كأس العالم الموسعة من أجل مزيد من المال

القائمون على الـ«فيفا» يولون اهتماماً للأرباح والسياسة أكبر من كرة القدم

إنفانتينو رئيس الـ«فيفا» الجديد صاحب فكرة توسيع المشاركة بالمونديال (إ.ب.أ)
إنفانتينو رئيس الـ«فيفا» الجديد صاحب فكرة توسيع المشاركة بالمونديال (إ.ب.أ)
TT

كأس العالم الموسعة من أجل مزيد من المال

إنفانتينو رئيس الـ«فيفا» الجديد صاحب فكرة توسيع المشاركة بالمونديال (إ.ب.أ)
إنفانتينو رئيس الـ«فيفا» الجديد صاحب فكرة توسيع المشاركة بالمونديال (إ.ب.أ)

نجح جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في إقرار نظام جديد لبطولة كأس العالم يقوم على مشاركة 48 فريقًا. ويتعين على الرافضين لهذا التعديل، ومعظمهم من أوروبا، أن يدركوا أن البطولة في صورتها الحديثة دائمًا ما اهتمت بالمال والسياسة بقدر أكبر من اهتمامها بكرة القدم.
مر أقل من عام منذ أن وقف جياني إنفانتينو مشدوهًا من تصريفات القدر أمام مجلس الـ«فيفا»، بينما كان يضع يده على قلبه وبدا غير مصدق أنه أصبح بالفعل رئيسًا لـ«فيفا». والآن، نجح إنفانتينو في إقرار تغيير تاريخي كاسح لتضم بطولة كأس العالم 48 فريقًا. ومع ذلك، لا يبدو الأمر مثيرًا للدهشة بالنظر إلى أن الرجل السويسري سبق وأن طرح فكرة توسيع دائرة المشاركة في البطولة خلال الفترة التي سعى خلالها لكسب أصوات لنيل رئاسة الاتحاد، ليرتقي على أنقاض مسيرة رئيسه السابق في «يويفا»، ميشيل بلاتيني، وجوزيف بلاتر، رئيس «فيفا». ومع تقلده رئاسة الـ«فيفا»، سرعان ما تحرك إنفانتينو نحو تنفيذ ما وعد به.
وبضمه 16 دولة إضافية إلى البطولة الدولية الكبرى، يكون بذلك مرشح القارة الأوروبية والذي تعهد بتطهير الـ«فيفا» من إرث سلفه بلاتر الذي ألم به العار، قد أقدم على خطوة يعارضها غالبية مسؤولي كرة القدم الأوروبيين. وتبدو الفكرة الرئيسية وراء الانتقادات واضحة، وهي أن توسيع دائرة المشاركة تزيد من الأحمال على منافسة تضم بالفعل 32 دولة، مع تأهل دولتين من بين كل 3 دول مشاركة خلال الجولة الأولى.
ومن المقرر الآن أن يشرك إنفانتينو مزيدًا من الدول، والتي تشارك في التصويت لاختيار رئيس الاتحاد، في أبرز وأهم بطولة كروية على مستوى العالم. وبالنظر إلى التوقعات الصادرة عن الـ«فيفا» ذاتها، فإن توسيع دائرة المشاركة عبر مساحة جغرافية أوسع من العالم وضم 16 سوقًا كروية محلية إضافية للبطولة، من شأنه إضافة ما يقرب من مليار دولار إلى عائدات الاتحاد، و640 مليون دولار أرباحًا، من وراء تعاقدات البث التلفزيونية والرعاة التجاريين.
والمؤكد أن هذه الأموال الضخمة كانت حاضرة بوضوح في أذهان أعضاء المجلس الموسع لـ«فيفا» البالغ عدد أعضائه 36، أثناء مناقشتهم هذا التغيير التاريخي المقترح قبل طرحه للتصويت. في الواقع، لقد فاز إنفانتينو نفسه بغالبية أصوات الـ209 دول صاحبة الحق في التصويت داخل «فيفا»، فبراير (شباط) الماضي، بعدما غير رأيه وأطلق تعهدًا للوفود المشاركة بأن: «مال الـ(فيفا) هو مالكم». وتعهد بأن تحصل كل دولة على 5 ملايين دولار سنويًا لأغراض التنمية من الـ«فيفا»، وبالتأكيد كان الجميع مدركًا لحقيقة أن هذا المال لا بد أن يأتي من مصدر ما.
ومن هنا، ظهرت الأصوات التي تتهم إنفانتينو، السياسي السويسري المهتم بكرة القدم، بالمضي قدمًا في الأساليب ذاتها الرامية لاستغلال المال في كسب الأصوات التي انتهجها أسلافه: جواو هافيلانغ، الذي انتخب عام 1974 بناءً على وعود أطلقها بتوسيع دائرة المشاركة في بطولة كأس العالم، وبلاتر الذي نجح في الاستمرار في رئاسة الـ«فيفا» منذ عام 1988 من خلال عمله على ضمان استمرار تدفق الأموال المخصصة للتنمية على اتحادات كرة القدم التي تتمتع بصوت في الانتخابات.
من ناحية أخرى، تعالت اعتراضات من جانب اتحاد الأندية الأوروبية قبل إقرار هذا التغيير، وأعلن رئيسه كارل هاينز رومنيغه، أحد نجوم كأس العالم في السابق، أنه: «يتعين علينا التركيز على الرياضة ذاتها من جديد، ولا ينبغي أن تتحول السياسة والتجارة إلى الأولوية الأولى بعالم كرة القدم».
ومع ذلك، ينبغي على مسؤولي كرة القدم الأوروبيين الحرص على عدم الإفراط في انتقادهم لفكرة توسيع نطاق المشاركة بالبطولة، ذلك أنه بالنسبة لاتحاد الأندية الأوروبية، الذي يمارس جهود ضغط لخدمة مصالح أكثر أندية العالم ثراءً، ورومنيغه، رئيس أغنى خامس ناد في العالم، بايرن ميونيخ، الذي حقق أرباحًا بقيمة 627 مليون يورو خلال موسم 2015 - 2016، فإن توجيه سهام النقد إلى قرار يعطي الأولوية إلى «الجانب التجاري» لا يبدو مستساغًا داخل جنبات الـ«فيفا»، وسيسود تشكك لدى اتحادات كرة القدم الأخرى من مختلف أرجاء العالم بأن اعتراضات اتحادات الكرة الأوروبية ذاتها نابعة من اعتبارات «تجارية»، مثل الرغبة في الحفاظ على هيمنة الأندية على عوائد البث التلفزيوني وتعاقدات الرعاية التجارية، وحماية اللاعبين الدوليين المحترفين لدى هذه الاتحادات من خوض قدر مفرط من المباريات خلال الصيف.
المعروف أن بطولة كأس العالم نجحت في ترسيخ وجودها كأبرز وأعظم بطولة كروية في العالم، لكن أعداد الفرق المشاركة بها دائمًا ما شكلت قضية سياسية مثيرة للجدل. على سبيل المثال، تنامت مشاعر السخط في أوساط الدول الأفريقية التي رأت الدول الأوروبية تستحوذ على النصيب الأكبر من المشاركة في البطولة حتى بعد سنوات من نيل نظيراتها الأفريقية استقلالها وسعيها لبناء منتخبات وطنية قوية. وعليه، قاطعت الدول الأفريقية منافسات التأهل لبطولة كأس العالم عام 1966 التي اقتنصتها إنجلترا، بسبب تخصيص مكان واحد فقط للقارة السمراء وآسيا من بين 16 دولة مشاركة.
وعليه، جاء تعهد هافيلانغ بتوسيع دائرة المشاركة، الأمر الذي تحقق بالفعل عام 1982 بزيادة أعداد الدول المشاركة إلى 24. وجرى توسيع دائرة المشاركة مجددًا عام 1998 إلى 32 دولة، كاستجابة لذات الضغوط والديناميكيات الانتخابية والوعود المالية.
وتأتي زيادة أعداد المشاركين إلى 48 دولة الآن في إطار الاستمرار على النهج ذاته. يذكر أنه لم يتحدد بعد عدد الدول المشاركة من كل إقليم بالعالم، وإن كان النصيب الأكبر سيبقى من حظ أوروبا. وعليه، فإن بطولة كأس العالم التي تحصد بالفعل 4 مليارات دولار من وراء تعاقدات البث التلفزيوني والرعاية التجارية من جانب مؤسسات تجارية عملاقة، مثل «كوكا كولا» و«أديداس» وغيرهما، ضمت الآن إلى جنباتها 16 عضوًا جديدًا، لتثبت البطولة من جديد أن اهتمامها ينصب على التجارة والسياسة بقدر ما ينصب على المجد الرياضي، الأمر الذي يعيه رئيس الـ«فيفا» الجديد جيدًا.



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.