العبادي: لا نريد أن نكون طرفًا في صراع إقليمي أو دولي

بعد إفشاء سر مكالمته مع ترمب بشأن «الخطر الإيراني»

العبادي: لا نريد أن نكون طرفًا في صراع إقليمي أو دولي
TT

العبادي: لا نريد أن نكون طرفًا في صراع إقليمي أو دولي

العبادي: لا نريد أن نكون طرفًا في صراع إقليمي أو دولي

اضطرّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الرد على البيت الأبيض الأميركي بعد أن أفشى الأخير أحد أسرار المكالمة الهاتفية التي جرت بينه وبين الرئيس دونالد ترمب الخميس الماضي، وتتعلق بالموقف من إيران، ففي حين ذكر البيت الأبيض في بيان، أن الزعيمين بحثا خلال المكالمة الهاتفية «الخطر الذي تشكله إيران على المنطقة برمتها»، تجاهل بيان أصدرته رئاسة الوزراء العراقية ذلك.
ويبدو أن العبادي تفاجأ ببيان البيت الأبيض، حيث إن بيان مكتبه الذي صدر الخميس الماضي لم يذكر الحديث المتعلق بإيران. لكنه أشار إلى حديث الزعيمين عن «الوضع الإقليمي» عمومًا.
وفي رد مقتضب أورده تلفزيون «العراقية» شبه الرسمي، أمس، قال العبادي بشأن ما أورده البيت الأبيض، وإن لم يشر إليه بشكل صريح، إن العراق حريص على مصالحه الوطنية ومصالح شعبه ولا يريد أن يكون طرفا في صراع إقليمي أو دولي يؤدي إلى كوارث في المنطقة والعراق.
وكان مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي أصدر بيانا الخميس الماضي، بشأن مكالمته مع الرئيس الأميركي لم يرد فيه ذكر الحديث عن إيران، لكنه أشار إلى أن الرئيس ترمب بارك «الانتصارات المتحققة على عصابات (داعش) مشيدا بالقوات العراقية»، وأكد دعم الولايات المتحدة المتواصل للعراق وعمل البلدين معا «لدحر الإرهاب». وذكر البيان أن العبادي شدد أثناء المكالمة مع الرئيس ترمب على أن «عصابات (داعش) الإرهابية في مراحلها الأخيرة؛ إذ إننا نقاتلهم حاليا في الموصل وحررنا الجزء الأكبر منها ومصممون على إنهاء هذه المنظمة الإرهابية»، مشيرا إلى «أهمية استمرار الدعم الدولي والأميركي في الحرب ضد الإرهاب».
ورغم تطابق بيان البيت الأبيض المنشور على موقعه مع أغلب فقرات بيان مكتب العبادي بشأن الدعم الأميركي للعراق و«المعركة المشتركة» بين الجانين ضد «المجموعة الإرهابية»، فإنه كشف من «طرف واحد» عن الحديث بشأن إيران، وأشار إلى أن الزعيمين «تطرقا إلى الخطر الذي تشكله إيران على المنطقة برمتها».
كما ذكر بيان البيت الأبيض أن «الزعيمين ناقشا الشراكة القوية بين الجيشين الأميركي والعراقي وكذلك التضحيات العظيمة التي قدمها البلدان»، مؤكدا التزام الجانبين «بالشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والعراق المبنية على أساس اتفاقية الإطار الاستراتيجي المشترك». يذكر أن ترمب قال في وقت سابق إن «إيران تبتلع مزيدا من العراق».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.