توافق مصري إماراتي حول معالجة أزمات سوريا وليبيا ومكافحة الإرهاب

وزيرا خارجية مصر والإمارات اتفقا على إنشاء آلية تشاور سياسية تعقد كل ستة أشهر

وزير خارجية الإمارات لدى استقباله نظيره المصري في ابو ظبي أمس («الشرق الأوسط»)
وزير خارجية الإمارات لدى استقباله نظيره المصري في ابو ظبي أمس («الشرق الأوسط»)
TT

توافق مصري إماراتي حول معالجة أزمات سوريا وليبيا ومكافحة الإرهاب

وزير خارجية الإمارات لدى استقباله نظيره المصري في ابو ظبي أمس («الشرق الأوسط»)
وزير خارجية الإمارات لدى استقباله نظيره المصري في ابو ظبي أمس («الشرق الأوسط»)

التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي، مع وزير الخارجية المصري سامح شكري ناقلا رسالة شفهية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. تتضمن تقدير مصر قيادة وشعبًا للعلاقات الوثيقة والخاصة التي تجمع بين القاهرة وأبوظبي، والتطلع إلى توثيق علاقات التعاون والتنسيق مع دولة الإمارات خلال المرحلة القادمة التي تزداد فيها عوامل عدم الاستقرار والتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي.
فيما أكد الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي خلال اللقاء على العلاقات الثنائية الوثيقة والمتميزة التي تربط بين مصر وشقيقتها الإمارات، مشيرا في هذا إلى ما تحظى به مصر من احترام وتقدير ومكانة خاصة لدى جموع الشعب الإماراتي، ومؤكدًا على تضامن الإمارات الكامل مع مصر في مواجهة التحديات الراهنة، والتطلع إلى التنسيق وتعزيز التشاور بشأن التحديات المتفاقمة التي تواجه المنطقة العربية.
كما شهد اللقاء تبادلاً للرؤى والتقديرات بشأن الأزمات التي تواجه المنطقة العربية، لا سيما الوضع في ليبيا، فضلاً عن الأوضاع في كل من اليمن وسوريا والعراق، وعكس تفاهمًا مشتركًا بين البلدين لمجمل أوضاع المنطقة. كما أكد الجانبان على ضرورة تكثيف وتيرة التشاور وتنسيق المواقف خلال المرحلة القادمة من أجل التوصل إلى حلول سياسية لأزمات الوطن العربي ومكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف، وشددا على أهمية العمل على تنمية العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية. كما التقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، مع نظيره المصري سامح شكري.
وأوضح المتحدث الرسمي للخارجية المستشار أحمد أبو زيد أن وزير خارجية الإمارات جدد موقف بلاده الداعم لمصر سياسيا واقتصاديا، والمؤيِد لحق الشعب المصري في التنمية والاستقرار مشددا في هذا الصدد على حرص الإمارات على تعزيز علاقاتها مع مصر على مختلف الأصعدة، ولافتًا إلى ما تتمتع به مصر من مقومات اقتصادية، فضلاً عن تنفيذها استراتيجيات استثمارية مشجعة تصب في صالح نمو الاقتصاد المصري. وكشف أبو زيد، أن الوزيرين اتفقا على تشكيل آلية تشاور سياسي ثنائية تجتمع كل ستة أشهر، مرة على مستوى وزراء الخارجية والأخرى على مستوى كبار المسؤولين. وقد شهد اللقاء توافقا في رؤى الجانبين بشأن أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها اليمن وسوريا وليبيا، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها، ويساهم في إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية. كما أكد الوزيران على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي، والتي تتطلب تضافرا للجهود وتعزيزًا للتكاتف ووحدة الصف العربي لمواجهتها، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف. وبالنسبة للأزمة السورية، ذكر المتحدث الرسمي باسم الخارجية، أن الوزيرين أكدا على أهمية وجود محادثات جادة بشأن مستقبل سوريا بما يضمن وحدتها وسيادتها الكاملة على أراضيها، وعرض الوزير شكري الجهود التي تقوم بها مصر لمساعدة الأشقاء الليبيين على حل خلافاتهم وتنفيذ اتفاق الصخيرات، معربا عن أمله في أن تفضي هذه الجهود إلى التعجيل بالتوصل إلى حل للخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها ليبيا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.