يواجه المستثمرون في سوق العقارات السعودية مصاعب كبيرة بسبب حالة الركود التي تعيشها السوق منذ فترة طويلة، وهو ما دفع بعض المستثمرين إلى ابتكار طرق جديدة للخروج من الأزمة من خلال العمل على تقسيم مساحات الأراضي الكبيرة وبيعها بأسعار منخفضة نسبيا.
وقال عبد الله البلوي شيخ طائفة العقاريين في جدة سابقا إن الطلب على الأراضي ذات المساحات الصغيرة سجل طلبا ملحوظا خلال هذه الأيام بسبب إقبال المواطنين على شراء هذه المساحات التي تتناسب مع من صدرت لهم موافقة من صندوق التنمية العقاري نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة بالمساحات الكبيرة، مشيرا إلى أن المستثمرين في جدة يواجهون مصاعب بسبب طول مدة الإجراءات في استخراج الكروكي وتراخيص البناء من قبل الأمانة، لافتا إلى أنه جرى تقديم شكاوى إلى الأمانة بهذا الشأن.
من جانبه أوضح عبد الله الأحمري رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية في جدة أن السوق العقارية تشهد ركود في الحركة، مشيرا إلى أن هبوط الأسعار في أطراف المدن بات ظاهرة في العقارات السعودية بسبب نقص الخدمات، أما فيما يخص العقارات التي تقع في النطاق العمراني فإن أسعار متماسكة إلى حد ما.
وأوضح أن إعلانات وزارة الإسكان ورغبتها الملحة في تصحيح وضع سوق العقار ساهمت في حالة من الترقب لدى الكثير من الأفراد، خاصة في ظل الإعلان عن قرب توزيع أراض بأسعار منخفضة عن الأسعار الحالية، وهو ما سوف يغير من خريطة أسعار العقارات في السعودية.
فيما أوضح نواف الموسى، المستثمر العقاري، أن هناك تحولا كبيرا في سوق العقار، حيث يشهد ركودا في أغلب أجزائه، مثل الأراضي الكبيرة التي لم تشهد أي نوع من الطلب منذ فترة طويلة، في حين أن أسعار الأراضي التي تقع في مناطق حيوية تشهد حركة متوسطة، مشيرا إلى أن الركود أدى إلى تأثيرات كبيرة على المستثمرين في القطاع الذين كانت لديهم حركة تداول في البيع والشراء، وهذا الأمر جعل السوق في عملية ترقب غير مسبوقة.
وأضاف أن أسعار العمائر السكنية التي ارتفعت إلى 50 في المائة بدأت في التراجع فيما سجل طلب طفيف على شقق التمليك وفيلات السكن، إلا أن أكثر طلبات الشراء عن طريق البنوك التجارية، وهو الأمر الذي لا يرغبه المستثمر بسبب طول الإجراءات، مشيرا إلى أن الأفراد الذين كانوا يمثلون الحركة النشطة في السوق من حيث العرض والطلب أصبحوا في الوقت الحالي مترددين كثيرا بسبب المخاوف من هبوط في الأسعار، مما أدى إلى إحجامهم عن الدخول إلى السوق في الوقت الحالي.
تجدر الإشارة إلى أن متوسط سعر المتر المربع السكني في مدينة الرياض، انخفض بنسبة 12 في المائة منتصف العام الجاري، في حين انخفض متوسط سعر المتر التجاري في مدينة جدة بنسبة أربعة في المائة خلال الفترة نفسها.
وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن إجمالي قيمة الصفقات العقارية المنفذة في كل المدن السعودية بلغت نحو 215.5 مليار ريال (57.4 مليار دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري، فيما بلغ إجمالي مساحة العقارات المتداولة نحو 632 كلم مربعا نفذت عن طريق إتمام 149.5 ألف صفقة. وتمثل العقارات السكنية نحو 59 في المائة من إجمالي قيمة الصفقات العقارية المنفذة.
مستثمرون يستعينون بالمساحات الصغيرة للخروج من أزمة ركود العقار في السعودية
تراجع الطلب على العمائر السكنية وارتفاعه على شقق التمليك وفيلات السكن
مستثمرون يستعينون بالمساحات الصغيرة للخروج من أزمة ركود العقار في السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة