأمن». وأضافت أن «وجود بردي محمدوف أو غيره على رأس النظام لا يبدل في الوضع كثيرا».
رئيس تركمانستان مرشح لولاية ثالثة
ينافسه 8 مرشحين غير معروفين في الانتخابات الرئاسية
رئيس تركمانستان مرشح لولاية ثالثة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة