دوم دواير... مهاجم إنجليزي صنع في أميركا

نجح في إبراز موهبته وحقق معدل أهداف كبيرًا فأصبح مرشحًا للعب لمنتخب الولايات المتحدة

دواير نجح في تحقيق معدل عال في التهديف مع فريق سبورتينغ كانساس
دواير نجح في تحقيق معدل عال في التهديف مع فريق سبورتينغ كانساس
TT

دوم دواير... مهاجم إنجليزي صنع في أميركا

دواير نجح في تحقيق معدل عال في التهديف مع فريق سبورتينغ كانساس
دواير نجح في تحقيق معدل عال في التهديف مع فريق سبورتينغ كانساس

على طاولة المطبخ داخل مسكن دوم دواير في كنساس سيتي بالولايات المتحدة الأميركية، توجد رزمة من الأوراق قادرة على تغيير حياته جذريًا. وعندما يحل الـ14 من فبراير (شباط) 2017 سيصبح باستطاعة دواير التغلب على العقبة الأخيرة أمامه لاستخراج جواز سفر من بلده الثاني.
وحال حصول دواير على المواطنة الأميركية وتلقيه الترخيص اللازم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، يبدو من المحتمل على نحو متنام أن يستدعى اللاعب للمشاركة في المنتخب الأميركي. في الواقع، عقد اللاعب الإنجليزي بالفعل محادثات مع الاتحاد الأميركي لكرة القدم حول إمكانية تمثيله الولايات المتحدة على صعيد كرة القدم الدولية في صفوف المنتخب بقيادة المدرب بروس أرينا.
وقال دواير إن «حلم أي لاعب كرة قدم أن يلعب على الساحة الدولية».
وأضاف: «منذ خمسة أعوام، لم يكن أحد هنا يعرف عني شيئا. هذا العام، أعلم تمامًا أنني إذا لعبت بشكل جيد وبذلت جهدًا كبيرًا، فإن الأمور ستتحسن من تلقاء ذاتها. إنهم يملكون هنا فريقًا رائعًا. وإذا ما وقع الاختيار علي، فسيكون لي الشرف».
في الواقع، سيكون من الغريب حقًا ألا يكون دواير في ذهن أرينا، وذلك كخيار بديل لجوزيه ألتيدور، أو شريك مهاجم للاعب الذي يضطلع بدور قلب الهجوم. ورغم الإصابات التي ألمت به عام 2016 فقد نجح لاعب سبورتينغ كانساس في تحقيق معدل أهداف بلغ قرابة هدف واحد كل مباراة على مدار المواسم الأربعة التي قضاها بالدوري الأميركي لكرة القدم.
ويبقى التساؤل هنا: هل يمكن أن يدشن دواير توجهًا جديدًا يتمثل في اضطلاع لاعبين ولدوا داخل بريطانيا بتمثيل الولايات المتحدة دوليًا؟ في الواقع، يبدو ذلك احتمالية كبيرة بالنظر إلى سيل المراهقين المتدفق عبر الأطلسي على كرة القدم الأميركية، وثمة سوابق لهذا الأمر على الساحة الدولية. على سبيل المثال، عكف جاك تشارلتون في البحث في جذور عائلات اللاعبين الإنجليز بحثًا عن أصول آيرلندية على مدار ثمانينات وتسعينات القرن الماضي أثناء توليه تدريب منتخب جمهورية آيرلندا.
وبالمثل، اتبع الألماني يورغن كلينزمان، سياسة مشابهة، وإن كان على نطاق أصغر، خلال فترة توليه مهمة تدريب منتخب الولايات المتحدة. إلا أنه تعرض لانتقادات من آخرين، مثل اللاعبين الشهيرين تيم هيوارد ولاندون دونوفان.
في تصريح له هذا الأسبوع، قال هيوارد: «كان لدى يورغن كلينزمان مشروع للبحث عن المواهب بمختلف أرجاء العالم ممن لهم جذور أميركية، لكن كون أن للمرء جذورا أميركية لا يعني بالضرورة أنه متحمس للعب باسم هذا البلد».
من ناحيته، أقر دواير أن حلم ارتداء قميص المنتخب الإنجليزي راوده خلال شبابه بعدما ترعرع داخل نورفولك إحدى الجزر التابعة لبريطانيا بالباسفيك. ومع ذلك، فإنه يقر في الوقت ذاته بشعوره بالامتنان تجاه فضل أميركا عليه.
في سنوات مراهقته، جرى إخباره أنه لن يتمكن قط من احتراف كرة القدم في أعقاب سلسلة من الإصابات في القدم خلال الفترة التي قضاها في صفوف أكاديمية نوريتش سيتي.
وبعد فترة قضاها في دوري الهواة، نجح دواير في جذب انتباه كشافين أميركيين يبحثون عن المواهب ونال منحة في تيلر جونيور كوليدج في تكساس، قبل أن يتخرج في جامعة فلوريدا.
واحترف دواير في صفوف سبورتينغ كيه سي، وسجل أهدافًا لمجرد رغبته في الاستمتاع بلعب كرة القدم خلال فترة إعارته إلى أورلاندو سيتي، وبمرور الوقت تحول إلى واحد من أقوى مهاجمي الدوري الأميركي لكرة القدم.
جدير بالذكر أن دواير حمل الـ«غرين كارد» لمدة خمس سنوات، وأنجب لتوه ابنا من زوجته سيدني ليروكس، لاعبة كرة القدم التي شاركت في الفوز ببطولة كأس العالم، وأصبح يحظى الآن بشهرة أكثر داخل الولايات المتحدة عن وطنه بالمولد. في الواقع، لقد أصبح أقرب ما يكون لما يمكن وصفه بإنجليزي صنع في أميركا.
وعن هذا، قال دواير البالغ 26 عامًا: «لقد عشت هنا تسع سنوات حتى الآن. وأصبحت الولايات المتحدة بمثابة وطني الثاني، إن لم تكن موطني الأول».
واستطرد: «هذه البلاد منحتني الكثير، وسأسعد كثيرًا لو أتيحت لي فرصة تقديم شيء في المقابل».
ومثلما هو متوقع، يعمد دواير إلى تشجيع المراهقين الذين يشعرون بالتجمد داخل نظام أكاديميات كرة القدم الإنجليزية بأن يسيروا على نهجه إذا ما أتيحت أمامهم فرصة نيل منحة في الولايات المتحدة.
اللافت أن أندية الدوري الممتاز بدأت تبدي تأييدها هذا المسار أيضًا، وذلك مع تنامي الاتصالات بين الأكاديميات الإنجليزية الكبرى ونظيرتها الأميركية في محاولة لإيجاد فرص جديدة للاعبين الذين لم تتح لهم فرصة الانضمام إلى عالم كرة القدم الاحترافية.
إضافة إلى ذلك، بدأت أعين بعض الطامحين إلى احتراف كرة القدم حتى في سن أصغر تتجه صوب الضفة المقابلة من المحيط الأطلسي، مثل المتدرب السابق في صفوف مانشستر يونايتد جاك هاريسون الذي انتقل إلى مدرسة داخلية في ماساتشوستس في عمر الـ14 قبل أن يصبح نهاية الأمر واحدًا من أبرز لاعبي نادي نيويورك سيتي، الموسم الماضي.
وقد أبدى هاريسون انفتاحه على فكرة اللعب باسم الولايات المتحدة، رغم أن اللاعب البالغ 20 عامًا لم يحصل بعد حتى على الـ«غرين كارد». ومن الواضح أن تصريحه هذا يعد مناقشة افتراضية لأمر يتعلق بالمستقبل البعيد.
المثير أن لاعب خط الوسط بدا مترددًا حيال الحديث علانية، هذا الأسبوع، عن احتمالات مشاركته في صفوف المنتخب الإنجليزي لأقل من 21 عامًا، لدى سؤاله حول ما إذا كان هذا الأمر على أجندته.
واكتفى هاريسون بقول: «كان اهتمامي منصبًا فحسب على الاحتفاظ بصحة جيدة وأخذ قسط من الراحة والعمل على إعادة تأهيل نفسي وتعزيز قوتي البدنية».
والمؤكد أن مدى ولاء هؤلاء اللاعبين تجاه الولايات المتحدة سيتعرض للاختبار حال توافر فرصة أمام أي منهم للعودة إلى إنجلترا للانضمام إلى أحد أندية الدوري الممتاز. إلا أن هذا الإجراء لن يؤثر بالضرورة على مدى التزامهم تجاه قميص المنتخب الأميركي.
وفي الوقت الذي عاد البعض أمثال ألتيدور وهيوارد ومايكل برادلي إلى الدوري الأميركي لكرة القدم خلال السنوات الأخيرة، فما تزال هناك رغبة في نفوس بعض اللاعبين المشاركين داخل الولايات المتحدة في اختبار أنفسهم داخل أوروبا.
وبالفعل، أثار معدل الأهداف الذي حققه دواير استمرار إمكانية عودته للاحتراف في أوروبا، بعدما تقدم نادي أوليمبياكوس اليوناني بعرض لضمه إليه، لكن لم يحقق نجاحًا، لكن التساؤل هنا: هل سيخلق هذا اختلافًا بالنسبة لإمكانية ضمه لصفوف المنتخب الأميركي؟ في هذا الصدد، قال دواير: «عندما كنت في طور الصبا، حلمت دومًا باللعب في الدوري الممتاز».
وأضاف: «في الحقيقة، لم يكن في خططي الانتقال إلى الولايات المتحدة، لكنني أستمتع بوقتي حقًا، ولا أدري ماذا يحمل لي المستقبل. إنني أعشق اللعب في كنساس سيتي، وأحمل بداخلي طموحا لتحقيق أمور عظيمة، سواء كان ذلك داخل أوروبا أو خارجها. وإذا لاحت أمامي فرصة، من يدري كيف سيكون الحال حينها».
ومع هذا، ربما لم يعد إغراء اللعب في أوروبا بالقوة التي كان عليها منذ عام أو عامين، نظرًا لتنامي قوة الدوري الأميركي، ذلك أنه يبقى هناك إغراء للاستمرار في اللعب داخل بطولة تزداد قوة ونفوذًا.
وعن ذلك، قال دواير: «من المثير للغاية الآن بالنسبة للاعبين الصغار الانتقال إلى هنا، مثلما كان الحال مع جاك هاريسون. منذ خمس أو عشر سنوات، كان يجري النظر إلى الدوري الأميركي باعتباره مجرد مزحة، لكنه الآن نال احترامًا كبيرًا بالنظر إلى مستوى لاعبيه والأسماء التي تنتقل للمشاركة به».
أما بخصوص تمثيل دواير للولايات المتحدة دوليًا، فإنه يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أنه سيكون فخورًا بذلك.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».