قبل نحو 10 أعوام، صعد اسم خالد البلطان في البيت الشبابي، وبات محط أنظار جماهير كرة القدم السعودية وليس ناديه فحسب، وذلك بعد أن قلب سياسة النادي من بيع النجوم إلى استقطابهم.
ومنذ أن تسلم البلطان دفة رئاسة نادي الشباب، كانت تصريحاته الإعلامية تشير إلى نهاية زمن بيع النجوم، بل إنه قال مازحا في أحد المؤتمرات الصحافية: «من يفاوض أحد لاعبينا سنقوم بمفاوضة فريقه بأكمله».
حديث البلطان ونهجه الذي سار عليه طيلة فترة عمله بنادي الشباب، لم يكن للاستهلاك الإعلامي، بل تحول لواقع وسياسة مستمرة طيلة تلك الفترة. فالشباب الذي عرف عبر تاريخه بتصدير كثير من الأسماء نحو بقية الأندية، بات يبقيهم في صفوفه ويدخل بشراسة في غالبية الصفقات لضم النجوم الصاعدين من الأندية ذات الإمكانات المتوسطة، رغم بعض الانتقالات التي حدثت في عهد البلطان، لكنها لم تكن بذلك الحجم الذي كانت عليه قبل حضور البلطان.
وعبر التاريخ الرياضي لنادي الشباب، ودع كثير من الأسماء البارزة صفوف الفريق، حيث يعتبر النادي العاصمي أحد أبرز الأندية تصديرا للمواهب في تاريخ كرة القدم السعودية، حيث غادره الهداف الأبرز في تاريخ النادي خالد المعجل، الذي انضم لصفوف فريق النصر قبل اعتزاله، وهي الحال ذاتها التي بدا عليها الثلاثي فؤاد أنور وصالح الداود وفهد المهلل، الذين فضلوا اختتام مشوارهم الرياضي بالنادي الأصفر بعد مسيرة حافلة بالإنجازات لسنوات طويلة في التسعينات الميلادية.
وهناك قائمة طويلة تزخر بأسماء كثير من النجوم الذين ودعوا فريق الشباب نحو أندية مختلفة، يبرز منهم الحارس الدولي سعود السمار الذي اختتم حياته الرياضية في صفوف نادي الاتحاد، في حين يحضر في القائمة ذاتها المهاجم مرزوق العتيبي، والذي اشتهر بلقب «عابر القارات» حيث انتقل للاتحاد في صفقة كانت هي الأغلى تاريخيا حينها.
كما ينضم إلى قائمة النجوم الذين غادروا الشباب، عبد الله الشيحان الذي انتقل صوب نادي الهلال وقاد هجومه لعدة سنوات، إضافة إلى عبد الله الواكد الذي تنقل بين عدة أندية، وكذلك اللاعب عبد اللطيف الغنام الذي ودع الشباب بصفقة انتقال ضخمة حينها، إضافة إلى عبد العزيز الخثران الذي رحل صوب فريق الهلال.
وبعد سنوات قليلة ماضية ودع فيها نادي الشباب التفريط في نجومه، ونجح في الاحتفاظ بهم في ظل السياسة المالية والإدارية المتبعة من قبل إدارة خالد البلطان، الذي نجح في التصدي حينها لعملية انتقال نجمي الفريق الشقيقين عبده وأحمد عطيف صوب نادي النصر، إضافة إلى حسن معاذ الذي حاول نادي الهلال في مرات عدة ضمه دون أن ينجح.
وبدأت سلسلة تفريط نادي الشباب في كثير من الأسماء البارزة بصفوفه، منذ رحيل المهاجم نايف هزازي نحو نادي النصر، في صفقة أحدثت كثيرا من الصخب داخل البيت الأبيض، وأدت إلى تقديم الأمير خالد بن سعد ورقة استقالته من رئاسة النادي، بعد رفضه بيع عقد اللاعب الذي غرد حينها عبر حسابه في «تويتر» بأنه يريد الانتقال نحو النادي الأصفر.
ورغم تقديم الأمير خالد بن سعد، وهو الرجل الذي عاد لكرسي الرئاسة خلفا للمستقيل خالد البلطان ورقة استقالته، فإن الصفقة تمت وانتقل هزازي لفريق النصر بعدما وقع عبد الله القريني ورقة الانتقال قبل أن يعتلي كرسي الرئاسة بصورة مستمرة.
ودع نايف هزازي البيت الأبيض متجها نحو ناديه الجديد النصر، بعد أن تسلم ناديه الشباب مبالغ طائلة، مما يعني أن الشباب في أسوأ الظروف قد استفاد من هذه الصفقة ماديا رغم خسارته الفنية للمهاجم الوحيد في خريطة الفريق.
وفي صيف العام الماضي ودع الشباب لاعبا ثانيا خلال فترة قريبة، حيث وقع الدولي عبد الملك الخيبري لفريق الهلال بعد نهاية عقده مع ناديه الشباب ودخوله للفترة الحرة دون أي توقيع، رغم المفاوضات التي قدمت للاعب حينها، لكنه رفض كل هذه الخيارات وفضل الرحيل نحو البيت الأزرق.
واستغل الهلال ثغرة في لائحة لجنة الاحتراف، ونجح في تقييد اللاعب كهاوٍ إلى جوار الدولي الآخر أسامة هوساوي، وهذا التسجيل من شأنه أن يحرم نادي الشباب من تسلم أي مبالغ مالية مقابل انتقال الخيبري للهلال، حيث تنص اللائحة على تقديم النادي الجديد مبلغا يوازي المقدم للاعب قبل دخوله للفترة الحرة، وهي الأشهر الستة من عقد اللاعب.
وقبل أيام قليلة ودع الشباب اثنين من لاعبيه البارزين في صفوفه دون أن يحصل مقابل ذلك على أي استفادة مادية، حيث انتقل الحارس الشاب محمد العويس لفريق الأهلي، مقابل توقيع الحارس الدولي وليد عبد الله لفريق النصر، وذلك بعد نهاية عقودهم الاحترافية ودخولهم للفترة الحرة التي تجيز لهم التوقيع لأي نادٍ دون الرجوع لناديهم الأصلي.
وفتح رحيل العويس للنادي الأهلي، الباب على مصراعيه لجمهور النادي التي صبت جام غضبها على إدارة النادي برئاسة عبد الله القريني، التي جعلت اللاعب يرحل دون أن يحقق النادي منه أي استفادة ولو كانت مادية في أقل الأحوال. في المقابل بررت الإدارة الحالية ما حدث بأن النادي الأهلي قام بإغراء اللاعب الذي ماطل في التجديد والرد على عرض الشباب، وما زالت القضية قائمة بين الناديين واللاعب في الجهات المختصة باتحاد كرة القدم السعودي.
ولم تمض أيام قليلة على رحيل الحارس العويس حتى فوجئ جمهور نادي الشباب بصدمة جديدة مع مطلع فبراير (شباط) الحالي، تمثلت في انتقال الحارس وليد عبد الله نحو نادي النصر في صفقة انتقال حر كما حدث للعويس، دون أن يستفيد نادي الشباب من أي عوائد مادية مقابل ذلك.
رحيل العويس ووليد عبد الله وقبلهما الثنائي نايف هزازي وعبد الملك الخيبري، أعاد للأذهان ما كان يحدث لفريق الشباب في سنوات مضت بانتقال كثير من الأسماء البارزة في الفريق، مثل صالح الداود وفؤاد أنور وفهد المهلل، إضافة إلى عبد الله الشيحان وعبد اللطيف الغنام وعبد العزيز الخثران، وغيرهم من النجوم.
انتقال نجوم الشباب بشكل تتابعي دون أن يكون لأعضاء شرف النادي وقفة جادة في انتشال الفريق من وضعه الحالي، يزيد من مخاوف الجماهير في انتقال مزيد من الأسماء، خاصة أن الفريق يضم في صفوفه حاليا كثيرا من الأسماء المميزة، يتقدمهم الثنائي الجزائري جمال الدين العمري ومحمد بن يطو، حيث يبرز العمري في خط الدفاع، وبات حاليا أحد أبرز الأسماء في هذا المركز، مما يعني أن عيون وأنظار الأندية ستكون تجاهه، إضافة إلى مواطنه بن يطو المهاجم البارع والاسم الذي تمكن من تقديم نفسه بصورة مغايرة هذا الموسم، وبات يزاحم على صدارة قائمة هدافي الدوري.
وضع نادي الشباب الحالي بات حرجا، ويحتاج لتدخل ووقفة أعضاء شرفه البارزين، ويحضر في مقدمتهم الرمز الشبابي الأمير خالد بن سلطان، الذي يدين له الشبابيون بالكثير، لوقفاته المتعددة مع النادي طيلة تاريخه، إضافة إلى الرئيس الأسبق والشرفي الحالي خالد البلطان، وذلك قبل رحيل مزيد من الأسماء الشابة في صفوف الفريق، والتي من شأنها أن تبعد الفريق عن دائرة المنافسة لسنوات طويلة.
بعد 10 سنوات... الشباب يعود لسياسة بيع النجوم «صاغرًا»
رحيل هزازي والخيبري والعويس ووليد أثار القلق والغضب في المدرج الأبيض
بعد 10 سنوات... الشباب يعود لسياسة بيع النجوم «صاغرًا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة