مستشار السبسي لـ «الشرق الأوسط»: نتعامل مع ترمب مثل أسلافه

قلل من المخاوف تجاه تصويت العسكريين والأمنيين... وتوقع حل خلافات «نداء تونس» قريبًا

بن تيشة («الشرق الأوسط»)
بن تيشة («الشرق الأوسط»)
TT

مستشار السبسي لـ «الشرق الأوسط»: نتعامل مع ترمب مثل أسلافه

بن تيشة («الشرق الأوسط»)
بن تيشة («الشرق الأوسط»)

أكد المستشار السياسي للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الوزير نور الدين بن تيشة، أن بلاده ستتعامل مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مثلما تعاملت مع أسلافه، معتبرًا الخلافات في شأن سياساته «شأنًا داخليًا» أميركيًا.
وشدد بن تيشة في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، على تماسك حكومة رئيس الوزراء يوسف الشاهد. وتوقع حل خلافات «نداء تونس» قبل الانتخابات المحلية المقررة قبل نهاية العام. وقلل من المخاوف من قرار السماح للعسكريين والأمنيين بالتصويت في الانتخابات المقبلة.
وقال إن زيارة السبسي المقررة لروما اليوم ستركز على إقناع صناع القرار الاقتصادي والسياسي في إيطاليا، بحثّ السياح والمستثمرين على العودة إلى تونس بقوة «بعد أن تحسن فيها مناخ الأعمال وتحقق فيها الاستقرار الأمني». وفيما يلي نص الحوار:

* هل يمكن أن تسهم زيارة الرئيس في إقناع الإيطاليين والأوروبيين بحثّ مستثمريهم وسياحهم على التوجه إلى تونس بعد أعوام من التردد، بسبب حادثة الهجوم الإرهابي على فندق سياحي في عام 2015؟
- رئيس الدولة هو المسؤول الأول عن ملف العلاقات الخارجية والقطاعين الأمني والعسكري. وبعد التحركات المكثفة التي تقوم بها وزيرة السياحة سلمى اللومي ووزير الخارجية خميس الجهيناوي وعدد من وزراء الشؤون الاقتصادية، من الطبيعي أن يتابع رئيس الجمهورية لقاءاته في عدد من العواصم الدولية، ومع وفودها التي تزور تونس لتشجيع شركائنا على العودة بقوة إلى عالمي الاستثمار والسياحة.
والجميع يشهد أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية في تونس تحسنت بقوة، وأن مناخ الأعمال أصبح جذابًا، وهو ما يبرر التعهدات الكبيرة التي صدرت عن قادة العالم في «المؤتمر الدولي للاستثمار 2020»، الذي استضافته تونس العام الماضي. أنا متفائل بعودة السياح الأوروبيين والأجانب بكثافة. وقد شهدنا في الصيف الماضي إقبالاً كبيرًا من السياح الروس والعرب. وكان الموسم ناجحًا أمنيًا.

التعامل مع ترمب
* تأتي زيارة الرئيس السبسي إلى إيطاليا بعد أيام قليلة من قمة الاتحاد الأوروبي في مالطة، التي ناقشت ملفي الهجرة ومستجدات ملف ليبيا والمخاطر التي تهدد العالم بعد وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. ما موقف تونس من هذه الملفات؟
- تونس تجمعها علاقات تقاطع مصالح وتشاور دائم مع إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ما يتعلق بملف الهجرة القانونية وغير القانونية، ومشكلات طلبات لجوء عشرات آلاف الفارين من الحروب والنزاعات في سوريا والعراق وليبيا واليمن. ومواقف الرئيس واضحة من مختلف المستجدات الدولية، تحكمها قاعدتا البراغماتية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وبصرف النظر عن ملاحظات عدد من ساسة العالم، خصوصًا في أوروبا، على سياسات ترمب، فإن تونس تعلن بوضوح أنها ستتعامل مع السلطات الشرعية في الولايات المتحدة برئاسة ترمب مثلما تعاملت مع بقية الرؤساء والإدارات الأميركية. الخلافات بين الأميركيين شأن داخلي، وخلافات بعض حلفاء واشنطن الأوروبيين مع إدارة ترمب لن تؤثر جوهريًا في توجهات سياسة تونس الخارجية.

مبادرة التسوية في ليبيا
* وماذا عن المبادرة الجديدة للرئيس التونسي لتسوية الحرب في ليبيا؟
- المبادرة جاءت بعد سنوات من الاقتتال والصراعات المسلحة بين الأشقاء الليبيين. وتستقبل تونس منذ سنوات مئات الآلاف من الضيوف الليبيين، بعد أن قُدر العدد في مرحلة أولى بمليوني لاجئ. كما تتميز تونس بلجوء قياديين ليبيين من كل التيارات والأحزاب والأطراف السياسية والعسكرية إليها، ولقاءاتهم المتعاقبة مع كبار المسؤولين في الدولة، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ووزير الخارجية.
وكان بين من زاروا تونس مؤخرًا من الأشقاء الليبيين رئيس برلمان شرق ليبيا عقيلة صالح. كما يزور تونس بانتظام مسؤولون من الصف الأول من مختلف الأطراف الليبية الليبرالية والإسلامية والقبلية والحقوقية. ونحن نتابع الحوار مع مختلف الأطراف الليبية التي شجعتنا على بلورة مبادرة سياسية لقيت دعم الجزائر ومصر وغالبية الأطراف في ليبيا.
وإجمالاً فإن المبادرة مفتوحة للتفاعل والتطوير مع الأشقاء الليبيين والعرب والأمم المتحدة، شرط احترام أبرز مكوناتها، وهي رفض إقصاء أي طرف سياسي ليبي، والصبغة السلمية للتسوية لأن الحسم العسكري غير وارد، كما أن الحل النهائي يجب أن يكون ليبيًا – ليبيًا، وليس حلاً خارجيًا يُفرض على الشعب الليبي.
* وهل من المؤمل عقد مؤتمر وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس وليبيا قريبًا في تونس، ثم قمة مصرية - تونسية - جزائرية عن ليبيا في الجزائر، لإعلان تسوية سياسية شاملة للملف الليبي؟
- المشاورات متواصلة مع الأشقاء في مصر والجزائر ومع كل ممثلي الأطراف الليبية في شأن المبادرة. ونحن نؤكد كون الحسم بأيدي الأشقاء الليبيين، ولا بد من أن يكون أساسًا ليبيًا - ليبيًا. ودورنا مساعدتهم واستضافتهم وتسهيل فرص تنظيم الحوارات بينهم.

عودة الإرهابيين
* من بين القضايا الخلافية هذه الفترة في تونس، ملف عودة الإرهابيين من بؤر التوتر مثل سوريا وليبيا والعراق، فإلى أين وصل هذا الملف؟ وكيف ستتعامل تونس مع المستجدات في سوريا؟
- تونس تتابع ملف الشباب المتشدد الذي تورط في الهجرة إلى بؤر التوتر، وبينها سوريا، وتسعى إلى التعامل معه بحزم في سياق ما يضمنه القانون الدولي والدستور. كما سنتابع هذا الملف مع السلطات السورية بعد إعادة فتح سفارة تونس في دمشق، مثلما سبق أن أعلن رئيس الدولة ووزير الخارجية. وفي كل الحالات سيحال العائدون من بؤر التوتر إلى القضاء ليبت في وضعياتهم حالة بحالة، ويصدر في شأنهم الأحكام التي ينص عليها قانون مكافحة الإرهاب، وهي أحكام بالسجن لمدد طويلة.

خلافات «نداء تونس»
* صادق البرلمان مؤخرًا على قانون تنظيم الانتخابات البلدية المحلية والجهوية، وهي أهم انتخابات ينتظرها التونسيون منذ أكثر من 6 أعوام، فهل تتوقعون أن ينجح الحزب الحاكم في تجاوز خلافاته الداخلية ليكون مؤهلاً للفوز بها؟
- أعتقد أن اقتراب المواعيد الانتخابية والسياسية المقبلة، وعلى رأسها الانتخابات البلدية، سيكون حافزًا لقيادات حزب نداء تونس كي تتجاوز خلافاتها وتنجز مؤتمرها الانتخابي المؤجل. ولا شك في أن مصادقة غالبية مريحة من البرلمانيين على القانون الانتخابي تعني بدء مسار تحضير الانتخابات العامة في مناخ سليم.
* لكن انتقادات كثيرة صدرت عن جنرالات متقاعدين وسياسيين بارزين لقانون الانتخابات الجديد، الذي سمح للعسكريين والأمنيين بالمشاركة للمرة الأولى في التصويت؟ أليس هذا خطرًا على الصبغة المدنية للحياة السياسية التي دافع عنها بورقيبة وتلامذته قبل 60 عامًا؟
- لا أعتقد أن مشاركة العسكريين والأمنيين تمثل مشكلة بالنسبة إلى الانتخابات البلدية والمحلية؛ لأنها ليست انتخابات سياسية، بل عملية اقتراع جهوية ومحلية لن يجري التنافس خلالها على الشعارات السياسية والحزبية، بل على البرامج الخدماتية التي تهم عموم المواطنين في جهاتهم ومناطقهم السكنية.
كما يقدر عدد العسكريين والأمنيين بعشرات الآلاف، بينما يبلغ إجمالي الناخبين نحو 8 ملايين. فستوزع أصوات الأمنيين والعسكريين. كما ستنظم عملية الاقتراع قبل الانتخابات العامة بيوم أو أكثر، ثم تجرى عملية الفرز بعد إكمال الانتخاب بالنسبة إلى المدنيين في كل الجهات والدوائر الانتخابية. المهم أن المساواة تحققت اليوم بين كل المواطنين فيما يتعلق بالحق الانتخابي، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين. وبهذه الخطوة تكون تونس وفرت شرطًا جديدًا من شروط الاستقرار.

حكومة الوحدة الوطنية
* أخيرًا، ما رأيكم في الأصوات التي تعالت للمطالبة بإسقاط بعض الوزراء أو التنبؤ بإسقاط حكومة يوسف الشاهد، التي لم يمض على تنصيبها إلا بضعة أشهر؟
- أعتقد أن حكومة الشاهد قوية وصامدة، وستصمد لأسباب كثيرة، بينها أنها حكومة وحدة وطنية تدعمها 10 أطراف حزبية وسياسية واجتماعية فاعلة. ثم هي قوية لأن رئيس الدولة اختار على رأسها لأول مرة شابًا في الأربعين من عمره، وعيّن معه فريقًا من الوزراء وكتاب الدولة الشباب من الجنسين، ممن يتميزون بالكفاءة والخبرة. وبعضهم لديه خبرة مهمة جدًا في المؤسسات الوطنية والدولية.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».