جدل في إسرائيل حول نقل السفارة الأميركية

ممثل حزب ترمب قال إن نتنياهو طلب التريث إزاء الخطوة

جدل في إسرائيل حول نقل السفارة الأميركية
TT

جدل في إسرائيل حول نقل السفارة الأميركية

جدل في إسرائيل حول نقل السفارة الأميركية

كشف رئيس فرع الحزب الجمهوري الأميركي في إسرائيل، مارك تسيل، أمس، عن أن التأخير في صدور قرار أميركي بشأن نقل السفارة إلى القدس جاء بناء على طلب إسرائيلي، وليس بسبب تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وكان هذا التصريح بمثابة قنبلة انفجرت في الأوساط السياسية؛ إذ خرج الكثير من قادة اليمين يتهمون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتقاعس والخوف من العرب وممارسة الضغوط على ترمب كي لا تنقل السفارة. وبعد الجدل، خرج نتنياهو بتصريح يؤكد فيه رغبته في نقل السفارة.
وكان تسيل، قد دعا المراسلين السياسيين في تل أبيب إلى الالتقاء به ليدافع عن الرئيس ترمب، ويؤكد أنه لا ينكث وعوده، وأنه مستعد في كل لحظة تريدها إسرائيل لأن ينقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وقال تسيل إن «ترمب يدعم نقل السفارة بشكل قاطع، ولم يطرأ أي تغيير على موقفه. لكنه بات أكثر حذرا الآن، بسبب المخاوف التي طرحتها جهات إسرائيلية مسؤولة أمامه حول تبعات هذا القرار».
وتابع تسيل، الذي قاد حملة ترمب الانتخابية بين اليهود الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأميركية، أنه متأكد من أن نقل السفارة سيتم في نهاية الأمر. وقال: «لقد صرح ترمب في أكثر من مرة بأن إدارته ستحترم رغبة الحكومة والشعب الإسرائيلي في المسائل المتعلقة بدولة إسرائيل عامة، وبالقدس خاصة». وأضاف: لا يوجد دليل أفضل على ذلك من عدم الرد التاريخي على الإعلان الإسرائيلي في الأسبوع الماضي، عن بناء 2500 وحدة إسكان في «يهودا والسامرة» (الاسم العبري للضفة الغربية).
وسئل تسيل عن تصريحات ترمب لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية التي قال فيها، أول من أمس، إنه «لا يزال من المبكر لأوانه الحديث عن نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس»، وأنه ليس معنيا بالحديث عن الموضوع في الوقت الحالي، وعن تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر في بداية الأسبوع الماضي، من أنه «لم يصدر قرار بعد» في هذا الموضوع، وأن الإدارة لا تزال «في المراحل الأولى من إجراءات اتخاذ القرار». وأجاب تسيل قائلاً: «لا تعرفون ترمب جيدًا. إنه رجل أعمال صادق، وصدقه هو سر نجاحه. ولذلك؛ فإن كل وعوده ستتحقق».
وكان نتنياهو قد استهل جلسة حكومته، صباح أمس بالقول: «أريد أن أشير مرة أخرى إلى أن لدينا علاقات ممتازة مع دول العالم الكبرى، ولكن تحالفنا الأساسي هو مع الولايات المتحدة. لا بديل لهذا التحالف. علاقاتنا معها وطيدة وتتعزز باستمرار، وفي هذه المناسبة أريد أن أوضح بشكل لا لبس فيه أن موقفنا كان دائما، وهو لا يزال، يصرّ على أنه يجب على السفارة الأميركية أن تكون هنا في أورشليم. أورشليم هي عاصمة إسرائيل، ومن الجدير أن ليس فقط على السفارة الأميركية أن تكون هنا، بل يجب على جميع السفارات أن تنتقل إلى هنا، وأؤمن بأن مع مرور الزمن معظم السفارات ستنتقل إلى أورشليم».
يذكر أن أجهزة الأمن الإسرائيلية والقيادة السياسية في المعارضة كانت قد حذرت من نتائج نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وقالت: إنها ستثير غضب العرب، وقد تفجر انتفاضة جديدة. كما توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكومة الأردنية إلى نتنياهو وترمب طالبين الامتناع عن خطوة كهذه؛ لأنها ستعقد الأوضاع.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.