بعد البلطان.. العقوبات تلاحق رؤساء الهلال والنصر والاتفاق

على خلفية تصريحات إعلامية شككوا من خلالها في نزاهة منافسات الكرة السعودية

خالد البلطان
خالد البلطان
TT

بعد البلطان.. العقوبات تلاحق رؤساء الهلال والنصر والاتفاق

خالد البلطان
خالد البلطان

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن عقوبات انضباطية قد تطال رؤساء 3 أندية هي الهلال والنصر والاتفاق، على خلفية تصريحات أدلوا بها خلال منافسات الموسم الحالي، ولمحوا من خلالها بشكل واضح إلى عدم نزاهة المنافسة في كرة القدم السعودية.
وبعد أن لحقت عقوبة قاسية برئيس نادي الشباب خالد البلطان، اليوم «الجمعة»، على أثر تصريحاته ضد رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد، أوقف على أثرها عاما كاملا وغرم بمبلغ 300 ألف ريال، قالت مصادر إن الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس نادي الهلال، قد يتعرض للعقوبة من قبل لجنة الانضباط على خلفية الحديث الإعلامي الذي قال فيه إن بطولة النصر غير مشروعة، وكذلك رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي، الذي أشار إلى حدوث «فيلم هندي» في مباراة الهلال الأخيرة في الدوري أمام النهضة، ويقصد بذلك فوز الهلال بـ6 أهداف، وبأنه كان باتفاق بين الطرفين، وكذلك رئيس نادي الاتفاق محمد الدوسري الذي تحدث غاضبا بعد هبوط فريقه إلى دوري الدرجة الأولى، واتهم بعض الفرق بالتلاعب في ما بينها في نتائج المباريات حتى تنجو من الهبوط.
وفي ما يبدو فإن لجنة الانضباط وجدت نفسها محاصرة بتساؤلات الشارع الرياضي حول عدم معاقبة بعض رؤساء الأندية الذين أدلوا بتصريحات مسيئة، على غرار العقوبة التي أصدرتها ضد البلطان. وكانت لجنة الانضباط ذكرت في بيان إعلامي أن رئيس نادي الشباب خالد البلطان أدلى بتصريح في بعضه إساءة لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، حيث قال «أنا أقدح من راسي ماني زيه، كل واحد يمسكه ويفوته بجدار، واللي زيه كل واحد يمسكه برأي ويمشي.. ولأن لو شلنا الصفات الاعتبارية ترى انت الخسران الأكبر يا أحمد عيد انتبه».
وقالت اللجنة «إنه ثبت للجنة الانضباط من خلال مشاهدة التصريح قيام رئيس نادي الشباب بالتجريح والإساءة لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، واشتملت الألفاظ والعبارات التي صدرت من رئيس نادي الشباب على القدح والتجريح في شخص رئيس الاتحاد السعودي الذي يقف على رأس هرم أعلى سلطة رياضية لكرة القدم في المملكة، والتجريح الشخصي الذي صدر منه يخرج عن الإطار العام والنسق المعروف في التعامل مع شخص رئيس الاتحاد، حيث كان تصريحا موجها للشخص وليس في موضوع عمل الاتحاد الذي يمكن أن يسلك فيه الإجراءات الرسمية وعبر القنوات المحددة في النظام الأساسي للاتحاد، ولما كان التجريح في إحدى صوره هو اعتداء على كرامة ومكانة وسمعة رئيس مجلس إدارة الاتحاد، فقد قررت إيقاف البلطان لمدة عام مع غرامة مالية قدرها 300 ألف ريال».
يذكر أن إدارة نادي الشباب قررت استئناف العقوبة كونها - على حد قولها - جاءت على خلفية تصريح فسر بشكل خاطئ.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».