الإعدام والمؤبد لأعضاء خلية إرهابية في مصر

مؤتمر أسوان يوصي بتشكيل لجنة دولية للتصدي للإرهاب

الإعدام والمؤبد لأعضاء خلية إرهابية في مصر
TT

الإعدام والمؤبد لأعضاء خلية إرهابية في مصر

الإعدام والمؤبد لأعضاء خلية إرهابية في مصر

أصدر القضاء المصري أمس أحكاما بالإعدام والمؤبد على أعضاء في خلية إرهابية استهدفت قوات من الشرطة والجيش، حيث عاقبت محكمة مصرية متهمين اثنين بالإعدام شنقا، والمؤبد لمتهمين و4 بالسجن 5 سنوات وبراءة واحد في «خلية الوراق الإرهابية» (بضاحية الجيزة) لاتهامهم باستهداف رجال الشرطة، والمؤسسات العامة، وقتل شخصين من بينهما أمين الشرطة عمرو عز.
وكانت المحكمة بالجلسة الماضية قد أحالت أوراق متهمين إلى مفتي البلاد لإبداء الرأي الشرعي بشأن إعدامهم. ووجهت النيابة العامة للمتهمين، عدة تهم منها حيازة أسلحة نارية، والقتل للمدنيين ورجال الشرطة، والانضمام لجماعة إرهابية أسست على خلاف القانون، وحيازة منشورات تحريضية.
وعلى صعيد آخر، أوصى المشاركون في فعاليات مؤتمر «مكافحة الإرهاب والتصدي الوقائي للتطرف» بمدينة أسوان (جنوب مصر) أمس خلال فعالياته في يومه الثاني بتشكيل لجنة عليا مشتركة بين برلمانات العالم لوضع خطط مشتركة لمحاربة الإرهاب، وأكدوا أن مواجهة الإرهاب لا ينبغي أن تقتصر على المواجهات الأمنية فقط إنما ينبغي البحث بجدية في الوسائل التربوية والسياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية لمواجهة هذه الآفة.
ونظم المؤتمر الأمم المتحدة بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي، بحضور ممثلين ورؤساء عدد من برلمانات العالم، وقال السفير مختار عمر مستشار الاتحاد البرلماني الدولي أمس، إن إطلاق أول مبادرة بين الأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي لوضع استراتيجية مشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف تقطع الطريق أمام الفجوة بين إصدار القرارات وتنفيذها وتُلزم الجميع من خلال قانون موحد.
وقال المشاركون في فعاليات المؤتمر إن «الإرهاب يمكن أن يمارس على أيدي أفراد أو جماعات أو منظمات أو دول، كما أنه ليس حكرا على معتقد ديني أو جنس أو عرق، وأنه يتعين دوما أن تكون المسافة واضحة بين الإرهاب والمقاومة المشروعة للاحتلال». مطالبين بسن التشريعات اللازمة كافة لمواجهة الإرهاب بشكل فعال، وباتخاذ الإجراءات التشريعية والتنفيذية اللازمة لتقرير التعويضات المادية والمعنوية لضحايا الإرهاب والمتضررين منه باعتبارها من واجبات الدول تجاه مواطنيها.
وطالب المشاركون في مؤتمر أسوان بتفعيل برامج لدعم القدرات المختلفة للقائمين على وضع خطط محاربة الإرهاب، ونشر التقارير البرلمانية المختلفة والمتعلقة بتطبيق الأمم المتحدة، واعتماد السياسات الوقائية من خطر التطرف، فضلا عن عمل لجان مشتركة مع الأمم المتحدة في ذلك الإطار، إلى جانب فتح عدة قنوات لتبادل الخبرات المشتركة في هذا الشأن.
وتساءل علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب المصري (البرلمان) خلال جلسات أمس من المؤتمر، لماذا لا يتم تسليم قادة الإرهاب الذين تسببوا في أعمال إرهابية ضخمة أودت بحياة كثيرين، وتحتضنهم بعض الدول؟ ولماذا لا يتم تسليمهم لعمل محاكمة عادلة؟
وقال المشاركون في فعاليات المؤتمر إن التنظيمات المتطرفة هي معركة الوعي، ولا شك أن الأفكار التي تدفع للتطرف لن تنتهي على الأرض بقوة السلاح فقط دون إعلان وفاة هذه الأفكار إكلينيكيا في عقول الشباب، وهذا هو ما تنبهت إليه الدول والمؤسسات الدينية، وذلك من خلال تعرية تلك الجماعات وأفعالها أمام الشباب، حتى لا يقعوا فريسة للتطرف والإرهاب، وفريسة لخدمة أغراض عالمية وحزبية ومحلية لهذه الجماعات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.