ذكرت مصادر مقربة من الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي وصل إلى لندن أمس، في زيارة رسمية، يسعى إلى تشكيل حلف أوروبي جديد يعمل ضد المواقف الرسمية للاتحاد الأوروبي، المناهضة لسياسات إسرائيل، خصوصًا في توسيع المشروع الاستيطاني في القدس والضفة الغربية، والداعمة للموقف الفلسطيني بالعودة للمفاوضات بموجب حل الدولتين.
وقالت هذه المصادر إن نتنياهو سيطرح هذه الفكرة لأول مرة، اليوم (الاثنين)، على رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، عندما يبحث معها في الملف الفلسطيني. ومضمون اقتراحه هو أن تعمل إسرائيل مع بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، لتشكيل «جبهة» مع هذه الدول لـ«مواجهة سياسات الاتحاد الأوروبي المناهضة لإسرائيل». وتضيف المصادر أن «نتنياهو تحدث عن هذا الحلف بحماس، قبل أن يفحص إذا كان هناك من يتجاوب معه في أوروبا»، بل كان هناك من اعتبره موقفًا سخيفًا. فقد تساءل المراسل السياسي لصحيفة «معريب»: «هل يعقل أن يقف الأوروبيون ضد الأوروبيين فقط من أجل عيون نتنياهو؟». لكن رجال نتنياهو دافعوا عن الفكرة، وقالوا إنها ستفضي إلى «ترسيخ قواعد الحلف مع الدول الأوروبية، بهدف تشكيل جبهة أوروبية داعمة لإسرائيل، وذلك في ظل التحولات السياسية الإقليمية والعالمية، والخروج المرتقب لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والانتخابات في فرنسا التي ترجح صعود حكومة تيار اليمين، التي ستكون مريحة هي الأخرى لإسرائيل وسياساتها».
وكان رئيس الائتلاف الحكومي في إسرائيل، النائب عن الليكود ديفيد بيتان، قد تحدث عن هذا الحلف لدى عودته من لندن، أمس، حيث شارك في نهاية الأسبوع في مهرجان حاشد بمشاركة الجالية اليهودية في العاصمة البريطانية، فقال: «رئيس الحكومة سيحاول استغلال الظروف التي نشأت في أوروبا من أجل تشكيل جبهة داعمة لإسرائيل، وستعتمد هذه الجبهة على حلف قوامه الدول العظمى: بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا». وقال بيتان إنه لا يستبعد أن يلقى هذا الحلف تأييد الرئيس الأميركي دونالد ترمب «الذي يقيم جبهة موحدة لأميركا وبريطانيا، وذلك من أجل عدم البقاء معزولاً بسياساته وأجندته، في أعقاب موجة الانتقادات التي توجه إليه منذ توليه منصبه».
وحسب مصادر سياسية إسرائيلية، فإن نتنياهو بهدف تحقيق هذا الحلف والجبهة الداعمة لإسرائيل وترمب، سيطلب من رئيسة وزراء بريطانيا أن تتعمد الإدلاء بتصريحات، خلال الأشهر المقبلة، داعمة لإسرائيل وتصب في مصلحتها، وأن تعزز الدعم والتضامن العلني البريطاني مع إسرائيل، وأضافت أن نتنياهو وماي سيبحثان اليوم إبرام اتفاقيات مستقبلية بين البلدين، خصوصًا عقب الانسحاب الفعلي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث يستغل نتنياهو هذه الظروف من أجل تعزيز التقارب بين لندن وتل أبيب، وإبعاد بريطانيا عن الجبهة المناهضة لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي. وسيطلب نتنياهو من رئيسة الوزراء ماي عدم التصويت ضد إسرائيل، مستقبلاً، في مؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وعدم دعم المبادرة الفرنسية للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وكذلك أن تتعهد بريطانيا بمراقبة الاتفاق النووي، وإلزام إيران بتطبيق بنود الاتفاق كاملة.
نتنياهو يقترح حلفًا أوروبيًا يؤيد إسرائيل وإدارة ترمب
نتنياهو يقترح حلفًا أوروبيًا يؤيد إسرائيل وإدارة ترمب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة