رئيس الصومال الجديد يستهل نشاطه السياسي بلقاء الشركاء الدوليين

واشنطن طالبته بمكافحة الفساد... والاتحاد الأوروبي أبدى استعداده للمساعدة في إعادة الأعمار

جانب من احتفالات الصوماليين بفوز فرماجو بالانتخابات الرئاسية (رويترز)
جانب من احتفالات الصوماليين بفوز فرماجو بالانتخابات الرئاسية (رويترز)
TT

رئيس الصومال الجديد يستهل نشاطه السياسي بلقاء الشركاء الدوليين

جانب من احتفالات الصوماليين بفوز فرماجو بالانتخابات الرئاسية (رويترز)
جانب من احتفالات الصوماليين بفوز فرماجو بالانتخابات الرئاسية (رويترز)

استهل الرئيس الصومالي الجديد، محمد عبد الله فرماجو، أمس، نشاطه الرئاسي الرسمي باستقبال وفد يمثل الشركاء الدوليين لبلاده، وباتصالات هاتفية مع بعض زعماء الدول العربية والأجنبية لتهنئته، بينما شهدت شوارع العاصمة مقديشو مزيدا من المظاهرات الشعبية ترحيبا بفوز فرماجو بالانتخابات الرئاسية التي أجريت أول من أمس.
وقال فرماجو على حسابه الرسمي عبر موقع «توتير» إن اللقاء الذي عقده أمس مع الشركاء الدوليين وممثلين عن الأمم المتحدة، والاتحادين الأفريقي والأوروبي، استهدف البحث عما سماه «الوجه الجديد للصومال والطريق إلى الأمام». فيما قالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إن كثيرا من المتظاهرين من أبناء الشعب الصومالي جابوا شوارع العاصمة، أمس، تعبيرا عن تأييدهم وسعادتهم بفوز فرماجو برئاسة البلاد للأعوام الأربعة المقبلة. كما ترددت أصداء احتفال الشعب الصومالي بفوز فرماجو في شوارع مقديشو، وكذلك في مخيم داداب في كينيا، الذي يعد أكبر مخيم للاجئين في العالم.
وأطلق آلاف الصوماليين النار في الهواء، وغنوا من فوق المركبات العسكرية، وذبحوا الجمال احتفالا بانتخاب فرماجو، الذي عمل من قبل موظفا لدى الحكومة الأميركية. أما في بلدة دوساماريب وبلدة جوريل بوسط الصومال، وهي منطقة يواجه فيها مئات السكان أزمة غذاء طاحنة بسبب الجفاف، فقد ذبحت السلطات المحلية الجمال والماعز ووزعت لحومها على الفقراء.
ويتذكر البعض بفخر فترة تولي فرماجو لرئاسة الوزراء، التي قالوا عنها إن رواتبهم خلالها كانت تصرف في مواعيدها، وفي هذا السياق، قال الكولونيل علي عبد الرحمن، وهو ضابط شرطة كبير: «لم يتأخر الراتب في أي شهر عندما كان فارماجو رئيسا للوزراء».
ويواجه الرئيس الجديد، الذي يحمل الجنسيتين الصومالية والأميركية، وعمل على مدى سنوات في إدارة المواصلات في نيويورك، مهمة في غاية الصعوبة، حيث تعتمد الدولة على المعونات، وتواجه أزمة غذاء وشيكة، وخزائنها فارغة، وتشهد تمردا إسلاميا.
ووصف عبد الرشيد حاشي، المحلل السياسي الذي خدم في حكومة محمد فارماجو عندما كان رئيسا للوزراء في الفترة الممتدة من 2010 إلى 2011، بأن الرئيس المنتخب «سياسي شعبوي يقول كل ما يريد الشعب الصومالي المحبط سماعه»، موضحا أن منتقديه يرون أنه من السذاجة تصديق أن الشعبوية تستطيع إخراج الصومال من المستنقع الذي يغرق فيه منذ ربع قرن، وأضاف موضحا أن «مشكلات الصومال أكبر بكثير من أن يحلها فرد».
ويعد الجنود وأفراد قوات الأمن من أكثر فئات المجتمع الصومالي إحباطا، إذ يشكون باستمرار من ضعف رواتبهم وتأخر صرفها أو عدم صرفها على الإطلاق.
وفاز فرماجو الذي ينتمي لقبيلة الدارود بغالبية 184 صوتا، أي أكثر من نصف عدد النواب البالغ 329، وهي نتيجة لم تكن تخوله الفوز من الدورة الثانية التي كان يفترض أن يحصل خلالها على ثلثي الأصوات، لكن المرشح الثاني بعده، أي الرئيس حسن شيخ محمود، أقر بهزيمته، فلم يستدع الأمر تنظيم جولة ثالثة.
من جهتها، تعهدت الولايات المتحدة الأميركية، في بيان أصدرته وزارة الخارجية، بالعمل عن قرب مع الحكومة الصومالية المقبلة، داعية فرماجو للتركيز على ما وصفته بمكافحة الفساد المستشري في مفاصل الدولة.
وأضافت الخارجية الأميركية: «إننا نتطلع إلى تشكيل الحكومة الجديدة في الوقت المناسب، والعمل بشراكة مع الرئيس والحكومة الجديدة لتحقيق المصالحة، والإنقاذ من الجفاف والأمن»، مؤكدة أنها «تأمل من الحكومة الصومالية الجديدة اتخاذ خطوات ذات مصداقية للقضاء على الفساد، وإنشاء مؤسسات انتخابية قوية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة».
ومن جهته، قال رومان نادال، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية، إن تعدد التحديات التي تنتظر فرماجو في الصومال تتضمن تشكيل قوات أمن وطنية في أسرع وقت، وإقامة مؤسسات قوية قادرة على توفير الخدمات الأساسية التي يحتاجها السكان، مؤكدا استعداد فرنسا والاتحاد الأوروبي الكامل لمساعدة الصومال خلال إعادة الإعمار. كما أشادت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما بالرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود، الذي قبل نتائج الانتخابات «على نحو يمجد القيادة السليمة للدولة»، ورأت أن «صمود الصوماليين سيلعب دورا محركا لمواجهة مشكلات الأمن والجفاف وتسريع المراجعة الدستورية، وتسوية الخلافات المحلية الكثيرة عبر البلاد». من جانبه، هنأ الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في بيان فرماجو الشعب الصومالي على «إتمام هذا الاستحقاق الدستوري المهم، الذي أظهر عزيمته القوية في استكمال مسيرته الديمقراطية وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في ربوع البلاد».
وكان فرماجو قد تولى رئاسة الوزراء في 2010، لكن خلافات واتهامات بالخيانة تسببت في سقوطه بعد ثمانية أشهر، قبل أن تسنح له الفرصة لإعادة الاعتبار لاسمه.
ويشكل فوزه خاتمة عملية انتخابية استغرقت عدة أشهر وتأجلت مرارا، بعد أن تخللتها اتهامات بالفساد والتضليل. ورغم عدم اعتماد الانتخابات العامة المباشرة التي أجلت إلى سنة 2020، فإن هذه الانتخابات تعد تقدما في البلد المحروم من دولة مركزية منذ سقوط سياد بري في 1991، والغارق في الفوضى والعنف، حيث تنشط ميليشيات قبلية وعصابات إجرامية وجماعات إسلامية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.