هاورد ويب لـ «الشرق الأوسط»: اتحاد الكرة السعودي «خيب ظني»

اعترف باتصالات هاتفية مع «رؤساء أندية»... واستغرب قرار الزيادة

هاورد ويب خلال حضوره لتدريبات الحكام السعوديين مؤخرًا («الشرق الأوسط»)
هاورد ويب خلال حضوره لتدريبات الحكام السعوديين مؤخرًا («الشرق الأوسط»)
TT

هاورد ويب لـ «الشرق الأوسط»: اتحاد الكرة السعودي «خيب ظني»

هاورد ويب خلال حضوره لتدريبات الحكام السعوديين مؤخرًا («الشرق الأوسط»)
هاورد ويب خلال حضوره لتدريبات الحكام السعوديين مؤخرًا («الشرق الأوسط»)

كشف البريطاني هاورد ويب مدير دائرة التحكيم المنبثقة عن لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي قدم استقالته من منصبه أنه تفاجأ بشكل كبير بقرار اتحاد الكرة بزيادة عدد الحكام الأجانب من 5 أطقم تحكيمية إلى 8 أطقم، موضحا أن تقريره النهائي الذي قدمه رسميا إلى مجلس الإدارة أوصى بتخفيض العدد إلى 3 أطقم وليس الزيادة، وذلك وفق خطة التطوير التي قام بها في السنوات الأخيرة الماضية.
وقال هاورد ويب في حواره الخاص لـ«الشرق الأوسط» عقب تقديمه استقالته لمجلس الإدارة إن اتحاد الكرة استعجل في اتخاذ القرار، موضحا أن الرسالة للحكام السعوديين كانت واضحة جدا وهي عدم الثقة فيهم من قبل الأندية السعودية كونها هي صاحبة القرار في هذا الأمر.
هاورد ويب قال الكثير في حواره لـ«الشرق الأوسط» فكان التالي:
* هل قرار استقالتك من منصب «رئيس دائرة التحكيم» تم بناء عن قناعة أم ضغوطات مورست عليك؟
- لا أخفي عليك أن القرار كان صعبا جدا ولا أود ترك العمل في السعودية، حيث وجدت الإمكانيات والدعم سواء من الاتحاد السابق برئاسة أحمد عيد أو الاتحاد الحالي برئاسة الدكتور عادل عزت، وهذا القرار هو الثاني في حياتي التحكيمية، حيث كان القرار الأول كان اعتزالي للتحكيم، إضافة إلى ذلك لو استمررت في العمل لوجدت الدعم نفسه والاهتمام، وللأمانة كنت أريد المواصلة ولكن الظروف كانت أقوى من ذلك بعد أن تم الاتفاق في التوقيت نفسه مع الاتحاد الأميركي لكرة القدم للعمل مع لجنة الحكام.
* هل كان لقرار زيادة عدد الحكام الأجانب إلى 8 دور كبير ومؤثر في اعتذارك عن المواصلة، خصوصا أنك كنت تطالب الاتحاد القديم بتقليص عدد الحكام الأجانب من 5 إلى 3 مباريات لكل ناد؟
- بالفعل خاب ظني في القرار الذي صدر من الاتحاد الجديد ولكنه ليس العامل الأساسي في تقديم استقالتي وترك العمل، فنحن نتعامل مع حكام سعوديين على مستوى عال، ولكن ما نشاهده في الفترة الحالية أن معظم المباريات يديرها حكام أجانب وبالتالي ربما يؤثر في كيفية العمل، وأتمنى من الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يغير من منهجيته في العمل الذي يتعلق بالتحكيم، ووضع الثقة بالحكام السعوديين.
* هل ترى أن اتحاد الكرة استعجل في قرار الزيادة خصوصا أنه أول اجتماع للاتحاد المنتخب؟
- نعم استعجل في القرار بدليل أن الشهر الماضي قاد الحكام الأجانب 9 مباريات في الدوري السعودي للمحترفين ومباراة واحدة في كأس الملك، وهذا يعتبر عددا كبيرا مقارنة بالعناصر الموجودة من الحكام السعوديين الذين قدموا مستوى أكثر من رائع، وأنا هنا لا أتهم أحدا سواء الرئيس أو أعضاء مجلس الإدارة كونهم اتخذوا هذا القرار في أول اجتماع، وأعتبره أمرا مفاجئا، ولكن الرسالة كانت واضحة من هذا القرار هو عدم الثقة من قبل الأندية في الحكم السعودي.
* كيف تقيم مستوى الحكم السعودي؟
- هنالك إحصائية تم استحداثها من خلال برنامج (بروزون) يكشف عدد الأخطاء التحكيمية المؤثرة والتي تحدث فارقا كبيرا في النتائج، وبعد استقصاء جميع الحالات التحكيمية التي ارتكبها الحكام السعوديون وجدنا أن عدد الأخطاء التحكيمية قل بنسبة كبيرة مقارنة في الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي ومباريات الدور الثاني.
* هل تعتقد أن قرار اتحاد الكرة كان له دور في ظل الضغوطات والانتقادات المستمرة من قبل الأندية ووسائل الإعلام اتجاه التحكيم؟
- يجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يكون قويا في قراراته، وأن يتخذ الإجراءات التي تسهم في تطوير مستوى الحكام والتحكيم، وأن يجدد الثقة بالحكام السعوديين وكيفية تطوير مستواهم مستقبلا، وأن تكون لهم الأولوية، فالحكم يحتاج إلى وقفة الجميع، ومن خلال الزيارات التي قمت بها للأندية مع فريق العمل وجدت أن أغلب الأندية تبحث عن أخطاء قرارات الحكام من خلال عرض الأخطاء التحكيمية في المباريات التي يكون فريقهم طرفا فيها، وهذا جانب سلبي باستثناء ناد تفاجأت أنه عرض إيجابيات قرارات الحكم ولو رجعنا للإحصاءات التي قمنا والتي تخص الأخطاء التحكيمية نجد وجود 27 خطأ مؤثرا في الموسم الماضي بنسبة 21 في المائة من مجموع المباريات، في حين هذا الموسم لم تتجاوز الأخطاء 15 خطأ مؤثرا بنسبة 17 في المائة، وأنا أتحدث عن التاسع جولات الأولى.
أيضا ما يتعلق بحضور الحكام الأجانب نجد في عام 2013 تم قيادة 9 مباريات فقط في الدوري السعودي، وفي عام 2014 زاد إلى 14 مباراة، وارتفع العدد إلى الضعف 28 مباراة في 2015، ثم قل العدد في 2016 إلى 22 مباراة، ووجدنا أن جميع الأندية لم تتجاوز 4 مباريات للاستعانة بالحكم الأجنبي، وبعض الأندية لم يتجاوز مباراة أو مباراتين، ومن خلال هذه الإحصائية وجدنا فرصة لبناء الثقة بالحكم السعودي هو إحضار حكام أجانب على مستوى عال من الإمكانات والخبرة، وشاركوا في قيادة مباريات دولية وبطولات كبيرة فتم الاستعانة بحكام كأس أمم أوروبا التي أقيمت مؤخرا في فرنسا، حيث تم اختيار 13 حكما من أصل 19 حكما، وشاركوا في إدارة مباريات المسابقات السعودية، وكان لدي أمل في تقليص عدد الحكام من 5 إلى 3 بعد أن تم تقديم اقتراح بهذا الخصوص، ولكن للأسف جاء القرار الأصعب الذي اعتبره مفاجأة، وهو رفع سقف الحكام الأجانب إلى 8 مباريات لكل ناد.
* كيف ترى مستقبل التحكيم السعودي بعد رحيلك؟ وما الحل في علاج الأخطاء التحكيمية المؤثرة من قبل بعض الحكام؟
- من وجهة نظري وحسب التقارير التي وصلتني وأيضا متابعتي عن كل حكم أجد أن مستقبل التحكيم السعودي لا خوف عليه، حيث توجد قاعدة جيدة للحكام ويحتاجون فقط للاهتمام والدعم والمتابعة وتوفير جميع الإمكانيات وسبل الراحة، ولدينا الآن أسماء يسيرون بالطريق الصحيح، ولعل أبرزهم حكام النخبة الآسيوية، ففهد المرداسي يعتبر أفضل ثاني حكم في آسيا، وأيضا تركي الخضير وشكري الحنفوش ومحمد الهويش، وغيرهم من الحكام أمثال عبد الرحمن السلطان وسلطان العمري، ولا بد أن تكون الرؤية واضحة، وهنالك بعض من الحكام يتأثرون بالضغوط وما يكتب في الإعلام، وخوفا من الأحداث التي تصاحب المباريات وحتى تتلاشى هذه العوامل لا بد أن يأخذوا نصيبهم من الثقة ولا يتأثرون بالإعلام، ووصلنا أنهم لا بد أن يأخذوا الحيطة والحذر.
* هل تلقيت مكالمات أو رسائل من رؤساء الأندية السعودية تتعلق بالأخطاء التحكيمية؟
- نعم تلقيت الكثير من المكالمات والكثير من الحوارات، واعذرني عن أسماء الأندية، وسبق وأن قمت بزيارة لكثير من الأندية، وقدمت لهم رقمي الخاص من أجل التواصل ومناقشة كل ما يتعلق بالمباريات، وكما ذكرت البعض يتصلون لمعرفة بعض الأخطاء، وكنت أرد عليهم بكل رحابة صدر.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».