سيطرت قوات الجيش الوطني اليمني مدعومة بالمقاومة الجنوبية وبدعم عسكري كبير من قوات التحالف، مساء أمس، على مدينة المخا التاريخية ومينائها الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر، حسبما أبلغ «الشرق الأوسط» مصدر عسكري يمني رفيع، الذي أكد أن تحرير هذه المدينة يأتي في سياق عملية «الرمح الذهبي» التي يشرف عليها الرئيس عبد ربه منصور هادي بنفسه، الهادفة إلى تحرير السواحل الغربية للبلاد، في إطار تحرير جميع الأراضي التي تخضع لسيطرة الانقلابيين.
وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مدرعات الجيش الوطني انتشرت في كل أرجاء المدينة، وقامت بتأمينها، وأنها منعت المواطنين من الاحتفال مؤقتًا بالنصر الكبير، وطالبتهم بأن يلزموا منازلهم حتى يتم التحقق عما إذا كان هناك بعض الجيوب أو القناصة. وذكرت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح وقعوا في قبضة الجيش الوطني، بينما فر آخرون باتجاه المناطق المجاورة.
وجاء تمشيط المدينة ودحر الميليشيات في أعقاب تدخل قوي ومباشر من قوات التحالف بالطيران الجوي ومروحيات «أباتشي»، الأمر الذي ساعد على دحر الانقلابيين وتحقيق النصر الكامل.
ووفقًا للمصادر العسكرية، فقد نجح الجيش الوطني اليمني في تدمير 3 ألوية وأخرى مما تسمى «كتائب الموت» التابعة لميليشيات الحوثي وصالح في المدينة الساحلية. وبتحرير المخا، وبذلك يكون الجيش اليمني اقترب أكثر من تحرير الشريط الساحلي على البحر الأحمر، وحرمان الانقلابيين من المنافذ البحرية بشكل كامل، وفقًا للواء أحمد سيف نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، الذي قال إن فرض السيطرة على المخا يعني عسكريًا الضربة قبل القاضية للانقلابيين، إذ سيتقدم الجيش خلال الأيام المقبلة من اتجاه المخا، يقابله تقدم من اتجاه ميدي، ويصبح من خلالها على مشارف الحديدة، وبذلك يحرم الانقلابيين من مياه البحر الأحمر، واستخدام الموانئ في دعمه.
وأضاف اللواء سيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن عملية تحرير الشواطئ الغربية للبحر الأحمر، تأتي بعد أن تمادى الانقلابيون في استخدام هذه الشواطئ في عملية تهريب السلاح، الذي يصل من إيران وبعض الجزر الأفريقية، التي تعد محطة لهذه الأسلحة التي تنتقل إلى المخا.
ولفت إلى أن الانقلابيين عمدوا في هذه الشواطئ إلى تهديد سفن الملاحة الدولية كما حصل عند ضرب السفينة الإماراتية، وتهديد السفينة الأميركية في المياه الإقليمية، وكان لا بد من وقف هذه التجاوزات وتحرير الشريط الساحلي، ووفقًا لهذه المعطيات تم التخطيط لعملية تحرير الشواطئ الغربية إلى ميناء المخا واستعادته.
وعن الخطة العسكرية التي وضعت لتحرير مدينة المخا ومينائها، قال اللواء سيف: «الجيش اليمني عمد إلى تنفيذ الخطة العسكرية الكلاسيكية، التي سبقها حشد القوات بالتعاون مع المقاومة الجنوبية، والدفع بهذه القوات إلى الحد الأمامي الذي تنتشر فيه الميليشيات، ثم عمد الجيش اليمني إلى الالتفاف والتطويق وتدمير قوات العدو في جبهة (ذباب) وبالتالي وقعت معظم القوة العسكرية الموالية للانقلابيين في الأسر، ومنهم من فر من أرض المعركة وتحديدا في اللواء 170 دفاع جوي، وبعد هذه العملية تقدم الجيش نحو المدينة، وتمكن من تطويقها وتدمير اللواء حرس جمهوري 102 في المخا، الذي جلب به من صنعاء لمواجهة الجيش»، مشيرًا إلى أن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية لعب دورًا محوريًا في ضرب أهداف رئيسية للميليشيات، إضافة إلى الدعم المدفعي المباشر من قوات التحالف.
وذكر أن بعض جيوب الانقلابيين المنتشرة في ميناء المخا عمدت إلى وضع أسلحة قرب خزانات الوقود ومحطة الكهرباء، ونشر قناصين على المباني المرتفعة، مع استخدام المدنيين دروعًا بشرية في مدينة المخا، وكان الانقلابيون يعولون على تقدم الجيش نحو تلك المواقع، إلا أن الجيش تعامل مع الموقف بخبرته الطويلة في مثل هذه المواجهات، ورغم أن الوقت كان مهمًا لتقدم الجيش، إلا أنه ارتأى تطويق تلك الأماكن واختيار التوقيت المناسب للهجوم الذي تم ظهر أمس، وجرى تطهير المدينة بشكل كامل، والمزارع المجاورة للمدينة.
ولم يفصح نائب رئيس هيئة الأركان، عن عدد الألوية التي شاركت في تحرير المخا لدواعٍ عسكرية، إلا أنه قال إن تحرير المدينة استغرق 3 أيام من العمليات المتواصلة، سبقها 7 أيام منذ خروج الجيش إلى خط «الحديدة، المخا»، ثم إلى طريق «تعز، المخا»، وعمدت القوات إلى قطع الطريق في هذا الاتجاه، وبالتالي أصبحت المخا مطوقةً، الأمر الذي ساعد في دخول الجيش وتطهير المدينة بالكامل.
وأضاف أن فرق نزع الألغام باشرت على الفور عملها، في الأماكن التي عمدت الميليشيات إلى زرع ألغام فيها مثل الميادين الرئيسية في المدينة، وأمام الميناء، وفي مؤسسات الدولة.
وتطرق إلى أن الجيش نجح في تدمير اللواء 17 مشاة التابع للانقلابيين، واللواء حرس جمهوري 102، واللواء 170 أرض سطح، إضافة إلى تدمير 3 كتائب ميليشيا حوثية تعرف بـ«كتائب الموت»، معتبرًا أن هذه الانتصارات تدل على ضعف القوة العسكرية والقتالية لدى الانقلابيين.
وعن خطة تأمين المدينة، قال اللواء سيف: «الخطة تعتمد على 3 محاور رئيسية، تشمل قطع الطريق بين (الحديدة، المخا) وعدم السماح بوصول أي عناصر للمدينة، فيما يعتمد المحور الثاني على نشر دوريات بالتعاون مع المقاومة الشعبية الموجودة في المعسكرات والجيش الوطني لملاحقة بقايا المتمردين في المزارع، إضافة إلى وضع خطة عسكرية من البحر لمنع نشر أي زوارق مفخخة يمكن استخدامها لتدمير أي مواقع حيوية في الميناء».
الجيش اليمني يفرض سيطرته على المخا.. والميليشيات تفر إلى المناطق المجاورة
تدمير 3 ألوية للانقلابيين.. و«أباتشي» التحالف حسمت المعركة
الجيش اليمني يفرض سيطرته على المخا.. والميليشيات تفر إلى المناطق المجاورة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة