السلطات اليمنية تحبط مخططًا إيرانيًا لتهريب كتب آيديولوجية

وزير الثقافة قال لـ«الشرق الأوسط» إنها تحمل أفكار الثورة الخمينية

السلطات اليمنية تحبط مخططًا إيرانيًا لتهريب كتب آيديولوجية
TT

السلطات اليمنية تحبط مخططًا إيرانيًا لتهريب كتب آيديولوجية

السلطات اليمنية تحبط مخططًا إيرانيًا لتهريب كتب آيديولوجية

أحبطت السلطات الشرعية اليمنية محاولة تهريب كتب تروج للأفكار الطائفية الإيرانية، وذلك بعد أن ضبطت كميات من الكتب الداعية للعنف ونبذ الوسطية ورفض قبول الآخر لدى محاولة إدخالها إلى البلاد على متن شاحنة رصدت في منفذ حدودي بين اليمن وعمان أول من أمس.
وأوضح وزير الثقافة اليمني مروان دماج «الشرق الأوسط» أمس، أن الكتب التي تم إحباط تمريرها إلى العمق اليمني مخالفة للقوانين السارية في البلاد، فضلاً عن أنها تحمل أفكارًا مسمومة من شأنها إذكاء نار العنف والطائفية على الأراضي اليمنية.
وأضاف أن الشاحنة التي أوقفتها الجهات الأمنية في المنفذ الحدودي بين اليمن وعمان كانت تحمل كميات من الكتب الصادرة من إيران، بينها كتب ذات صبغة دينية فقهية وهي من الكتب التي تدرس في الحوزات، فجرى التحفظ عليها لأنها لم تحصل على التصاريح الرسمية لدخولها بشكل قانوني، فضلاً عن أنها تحمل أفكارًا غير مقبولة في المجتمع اليمني المسالم.
وأكد وزير الثقافة اليمني أن الشحنة المضبوطة عند المنفذ الحدودي كانت ذاهبة إلى المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية، في إشارة منه إلى إمكانية تدريس محتوياتها في الحوزات التي تم استحداثها في مناطق يسيطر عليها الحوثي.
وشدد على أن الحركة الانقلابية لديها موروث ثقافي ينافي ويعادي التعدد الثقافي والفكري، وفي مقدمة أهدافه استهداف الرموز الثقافية للتاريخ اليمني والإسلامي بشكل عام، وهو ما يثبته إدخالهم التحديثات التي يريدون أن يقوموا بها على بعض المناهج الدراسية لتصبح تحمل طابعا آيديولوجيا.
وبيّن أن طبيعة الفكر السائد في صفوف التمرد الحوثي جعلهم يتعاملون مع الآثار والكتب من هذا المنظور وليس من منظور ثقافي واسع، ودعاهم للتدخل في تعديل بعض المناهج الدراسية لتحمل الطابع الآيديولوجي. وعن التصدي لما سيقوم به الانقلابيون من تعديل بعض المناهج، أكد وزير الثقافة أن الحكومة الشرعية ستطبع الكتب المدرسية وتوزعها على كل المناطق التي تخضع للشرعية والتي تشكل نسبتها 80 في المائة من اليمن.
وأمام ذلك، وجّه وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور أحمد عطية بتحريز الكمية المضبوطة حتى تتخذ بشأنها الإجراءات القانونية كونها تسهم في نشر الفتن والتفرقة الطائفية بين أبناء المجتمع.
وشددت وزارة الأوقاف والإرشاد على حظر ومنع دخول الكتب الطائفية إلى اليمن من المنافذ التي تقع تحت مسؤولية الحكومة الشرعية لما لذلك من ضرر على حاضر ومستقبل الأجيال التي تحاول الميليشيا تسميم أفكارهم بالثقافة الدخيلة على المجتمع وتخالف الوسطية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.