تونس تحدّث قوائم الممنوعين من دخولها

البرلمان يسائل ثلاثة وزراء بينهم وزير الداخلية

تونس تحدّث قوائم  الممنوعين من دخولها
TT

تونس تحدّث قوائم الممنوعين من دخولها

تونس تحدّث قوائم  الممنوعين من دخولها

كشف وزير الداخلية التونسي هادي المجدوب، أمام البرلمان أمس، عن أن بلاده تحدّث باستمرار قوائم الأشخاص الممنوعين من دخولها، في إطار الإجراءات الأمنية التي تعتمدها لتضييق الخناق على المشتبه في انتمائهم إلى تنظيمات إرهابية، خصوصًا «داعش» الذي يشكل التونسيون عماد مقاتليه الأجانب في سوريا والعراق.
وجاءت تصريحات المجدوب خلال جلسة عامة خصصها البرلمان لتوجيه أسئلة شفوية إلى ثلاثة وزراء، هم المجدوب ووزير الشؤون المحلية والبيئة، رياض المؤخر، ووزير الصناعة والتجارة، زياد العذاري. وأجاب الوزراء الثلاثة على 17 سؤالاً من مختلف الكتل البرلمانية.
ودافع وزير الداخلية عن منع الكاتب الجزائري أنور مالك من الدخول إلى تونس، موضحًا أن قرارًا صدر في عام 2001 بمنعه «بناء على معلومات تفيد بمواجهته اتهامات بالإرهاب من قبل الأمن الجزائري»، وأشار إلى أن مالك «صدر في حقه أحكام غيابية في بلاده منذ عام 2009، وحصل على اللجوء السياسي في فرنسا».
وانتقد المجدوب قانون ضبط الأسلحة ومكافحة الاتجار بها الذي يعود تاريخه إلى عام 1969، معتبرًا أنه «قديم ولا يستجيب للمتطلبات الحالية»، وأكد وجود نحو 50 ألف طلب لترخيص بنادق صيد لدى وزارة الداخلية من دون أن يُتخذ في شأنها قرار نهائي «نتيجة تنامي مظاهر الإرهاب خلال السنوات الماضية وخشية استعمالها لأغراض إرهابية».
وفي إجابته عن تساؤل النائب عن حركة «مشروع تونس»، غازي الشواشي، عن الأسباب الحقيقية لاستقالة المدير العام للأمن الوطني عبد الرحمان الحاج علي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نفى المجدوب وجود ضغوط خارجية أو رغبة أطراف سياسية في وضع أيديها على المؤسسة الأمنية لتوظيفها لمصالحها، وأفاد بأن الحاج علي «لم يحدد في نصّ الاستقالة سببا صحيًا أو مهنيًا»، وإنما عزاها إلى أسباب شخصية، ونفى تصريحًا نسب إليه بأن سبب الاستقالة فقد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الثقة في مدير الأمن الوطني.
ودعت النائبة عن حزب «تيار المحبة» المعارض ريم الثايري، المجدوب إلى «التحرك لحماية موظفي الداخلية، وتطبيق الإجراءات القانونية» بحق رجل أعمال ومرافقيه اعتدوا على عون أمن أثناء أدائه عمله في العاصمة التونسية في ديسمبر الماضي. ورد الوزير بتأكيد «اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتشبث جميع الأطراف بأقوالهم». وأضاف أن عنصر الأمن الذي تم الاعتداء عليه «تشبث بحقه في التتبع، وتقدم بشكوى ضد رجل الأعمال المعتدي».
أما وزير الشؤون المحلية والبيئة فأعلن الاستعداد لعرض قانون الجماعات المحلية (البلديات) على مجلس الوزراء الأربعاء المقبل لمناقشته، ومن ثم تمريره إلى البرلمان، للتصديق عليه في خطوة أولى «تساعد على تهيئة إطار قانوني لتنظيم الانتخابات البلدية قبل نهاية السنة الحالية». وأكد أن أعضاء المجالس البلدية الحالية سيقدمون استقالاتهم من مناصبهم قبل ثمانية أشهر من إجراء الانتخابات البلدية، تنفيذًا لما نص عليه القانون الانتخابي، وهي خطوة ثانية في اتجاه التمهيد لتنظيم الانتخابات.
إلى ذلك، نفى نائب في البرلمان التونسي أي احتمال لإقامة مراكز إيواء للمهاجرين في تونس، ردًا على مقترح أوروبي وألماني في هذا الاتجاه. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن النائب الممثل للتونسيين في ألمانيا حاتم الفرجاني، وهو نائب عن حزب «حركة نداء تونس» الذي يقود الائتلاف الحاكم، أن تونس لن توافق في كل الأحوال على مثل هذا المقترح.
ويستعد رئيس الحكومة يوسف الشاهد لزيارة ألمانيا الاثنين المقبل. ويتوقع أن يتصدر موضوع الهجرة محادثاته مع المسؤولين الألمان. وتأتي الزيارة في أعقاب فترة شابتها أزمة صامتة بين البلدين بشأن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين المتحدرين من دول شمال أفريقيا، ومن بينها تونس، بعد حادثة الدهس الإرهابية في برلين، التي تورط فيها التونسي أنيس العامري قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية في ميلانو.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.