في حين لم يصدر أي رد فعل رسمي على إعلان وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أمس الثلاثاء عن تزويد ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» - التي تشكل ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري - بمدرعات وناقلات جند مدرّعة، قالت مصادر دبلوماسية تركية إن أنقرة «تتحفظ تجاه إرسال أسلحة للميليشيات الكردية... وإنها أبلغت الإدارة الأميركية السابقة برئاسة باراك أوباما رفضها لها مرارا، وإن موقفها في هذا الشأن لن يتغير».
المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» ذكرت أن اتصالات جرت بين أنقرة وواشنطن للوقوف على حقيقة الجهة التي تسلمت هذه المعدّات، قبل أيام قليلة، في إطار عملية التحالف الدولي لحصار الرقّة، وهي العملية التي اتفق من قبل على أن تشارك فيها تركيا على المدى الطويل.
ولفتت المصادر إلى أن أنقرة تتأنى في دراسة أي خطوة تتخذ من جانب الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس دونالد ترمب انتظارًا لتحقيق اتصال مباشر معها والتنسيق بشأن سوريا. ومن ثم، أشارت إلى أن أنقرة لا تعارض في تزويد القوات العربية المشاركة في التحالف بالسلاح من جانب التحالف.
في الوقت نفسه نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن المتحدث باسم «البنتاغون» أدريان رانكين غالواي أن العربات المدرعة «سلمت إلى القوات العربية المشاركة في تحالف قوات سوريا الديمقراطية لاستخدامها في التقدم نحو الرقة والتغلب على محاولات (داعش) لعرقلتها». وذكر غالواي أن الخطوة الجديدة «لا تشكل أي خروج على السياسة التي اتبعها الرئيس السابق بارك أوباما في هذا الشأن. وأن جميع المساعدات العسكرية والتدريب تقدم للعناصر العربية في قوات سوريا الديمقراطية»، لافتًا إلى أن عدد العسكريين الأميركيين المشاركين في معركة حصار الرقّة لا يزيد على 503 عسكريين على أقصى تقدير.
الجدير بالذكر، أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان أعلن الأسبوع الماضي أنه سيسعى لعقد لقاء قريب مع كل من الرئيس الأميركي ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل بحث التطورات في سوريا ما بعد مؤتمر آستانة، والتحضيرات الجارية لمؤتمر جنيف. وانتقد إردوغان في الوقت نفسه تزويد واشنطن الميليشيات الكردية في سوريا بالسلاح، قائلا إن معظمها يذهب إلى تنظيم داعش مع أن الهدف الأميركي من ذلك هو دعم الميليشيات الكردية ضد «داعش».
على صعيد ثانٍ، ناقش اجتماع مجلس الأمن القومي التركي برئاسة إردوغان أمس في العاصمة أنقرة تطورات عملية «درع الفرات»، والمعارك الدائرة حول مدينة الباب معقل «داعش» شمال شرقي حلب منذ أكثر من شهر. وقالت مصادر قريبة من الاجتماع إنه تم التأكيد خلاله على «ضرورة العمل من أجل الانتهاء من عملية الباب بأسرع ما يمكن». هذا، وكان الرئيس التركي قد أعلن، الجمعة الماضي، أن القوات التركية ستعمل على الانتهاء سريعا من عملية الباب «وليس لديها النية للتقدم أكثر من ذلك في الأراضي السورية».
وفي السياق ذاته، أعلن الجيش التركي في بيان أمس تحييد 30 إرهابيًا من تنظيم داعش في قصف استهدف 231 هدفًا للتنظيم في شمال سوريا ضمن إطار عملية «درع الفرات» المستمرة منذ 24 أغسطس (آب) الماضي. وأوضح البيان أن سلاح المدفعية استهدف 207 أهداف لـ«داعش» في الشمال السوري.
مصادر دبلوماسية: لا تغيير في موقف أنقرة من تسليح أكراد سوريا
مصادر دبلوماسية: لا تغيير في موقف أنقرة من تسليح أكراد سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة