لبنان: طوائف «الأقليات» المسيحية تطالب بزيادة تمثيلها النيابي

سباق بين المهلة القانونية والاتصالات للاتفاق على قانون انتخابي جديد

لبنان: طوائف «الأقليات» المسيحية تطالب بزيادة تمثيلها النيابي
TT

لبنان: طوائف «الأقليات» المسيحية تطالب بزيادة تمثيلها النيابي

لبنان: طوائف «الأقليات» المسيحية تطالب بزيادة تمثيلها النيابي

رفعت الطوائف التي تعتبر من الأقليات في لبنان، الصوت، مؤخرا، مطالبة بزيادة تمثيلها النيابي، وذلك في وقت تتراكم العراقيل أمام إقرار قانون جديد للانتخابات، يفرض نفسه كبندٍ أساسي وسط حالة تجاذبات سياسية وفي ظل انقسام بين الأطراف المؤثّرة على الساحة الداخلية.
وفيما ظهرت حالة من الجفاء بين «اللقاء الديمقراطي» الذي يترأسه النائب وليد جنبلاط، و«التيار الوطني الحر»، على إثر تصدّع معسكري 14 و8 آذار، بدا أن التباينات مرشحة للتفاعل في حال لم يحصل اتفاق يرضي الجميع على قانون انتخابي جديد. وحذر مرجع سياسي لـ«الشرق الأوسط» من أنه في حال لم يتم الاتفاق على قانون جديد: «يمكن القول: إن اللعبة مفتوحة على شتى الاحتمالات وقد نعود إلى المربع الأول إن على صعيد قانون الانتخاب أو سواه من القضايا الأخرى».
وتتسابق الاتصالات للاتفاق على قانون جديد للانتخابات، مع قرب انقضاء المهلة القانونية لإقرار القانون الذي على أساسه ستُجرى الانتخابات في شهر مايو (أيار) المقبل، حيث تنتهي المهلة القانونية في 21 فبراير (شباط) الجاري. وقال وزير الخارجية جبران باسيل أمس: «إننا أمام أسبوع حاسم قبل المهل القاتلة في موضوع قانون الانتخاب وعندها تصبح المسؤولية في يد رئيس الجمهورية».
في هذا الوقت، دخل ملف تمثيل الأقليات المسيحية في هذا الجدل من خلال المطالبة بزيادة عدد المقاعد النيابية للأقليات التي لها حضورها، وتحديدًا في المناطق المسيحية في الأشرفية (بيروت) أو زحلة والمتن الشمالي. وعلى إيقاع رفض رئيس اللقاء الديمقراطي قانون النسبية وإصراره على قانون «الستين» النافذ حاليًا، برزت مؤخرًا مطالبة السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك بمقاعد نيابية إضافية تصحيحًا «للغبن اللاحق بهم».
وقالت مصادر معنية في طائفة السريان لـ«الشرق الأوسط» إن المطالب قديمة ووردت ضمن الوثيقة المشتركة الموقعة بين بطريركي إنطاكيا للسريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان وبطريرك السريان الكاثوليك الإنطاكي: «وتهدف إلى إعادة الحق إلى المكوّن السرياني في المجتمع اللبناني»، لافتًا إلى أنه في الوثيقة «طلب البطريركان بإخراج طائفتيهما من تسمية الأقليات، وتعديل قانون الانتخاب لجهة زيادة عدد النواب واستحداث مقعدين نيابيين في مجلس النواب اللبناني: واحد للسريان الأرثوذكس، وواحد للسريان الكاثوليك، وتسمية وزير سرياني في كل حكومة يتمّ تشكيلها، وتمثيل السريان في وظائف الفئة الأولى والوظائف العامّة في مختلف مرافق الدولة، وفي كل من المؤسسات القضائية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية».
بدوره، أشار الوزير السابق وعضو «كتلة المستقبل» البرلمانية النائب نبيل دي فريج، إلى أنه وفي العام 2009 «قدّم اقتراح قانون للمجلس النيابي يرمي إلى إعطاء مقعد للسريان الكاثوليك في الدائرة الأولى وآخر للسريان الأرثوذكس في المتن الشمالي أو زحلة ومقعد آخر للطائفة الشيعية في النبطية إلى مقعد سني في عكار، وإضافة مقعدين نيابيين مقعد درزي في عاليه وآخر روم كاثوليك وهذا الاقتراح الذي رفع للرئيس نبيه بري أحيل للجان النيابية المشتركة وحظي بموافقة سائر الكتل النيابية، باستثناء كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لـ(حزب الله)».
وأكد دي فريج لـ«الشرق الأوسط» أنه على تواصل دائم مع بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق وكل المعنيين من أجل مواكبة ومتابعة هذا المشروع الذي قدمه للمجلس النيابي، كونه يحتاج إلى جلسة عامة لا أكثر، مؤكدًا أنه لم يترك فرصة إلا وكانت لديه متابعة ومواكبة دقيقتان لكل ما يعود لحقوق الأقليات بصلة سواء على مستوى المشاركة في الحكومة أو المجلس النيابي أو في سائر إدارات ومرافق الدولة.
وحول فرصة أن يكون هناك قانون جديد في خضم هذه الخلافات والانقسامات، قال دي فريج: «باعتقادي لا يمكن إنجاز أي قانون لا يحظى بموافقة كل المكونات السياسية، ولأكون صريحًا وواقعيًا فإن مصلحة الجميع تتمثّل بقانون الستين، ولكن الطروحات والخطابات الشعبوية الداعية إلى تحسين التمثيل ورفض قانون الستين باتت ملزمة لهؤلاء أسرى مواقفهم بعدما غالوا في طروحاتهم لتلك الشعارات، إذ أضحوا ملزمين أمام قواعدهم الشعبية بما طرحوه، إنّما مصلحة لبنان في هذه الظروف المفصلية تقتضي بأن يكون هناك قانون انتخابي لا يهمّش خلاله أي مكوّن سياسي باعتباره مرتبط بشكل وثيق ولصيق بالاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والمالي»، داعيًا عون لأن يسمع الجميع والنظر إلى هواجسهم وقلقهم من زعامات وقيادات لها دورها وحضورها التاريخي في لبنان، لا سيّما رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وزعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».