أدان البيان الختامي للمنتدى العربي - الروسي، أمس، الإرهاب بكل طوائفه وأشكاله، ودعا المجتمع الدولي لمكافحته بكل السبل، ودعم مبادرة الرئيس الروسي.
وأعلن المنتدى العربي - الروسي في ختام أعماله، أمس، عن دعمه الكامل للحكومة الشرعية في اليمن برئاسة عبد ربه منصور هادي، داعيًا إلى ضرورة وقف إطلاق النار، وندد البيان بتدخل بعض الدول الإقليمية لدعم الانقلابيين الحوثيين في اليمن بالسلاح، وإدانة الإجراءات أحادية الجانب من قبل الحوثيين وجماعة صالح، ومنها تشكيل حكومة في صنعاء.
وأكد البيان الختامي أيضًا على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، وأكد أن الحل السياسي للأزمة السورية هو الطريق الوحيد، ودعا المنتدى العربي - الروسي الدول والجهات المانحة إلى الوفاء بالتزاماتها وتوفير الأجواء وتهيئتها لعملية التفاوض على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة السورية.
وطالب البيان بضرورة تثبيت وقف إطلاق النار والأعمال العدائية وآلية توفير المساعدات الإنسانية في سوريا، وضرورة احترام وحدة الأراضي الليبية ورفض التدخل الأجنبي، والالتزام بالسلام بالشرق الأوسط وحل الدولتين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والدعوة لعدم وجود قوات أجنبية في العراق دون موافقة من الحكومة العراقية.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي إن تبني إيران لخطاب وسياسة طائفية ودعمها لجماعات متطرفة وإرهابية يجعل تدخلها أكثر خطورة على أمن واستقرار العالم العربي، الأمر الذي يعمق أكثر من حالة عدم الاستقرار التي أسهمت في ظهور العنف والتطرف والإرهاب الخطير.
وبين أن خطورة الأوضاع في المنطقة العربية زادت بسبب التدخلات الإيرانية، وما يؤدي إليه ذلك من تهديد خطير للأمن والسلم مما يستوجب التصدي له والحيلولة دون تمدد نفوذه في المنطقة العربي.
ونوه بأن «استمرار إيران في احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث؛ طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، يُعتبر خير مثال ودليل على ذلك»، مضيفًا أن «تبني إيران لخطاب وسياسة طائفية، ودعمها لجماعات متطرفة وإرهابية، يجعل تدخلها أكثر خطورة على أمن واستقرار عالمنا العربي، الأمر الذي يعمق أكثر من حالة عدم الاستقرار التي أسهمت في ظهور العنف والتطرف والإرهاب الخطير».
وحول الأزمة اليمنية، قال: «إننا نؤكد على أهمية الالتزام الكامل بدعم الشرعية الدستورية والحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض التدخل الإيراني في شؤونه الداخلية، ونؤكد على أهمية الحل السياسي في اليمن، الذي يجب أن يستند على أسس ومرجعيات واضحة تتمثل في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني والقرارات الدولية، بما فيها قرار مجلس الأمن رقم (2216)».
وأضاف: «كما نعبِّر عن دعمنا لجهود المبعوث الأممي لإيجاد تسوية سياسية للأزمة اليمنية بين أطياف الشعب اليمني وتخفيف معاناته الإنسانية، التي تسبب فيها التمرد الحوثي».
وأشار المنتدى إلى أن «المنتدى حقق خلال دوراته الثلاث السابقة الكثير من الإنجازات، خصوصًا على الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية والتبادل التجاري، التي اقتربت من مستوى الـ15 مليار دولار بين الجانبين العربي والروسي، إلا أن ذلك يبقى أدنى من طموحاتنا، إذا ما قورن بالإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الدول العربية وروسيا في العديد من المجالات الزراعية والصناعية والسياحية، والطاقة، والطاقة المتجددة، والنقل، والاتصالات، والبيئة، ونقل التكنولوجيا، وغيرها».
وقال: «إن كل ما يواجهنا من مخاطر جمة يستدعي منا مضاعفة وتكثيف العمل المتواصل والمنسق على الصعيدين العربي والإقليمي والعالمي، لمواجهتها والتعامل معها بصورة جماعية وجادة وفاعلة، واتخاذ التدابير الوقائية لمنع وقوعها».
من جانبه، قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي: «إننا التقينا في موسكو منذ عام، أثناء الدورة الماضية من منتدى التعاون الروسي - العربي، وقد وافقنا علي خطة عمل لتنفيذ المبادئ والأهداف الخاصة بالآلية المشتركة للفترة من 2016 إلى 2018، وقد أثلج صدورنا أن أغلب نقاط الخطة قد تم تنفيذها علي أرض الواقع».
ودعا العرب للانضمام للمبادرة الروسية لتفعيل المادة رقم 41 من ميثاق الأمم المتحدة وتبني حظر تجاري واقتصادي عام لكل المناطق التي تحت سيطرة «داعش».
إلى ذلك، قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية: «إن المقومات التاريخية والثقافية بين العالم العربي والاتحاد الروسي تمثل أرضية صلبة للبناء عليها لمواجهة الأزمات والتحديات المشتركة على جميع الأصعدة»، مشيرًا إلى أن تركيبة النظام الدولي الحالية تحتم على العالم العربي وروسيا مد جسور التعاون والتضامن والتنسيق المشترك، بحيث يجري العمل على بناء شراكة حقيقية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية، والبدء في تفعيل الأنشطة المدرجة في خطة العمل (2016 - 2018).
لقطات:
* دعا سيرغي لافروف لإقامة الدورة المقبلة من منتدى التعاون العربي الروسي في بلاده
* طالب الأمين العام أحمد أبو الغيط بإقامة المنتدى في مدينة سان بطرسبرغ وفي فصل الصيف حيث يرغب في زيارتها لأنه قد زار موسكو في الماضي
* أكد وزير الخارجية الروسي على أن الدعوة مفتوحة للأمين العام لجامعة الدول العربية لزيارة سان بطرسبرغ في أي وقت ولا حاجة للانتظار حتى موعد المنتدى القادم
* سيرغي لافروف دعا لإيجاد فرع لمتحف هيرميتاج في العاصمة أبوظبي على غرار متحف اللوفر الباريسي واصفًا ذلك بالمفيد للعلاقات بين البلدين