اليمن يبحث مع البنك الدولي الأسبوع المقبل صرف منحة الـ450 مليون دولار

السعدي لـ «الشرق الأوسط»: مؤتمر المانحين سيعقد بعد انتهاء حصر الاحتياج

اليمن يبحث مع البنك الدولي الأسبوع المقبل صرف منحة الـ450 مليون دولار
TT

اليمن يبحث مع البنك الدولي الأسبوع المقبل صرف منحة الـ450 مليون دولار

اليمن يبحث مع البنك الدولي الأسبوع المقبل صرف منحة الـ450 مليون دولار

تبحث الحكومة اليمنية الأسبوع المقبل مع البنك الدولي ومنظمات الأمم المتحدة طرق إيصال المنحة التي خصصها البنك الدولي مساعدةً عاجلة لليمن، وقيمتها 450 مليون دولار، وكيفية استفادة السكان منها بالطريقة الصحيحة.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد السعدي، وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني، أن هذه المنحة عبارة عن مشاريع سينفذها البنك الدولي في اليمن عبر منظمات الأمم المتحدة، وقال: «لدينا اجتماع الأسبوع المقبل مع البنك الدولي ومنظمات الأمم المتحدة التي من خلالها ستأتي المنحة، وتشمل مجالات لم توزع حتى الآن بشكل رسمي، لكنها تشمل الصحة والتعليم وتغذية الطفولة تحديدًا».
وأكد السعدي أن المساعدات الإنسانية تصل إلى المناطق المحررة بشكل سلس وسهل ويستفيد منها السكان داخل اليمن، إلا أنه أشار إلى أن المناطق التي تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه صعوبات جمة؛ من أبرزها قيام الحوثيين بالسطو على المساعدات الإنسانية والاستيلاء عليها بالقوة وعدم وصولها لمستحقيها.
وكشف الوزير اليمني أن اليابان خصصت مساعدات إنسانية لليمن لعام 2017 بقيمة 42 مليون دولار، وأضاف: «المساعدة اليابانية في المجال الإنساني عن طريق المنظمات الدولية، وليس مباشرة عن طريق الحكومة اليمنية، وإجمالي ما تبرعوا به منحة لعام 2017 مبلغ 42 مليون دولار».
وفي ما يتعلق ببرامج إعادة الإعمار والبناء لفترة ما بعد الحرب، بيّن وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني أن عمليات حصر الاحتياجات والتعويضات للمباني والممتلكات الخاصة والعامة، ما زالت مستمرة، وتابع: «كثير من المانحين يفضلون عدم مناقشة الأمر حتى يكتمل تحديد الاحتياج، وعلى ضوئه يمكن عقد مؤتمر للمانحين والبحث عن الطرق المناسبة والسريعة التي تدعم الأمن والاستقرار وتشغل الناس بالتنمية بدلاً من الاقتتال».
وكان البنك الدولي أعلن أمس أنه سيوفر مساعدات بقيمة 450 مليون دولار لمساعدة اليمن على التعامل مع أزمته الإنسانية بعد مرور ما يقرب من عامين على الحرب في البلاد.
وعلق البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكثير من السفارات الأجنبية أعمالها في اليمن أوائل عام 2015 بعدما سيطرت جماعة الحوثي الموالية لإيران على العاصمة صنعاء.
وقال البنك الدولي إن الأموال ستوجه إلى مشروعات صحية وغذائية في أنحاء البلاد، وإن معظمها سيكون لمشروعي تنمية يمنيين في صنعاء تتم إدارتهما بمنأى عن سيطرة الحوثيين.
وقال حافظ غانم، نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إنه ينبغي ألا تفوت الأطفال التطعيمات والأغذية اللازمة، وأن يكون لدى المجتمعات المحلية في أنحاء اليمن الدخول التي تمكنها من الحصول على الخدمات التي تفي باحتياجاتها الأساسية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.