حفتر يدعو لإجراء انتخابات حرة ويتعهد بالقضاء على الإرهاب

قال إنه يتوقع من إدارة ترمب دعم الجيش الليبي

حفتر يدعو لإجراء انتخابات حرة ويتعهد بالقضاء على الإرهاب
TT

حفتر يدعو لإجراء انتخابات حرة ويتعهد بالقضاء على الإرهاب

حفتر يدعو لإجراء انتخابات حرة ويتعهد بالقضاء على الإرهاب

دعا أمس المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، إلى إجراء انتخابات حرة يختار الليبيون عبرها من يحكمهم، قائلا: «لا نريد أن نذهب من مرحلة انتقالية إلى أخرى. نريد بلدا وحكومة».
وقال حفتر، الموالي للبرلمان المعترف به دوليًا شرق ليبيا، إنه يتوقع من الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب موقفا مماثلا لموقف روسيا المؤيد للمواجهة التي يقوم بها الليبيون ضد الإرهاب.
وتابع في حديث نشرته أمس أسبوعية «لوجورنال دي ديمانش» الفرنسية: «نتوقع منه موقفا إيجابيا لدعم الجيش الليبي في مواجهة التنظيمات المتطرفة»، عادًا أن «فرنسا دولة صديقة، وساعدت الجيش الوطني بالمعلومات والاستطلاع وفي مجال الأمن».
وأوضح أن «هذا الموقف محفوظ لفرنسا وللشعب الفرنسي، والشعب الليبي لن ينسى في ذاكرته هذا الموقف، وسيضع لفرنسا مكانتها عند إطلاق عملية إعادة الإعمار وفتح الاستثمار في البلاد». لكنه قال في المقابل إن «فرنسا تساند سياسيا أطرافا ليست لديها أي سلطة»، في إشارة إلى حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج، الذي أوضح أنه مستعد لمقابلته شريطة أن يسكت من وصفهم بـ«ثلة المتملقين» من حوله.
ووصف حفتر العلاقات مع روسيا بأنها استراتيجية، وأعرب عن أمله في تفعيل الاتفاقات والعقود الموقعة معها. وأكد حفتر أن قواته تسيطر على نحو 95 في المائة من الأراضي في ليبيا، محذرا المجموعات التي تخطط لأي هجوم على مرافق ومنشآت النفط، بأن «الرد سيكون قاسيا هذه المرة».
وقال حفتر إنه مصمم على مواصلة التصدي للمجموعات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا، لا سيما تنظيمي «القاعدة» و«داعش». وأوضح أن الجيش الليبي الذي يقوده يبلغ قوامه 50 ألف جندي، وأن نواته الأولى لم تكن تتعدى 300 شخص فقط، مؤكدا أنه لن يترك المجموعات الإرهابية تهدأ إلا إذا قبلت بمغادرة ليبيا.
وتواصل قوات الجيش حصارها على مواقع الجماعات الإرهابية داخل منطقة «العمارات الـ12» في محور بوصنيب بغرب مدينة بنغازي في شرق ليبيا، حيث أعلنت قوات الصاعقة فقدان 33 جنديًا، وجريح 20 آخرين، خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال الناطق الرسمي باسم «الصاعقة» إن معظم الضحايا سقطوا في معارك تحرير بوصنيب وقنفودة، بالإضافة إلى انفجار ألغام أرضية.
إلى ذلك، قال أمس المتحدث باسم خفر السواحل الليبي إن قواته أنقذت أكثر من 120 مهاجرا قبالة سواحل طرابلس، كما ضبطت 1131 مهاجرا على الأقل قرب مدينة صبراتة غرب البلاد خلال 7 أيام.
وأوضح أيوب قاسم أن خفر السواحل اعترض 431 مهاجرا على 4 زوارق مطاطية قبالة ساحل صبراتة يوم الخميس الماضي، وزهاء 700 نهاية الشهر الماضي كانوا على متن 3 مراكب خشبية في المنطقة نفسها، لافتا إلى أن المهاجرين غير الشرعيين ينتمون إلى عدة دول من أفريقيا جنوب الصحراء، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
وأضاف أنه كان بين المحتجزين مهاجرون من سوريا وتونس وليبيا والأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أن المهربين حاولوا منع خفر السواحل من ضبط المهاجرين على القوارب واعتقالهم، بفتح النار على خفر السواحل، موضحا أن القوات ردت بإطلاق النار إلى أن انسحب المهربون.
ووقع السراج مساء الخميس الماضي في العاصمة الإيطالية روما مع رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جينتيلوني،، مذكرة تفاهم لمكافحة الهجرة وعمليات التهريب.
وبموجب المذكرة الجديدة، ستدعم إيطاليا جهود حكومة السراج للسيطرة والرقابة على الحدود الجنوبية لليبيا، كما ستقدم روما نظاما لمراقبة الحدود تم الاتفاق عليه بالفعل في عام 2012.
وقال السراج إن الاتفاق «يشمل أيضًا دعم جهودنا لحماية الحدود الجنوبية لليبيا التي يتدفق منها مهاجرون»، معربا عن رفضه القاطع أن «يؤسس هذا الاتفاق أو غيره بأي صورة كانت لفكرة التوطين أو يمس بالسيادة الوطنية الليبية».
وفي غياب قوة جيش أو شرطة نظامية، تتولى ميليشيات مهمة خفر السواحل، وغالبا ما تتهم بالتواطؤ، وصولا إلى الضلوع في عمليات التهريب، حيث أصبحت ليبيا نقطة رئيسية لسفر المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا منذ إغلاق الطريق إلى تركيا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.