الحضري يعيد لمصر بهجة الانتصارات بعد طول غياب

المدرب كوبر يأمل أن يفك عقدته مع النهائيات بانتزاع كأس أمم أفريقيا الأحد

الحضري يتصدى بنجاح لركلة الترجيح التي سددها كوفي حارس بوركينا فاسو (إ.ب.أ) - الحضري والمحمدي يحتفلان بتأهل مصر للنهائي (أ.ف.ب)
الحضري يتصدى بنجاح لركلة الترجيح التي سددها كوفي حارس بوركينا فاسو (إ.ب.أ) - الحضري والمحمدي يحتفلان بتأهل مصر للنهائي (أ.ف.ب)
TT

الحضري يعيد لمصر بهجة الانتصارات بعد طول غياب

الحضري يتصدى بنجاح لركلة الترجيح التي سددها كوفي حارس بوركينا فاسو (إ.ب.أ) - الحضري والمحمدي يحتفلان بتأهل مصر للنهائي (أ.ف.ب)
الحضري يتصدى بنجاح لركلة الترجيح التي سددها كوفي حارس بوركينا فاسو (إ.ب.أ) - الحضري والمحمدي يحتفلان بتأهل مصر للنهائي (أ.ف.ب)

عمت مظاهر الفرح شوارع القاهرة بعدما امتلأت بآلاف المصريين المحتفلين بتأهل منتخب بلادهم إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية في كرة القدم، عبر إطلاق العنان لأبواق السيارات والصافرات والتلويح بالإعلام حتى وقت قريب من فجر أمس.
وبلغت مصر النهائي بفوزها على بوركينا فاسو بركلات الترجيح 4 - 3 إثر التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي 1 - 1، في مباراة كان نجمها الحارس المخضرم عصام الحضري، بصده ركلتي ترجيح.
وتحمل مصر الرقم القياسي في عدد ألقاب البطولة (سبعة ألقاب)، علما بأنها غابت عن النسخ الثلاث الأخيرة، منذ إحرازها لقب 2010.
في حال فوز منتخب الفراعنة في النهائي المقرر الأحد في العاصمة الغابونية ليبرفيل، على المتأهل من نصف النهائي الثاني الذي يجمع غانا والكاميرون سيحصد الفريق لقبه الثامن.
وعلى وقع أبواق السيارات، هتف كثيرون «مصر، مصر، مصر» وهم يلوحون بالإعلام، بينما قام آخرون بالتقاط صور ذاتية «سيلفي»، وعلق أحد المحتفلين قائلا: «مصر محتاجة إلى أن تفرح في ظل الظروف التي تواجهها البلاد، الفوز سيعطي طاقة إيجابية للناس». ويواجه المصريون منذ أشهر صعوبات اقتصادية، إلا أن الحماسة اللامتناهية تجاه كرة القدم، وضعت جانبا هذه الأزمات خلال متابعة نصف النهائي.
وهيمنت مصر بشكل كبير على كرة القدم الأفريقية خلال العقود الماضية، ولا سيما بين العامين 2006 و2010 عندما أحرزت كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات تواليا. إلا أن المنتخب غاب عن البطولة منذ إحراز لقبه الأخير، وتراجع مستواه في ظل الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي شهدتها البلاد منذ عام 2011.
وتدين مصر بتأهلها إلى النهائي لحارس المرمى المخضرم عصام الحضري الذي تصدى لركلتين ترجيحيتين. وكان الحضري (44 عاما) أكبر لاعب يشارك في تاريخ كأس الأمم الأفريقية، نجم نصف النهائي؛ إذ صد ركلتي الترجيح الرابعة والخامسة لبوركينا فاسو، اللتين سددهما حارس المرمى البوركيني هيرفيه كوفي واللاعب برتران تراوريه. وصد الحضري، الذي بقيت شباكه نظيفة في المباريات الأربع الأولى، الركلتين بيده اليمنى، علما بأن عبد الله السعيد أضاع ركلة الترجيح الأولى لمصر بعدما لمسها كوفي بيده وأحالها إلى القائم الأيمن.
وقال الحضري بعد المباراة: «كان عندي إحساس أنني قد أصد الضربة الرابعة والخامسة». وأضاف: «منتخب مصر لعب بروح، مبروك لمصر ومبروك للوطن العربي، ونعد الجماهير بالعودة بالكأس».
وكرر الحضري بذلك إنجازا حققه في نهائي كأس الأمم الأفريقية 2006 عندما أحرزت مصر اللقب على أرضها، بفوزها في النهائي على ساحل العاج بركلات الترجيح (4 - 2) بعدما صد أيضا ركلتين.
وبالفوز على بوركينا فاسو، تتمكن مصر حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب الأفريقية (سبعة ألقاب)، من بلوغ النهائي للمرة الأولى منذ إحرازها لقبها الأخير عام 2010، علما بأنها غابت عن البطولة منذ ذلك التاريخ. وحافظت مصر على سجلها الذهبي في نصف نهائي البطولة، بفوزها في كل نصف نهائي خاضته منذ عام 1986، كما حافظت على سجلها من دون خسارة في البطولة منذ 2004.
وعقب اللقاء أبدى مدرب المنتخب المصري الأرجنتيني هيكتور كوبر سعادته البالغة بالتأهل لنهائي البطولة، وخص بالإشادة حارس مرماه المخضرم عصام الحضري؛ باعتباره أحد أهم عوامل تحقيق الفوز في ركلات الترجيح، وقال: «إنه حارس عظيم، يجب على جميع اللاعبين التعلم من إرادته وعزيمته وروحه القتالية».
وأوضح كوبر بأن الإرهاق البدني كان وراء تراجع مستوى اللاعبين في الشوط الثاني، وبخاصة بعد إحراز الهدف الأول، ومعتبرا أن هذا التراجع هو الذي أرجأ حسم التأهل إلى ركلات الترجيح.
وقال كوبر: «استفاد منتخب بوركينا من حصوله على يوم إضافي للراحة قبل المباراة، على عكس منتخبنا الذي خاض نصف النهائي بعد أقل من 48 ساعة من الفوز على المغرب في دور الثمانية».
وأشار إلى أنه سيعكف على تعافي اللاعبين من الإجهاد قبل الإعداد لمواجهة النهائي. وأعرب كوبر عن أمله في فك النحس الذي يلازمه في المباريات النهائية، وقال: «آمل أن يعطوني النهائي يوما ما. لست محظوظا في المباريات النهائية».
وقال المدرب المحنك البالغ 61 عاما،: «يجب أن نكون متفائلين».
وكان كوبر قاد نادي فالنسيا الإسباني إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في 2000 و2001، وخسر في الأولى أمام ريال مدريد (صفر - 3)، وفي الثانية أمام بايرن ميونيخ الألماني بركلات الترجيح.
وسبق لكوبر أيضا أن خسر نهائي كأس إسبانيا عام 1998 مدربا لمايوركا ضد برشلونة بركلات الترجيح، وكأس الكؤوس الأوروبية عام 1999 بسقوط مايوركا أمام لاتسيو الإيطالي 1 - 2.
وعن نهائي البطولة القارية، قال كوبر: «إنه النهائي الكبير بالنسبة إلي. لدي مجموعة من اللاعبين الرائعين. أريد أن أشكرهم وأهنئهم على الجهود الكبيرة التي يقدمونها. نأمل في رفع الكأس».
وكانت المباراة استعادة لنصف نهائي كأس الأمم الأفريقية 1998 (في بوركينا فاسو)، عندما خسر المضيف 2 - صفر. وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل الإيجابي 1 - 1.
وتقدمت مصر بهدف في الدقيقة الـ65 لنجم نادي روما الإيطالي المصري محمد صلاح بعدما تهيأت له الكرة في داخل منطقة الجزاء من قبل المهاجم محمود عبد المنعم «كهربا». إلا أن بوركينا فاسو عادلت النتيجة في الدقيقة الـ72 بهدف من أريستيد بانسيه، الذي تلقى كرة عرضية مرفوعة من تشارلز كابوريه لم يتمكن المدافع المصري إبراهيم صلاح من تشتيتها برأسه، فهيأها بصدره لنفسه وسددها مباشرة في مرمى الحضري. وكان هذا الهدف هو الأول في مرمى الحضري منذ انطلاق البطولة. ولعبت مصر بالطريقة نفسها التي اعتمدتها منذ بداية البطولة بالعمل على تأمين الدفاع وإغلاق كل السبل أمام المنافس في محاولة لإرهاق لاعبي بوركينا فاسو. واعتمد المنتخب المصري على المرتدات؛ ما مهد لتقدم صلاح ومحمود حسن «تريزيغيه» والأخير كاد أن يسجل في الدقيقة الـ17 عندما سدد كرة قوسية مرت بمحاذاة القائم الأيسر لحارس بوركينا فاسو. وفي الدقيقة الـ37 أتيحت لمصر فرصة خطرة ثانية، بعدما ارتطمت تسديدة لكهربا من مسافة 25 مترا، بالأرض قبل أن يتصدى لها الحارس الذي لم يتمكن من الإمساك بها، فعادت الكرة إلى صلاح الذي تابعها أعلى من المرمى. وبقيت الأفضلية البوركينية في السيطرة على حالها بداية الشوط الثاني، مع تحفظ مصري وتصدى الحضري لتسديدة من برتران تراوريه، وأتبعها بإبعاد كرة عالية بقبضة يده قبل رأس بريجوس ناكولما.
وعلى عكس مجريات اللقاء، تمكن المنتخب المصري من بناء هجمة منظمة انتهت من كهربا إلى صلاح على حدود منطقة الجزاء فسددها قوية في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس كوفي في الدقيقة الـ65. إلا أن بوركينا فاسو تمكنت من معادلة النتيجة بعد تقدم ستيف ياغو داخل المنطقة على يسار المرمى، وأعاد الكرة بالكعب تشارلز كابوريه الذي رفعها باتجاه نقطة الجزاء. وفشل إبراهيم صلاح في تشتيتها برأسه، ليسيطر عليها أريستيد بانسيه بصدره ويسددها مباشرة في مرمى الحضري في الدقيقة الـ72.
وتراجعت حدة الخطورة على المرميين في الشوطين الإضافيين، ولا سيما مع ظهور ملامح التعب على اللاعبين، قبل أن تؤول المباراة إلى ركلات الترجيح.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».