المنتخب المصري يتطلع للوصول إلى كأس العالم لمسح أحزان خسارة اللقب الأفريقي

السيسي استقبل أعضاء الفريق وأشاد بإنجازهم وطالبهم بالاستمرار على نفس النهج البطولي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله منتخب بلاده العائد من كأس أمم أفريقيا («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله منتخب بلاده العائد من كأس أمم أفريقيا («الشرق الأوسط»)
TT

المنتخب المصري يتطلع للوصول إلى كأس العالم لمسح أحزان خسارة اللقب الأفريقي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله منتخب بلاده العائد من كأس أمم أفريقيا («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله منتخب بلاده العائد من كأس أمم أفريقيا («الشرق الأوسط»)

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس بعثة منتخب مصر لكرة القدم لدى وصولها إلى مطار القاهرة الدولي عقب إحراز المركز الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية بالغابون.
وأشاد السيسي بالفريق وأدائه في البطولة، وأكد للاعبين أنهم أسعدوا جميع المصريين، قبل أن يشاركهم في صورة تذكارية.
وكانت مصر تجرعت مرارة نفس الكأس التي اعتادت أن تذيقها للمنافسين في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم لكن قد يكون بوسعها نسيان هذا الأمر، وقبل حتى أن تنطلق البطولة القارية المقبلة بالكاميرون في 2019.
وكانت مصر - صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس الأمم - تمني نفسها بإحراز اللقب للمرة الثامنة احتفالا بالعودة للمشاركة في البطولة التي توجت بلقبها في مشاركتها الأخيرة في 2010.
لكن جاء هدف من البديل فينسن أبو بكر على عكس ما اشتهى المصريون وأوقف سلسلة من 24 مباراة متتالية بلا هزيمة - إذ كان التعثر الأخير بالبطولة يعود إلى 2004 - والأسوأ أنه منح الكاميرون اللقب الخامس مساء أول من أمس.
هذا الهدف الذي جاء في اللحظات الأخيرة وكان أشبه بالضربة القاضية منح الكاميرون الانتصار 2 - 1 لتكمل انتفاضة رائعة بعد التأخر بهدف في الشوط الأول سجله محمد النني لاعب وسط آرسنال.
وثأرت الكاميرون لنفسها من الخسارة أمام مصر 1 - صفر في نهائي 2008، وكذلك من التعثر بركلات الترجيح في مصر في نهائي 1986 أيضًا.
وقد سبق لمصر أن حققت انتصارين خلال كأس الأمم بالغابون بفضل التسجيل قرب النهاية. ففي المرة الأولى فازت 1 - صفر على أوغندا بعدما هز عبد الله السعيد الشباك لينعش آمال مصر في التقدم بالمسابقة عقب التعادل دون أهداف في المباراة الافتتاحية بمنافسات المجموعة الرابعة.
وفي المرة الثانية صعقت مصر منتخب المغرب بفضل هدف من البديل محمود عبد المنعم «كهربا» ليصعد ببلاده إلى قبل النهائي حيث فاز المصريون بركلات الترجيح أمام بوركينا فاسو.
ومع وصول مصر - على عكس التوقعات - إلى النهائي تضاعفت آمال المشجعين في استعادة أمجاد الجيل السابق بقيادة المدرب حسن شحاتة، الذي فاز بكأس الأمم ثلاث مرات متتالية بداية من 2006 ودون أي هزيمة. وليس ذلك فقط بل وصلت أحلام الملايين من المصريين إلى التتويج باللقب الأفريقي للمشاركة في كأس القارات في روسيا بعد أشهر قليلة من العام الحالي لتكون بمثابة تجربة للاعبين قبل كأس العالم 2018.
وتسير مصر بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر بخطى ثابتة في تصفيات كأس العالم بعد الفوز على الكونغو وغانا في أول جولتين من تصفيات الدور الحاسم لتتصدر مجموعتها قبل مباراتين متتاليتين مع أوغندا.
وبعد خسارة اللقب الأفريقي اجتمع هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري باللاعبين والجهاز الفني وتمسك بالإبقاء على كوبر مع تحويل التركيز على تعويض ذلك بتأجيل السفر إلى روسيا إلى العام المقبل.
وطالب أبو ريدة اللاعبين والجهاز الفني بأن يعوضوا ذلك بتحقيق حلم الشعب المصري بالوصول إلى نهائيات كأس العالم وطالبهم بالعودة مرفوعي الرأس وحذرهم من أي إحباط أو يأس جراء خسارتهم المباراة النهائية.
وبالفعل فإن الحلم الأكبر للمصريين يتمثل في المشاركة في كأس العالم ولأول مرة منذ 1990 خصوصًا مع الانفراد بالرقم القياسي في الفوز بلقب كأس الأمم وبعد النجاحات القارية في السنوات الماضية.
وستكون الفرصة متاحة أمام كوبر لتدعيم التشكيلة الحالية لمصر بمزيد من العناصر المؤثرة قبل أن يبدأ مشوار تصفيات كأس الأمم 2019 في ضيافة تونس في يونيو (حزيران) المقبل.
لكن إذا نجح كوبر بعد ذلك في الفوز ذهابًا وإيابًا على أوغندا في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) المقبلين فإنه قد يضمن إعادة مصر لكأس العالم عند استضافة الكونغو في أكتوبر (تشرين الأول) وقبل أن يلعب في ضيافة غانا في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم في الشهر التالي.
وإذا تحقق ذلك سيكون بوسع كوبر التخلص من «حالة النحس» التي تلازمه بقوة بعدما اعتاد خسارة المباريات النهائية الحاسمة بشكل متكرر على مستوى الأندية سواء في إسبانيا أو إيطاليا أو حتى بعد الهزيمة القاسية أمام الكاميرون.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».