لليوم الثاني على التوالي، قام رئيس هيئة أركان الجيش التركي خلوصي أكار بتفقد الوحدات العسكرية في محافظتي كيليس وغازي عنتاب على الحدود مع سوريا، في الوقت الذي تدور فيه معارك عنيفة بين القوات التركية وعناصر الجيش السوري الحر مع تنظيم داعش في مدينة الباب في إطار عملية «درع الفرات» المدعومة من تركيا، مع تقدم سريع لقوات النظام السوري على المحور الجنوبي للمدينة.
وعقب انتهاء الجولة التفقدية، توجه أكار والوفد الذي يتألف من قائد القوات البرية صالح زكي تشولاك وقائد القوات الجوية عابدين أونال، إلى مدينة ماردين جنوب البلاد والتقوا والي المدينة مصطفى يما. وأرجعت مصادر تكرار زيارة رئيس الأركان التركي للوحدات العسكرية، إلى احتمالات أن تشهد عملية «درع الفرات» تصعيدا من أجل السيطرة على مدينة الباب وطرد «داعش» منها وتأمينها قبل وصول قوات النظام والميليشيات الموالية له والتي باتت على مسافة 5 كيلومترات منها، يدعمها من وقت إلى آخر الطيران الروسي بتنسيق مع تركيا.
وتتواصل المعارك بين فصائل الجيش الحر المنضوية ضمن عملية «درع الفرات» والمدعومة من القوات التركية وتنظيم داعش داخل بلدة بزاعة الاستراتيجية في ريف حلب الشرقي عقب هجوم واسع للسيطرة على البلدة.
وبحسب مصادر محلية، تدور اشتباكات داخل بزاعة في محاولة من فصائل الجيش الحر لاستعادة السيطرة عليها بعد انسحابها منها عقب هجوم معاكس لـ«داعش»، وفي محاولة لتضيق الخناق على التنظيم في بلدة قباسين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر اشتبكت بكثافة مع مقاتلي التنظيم المتشدد حول بلدة بزاعة شرقي الباب في الأيام القليلة الماضية. وسيطرت القوات المدعومة من تركيا لفترة وجيزة على البلدة قبل أن يخرجها مهاجمون انتحاريون من «داعش» منها يوم السبت الماضي.
في السياق نفسه، أعلن الجيش التركي في بيان أمس، تحييد 21 إرهابيا من «داعش» في استهداف لـ256 هدفا للتنظيم بالمدافع والدبابات والقذائف الصاروخية، فضلا عن قيام سلاح الجو بقصف 65 هدفا في مدينة الباب وبلدة بزاعة ليل الأحد حيث تم تدمير 59 مبيتا، و4 مقرات، وحاجزين.
وأشار البيان إلى إصابة 8 عناصر من «داعش» من إجمالي من تم تحييدهم (يقصد الجيش التركي بالتحييد القتل والإصابة والاستسلام أو القبض على العناصر). في الوقت نفسه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام والقوات المتحالفة معه تقدمت باتجاه مدينة الباب، أمس، وقطعت آخر خط إمداد رئيسي يصل إلى معاقل التنظيم الواقعة في الشرق باتجاه العراق.
ونقلت «رويترز» عن المرصد ومقره بريطانيا، قوله، إن قوات النظام ومقاتلي «حزب الله» اللبناني حققوا مكاسب جنوب شرقي الباب ليل الأحد، بإسناد من كتائب المدفعية والدبابات الروسية مع قصف جوي وصاروخي.
وبات تنظيم داعش محاصرا بالكامل في مدينة الباب، في شمال سوريا، بعد تقدم قوات النظام السوري جنوب المدينة التي يحاصرها الجيش التركي وفصائل الجيش الحر من الجهات الثلاث الأخرى، وفق ما أكده المرصد أمس.
وتوجد القوات التركية والفصائل السورية المشاركة في عملية «درع الفرات» حاليا على أطراف الباب من الجهات الشمالية والشرقية والغربية.
في الوقت نفسه قالت مصادر عسكرية تركية إن القوات التركية والجيش السوري الحر تضع سلامة أرواح المدنيين على رأس أولوياتها في عملية تحرير الباب من يد «داعش»، وهو ما يحد من سرعة السيطرة عليها منعا لسقوط خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
وانطلقت عملية «درع الفرات» في 24 أغسطس (آب) الماضي وتتركز معاركها منذ ديسمبر (كانون الأول) على مدينة الباب مع دعم متقطع لطيران التحالف الدولي.
ووفقا للمصادر، يعد استخدام التنظيم المدنيين كدروع بشرية هو التحدي الأكبر الذي يواجه القوات التركية والجيش السوري الحر، في عملية تحرير الباب التي انطلقت منتصف ديسمبر (كانون الأول).
وأضافت المصادر أنه قبل إقدام القوات التركية والجيش السوري الحر على قصف مواقع التنظيم، يجري التأكد من عدم وجود مدنيين، فضلا عن رصد أهداف التنظيم عبر وسائط متنوعة.
وبحسب المعلومات الواردة من القوات التركية، فإن التنظيم يستخدم أحد المساجد ومشفى ميدانيا في مركز الباب كمقرين له، لكن القوات التركية لم تقصفهما بل تكتفي برصدهما.
وجاء اختيار القوات التركية والمعارضة محاصرة الباب من الغرب والشرق والشمال لكسر، مقاومة التنظيم، بدلا عن الدخول السريع إليها لتفادي وقوع قتلى بين صفوف المدنيين.
وأعلنت هيئة الأركان التركية أن عملية «درع الفرات» أسفرت حتى السبت الماضي، عن تحرير 228 منطقة سكنية بين مدينتي جرابلس وأعزاز، شمال سوريا، والسيطرة على مساحة 1.880 كم، على عمق 35.1 كم داخل الأراضي السورية.
«درع الفرات» تسيطر على الباب من 3 جهات... والنظام يقطع الإمدادات جنوبًا
رئيس الأركان التركي يتفقد الوحدات على حدود سوريا
«درع الفرات» تسيطر على الباب من 3 جهات... والنظام يقطع الإمدادات جنوبًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة