اعتبر محمد علوش، رئيس وفد المعارضة السورية إلى «مؤتمر آستانة» والقيادي في تنظيم «جيش الإسلام»، أن محادثات المؤتمر لم تنجح لكنها في الوقت ذاتها لم تفشل، ونوه خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أمس بأن المعارضة «قالت كلمتها عما تريده لسوريا في المستقبل»، مشددًا على أن المعارضة لن تتنازل عن مطالبها مهما بلغ الأمر من تصعيد من الأطراف الأخرى.
وعلى ما جرى تداوله بشأن محادثات ستحتضنها العاصمة الروسية موسكو، وتستضيف قوى المعارضة السورية، قال علوش إنه لم يتلقَ دعوة لزيارة موسكو من أجل حضور محادثات. واعتبر هذا الأمر تطورًا «غير جيد» لحل الأزمة بهذه الطريقة، مؤكدًا أنه «بوجود ميليشيات (شيعية متطرفة) تدعمها إيران على الأراضي السورية لن يكون هناك حل، إذ تسهم هذه الميليشيات بعمليات الحصار وقتل أبناء الشعب السوري، كما أن اتفاقية وقف إطلاق النار التي قدمتها المعارضة في آستانة لم تتحقق بعد»، واصفًا الحديث عن دستور جديد لسوريا بـ«الكلام الفارغ»، وأنه جاء في غير وقته، ورأى في ذلك مسعى لجّر المعارضة إلى منحى آخر، قبل تنفيذ إجراءات حسن النية.
* وضع الأكراد
وفي ما يتعلق بالأصوات التي ظهرت من قبل أطراف كردية تتهم المعارضة بتغييب دور الأكراد، قال علوش إن المعارضة مهتمة بالقضية الكردية وتتعامل معها قيادات كردية على رأسها إبراهيم برو رئيس المجلس الوطني الكردي ونائبه الدكتور عبد الحكيم بشار، اللذان كانا ضمن وفد المعارضة إلى آستانة. اعتبر رئيس وفد المعارضة أن هذه قيادات ثورية وطنية غير انفصالية مهتمة بالقضية الكردية بخلاف طريقة حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي، الذي «يمارس - على حد قوله - القتل والتهجير وفرض الرأي بالقوة ورهن القضية بأيدي الآخرين».
وتابع علوش أن حزب «الاتحاد الديمقراطي» لا يمثل جميع الأكراد، موجهًا رسالة إلى الحزب مفادها أن «الدول التي استخدمت الحزب كورقة سترمي به فورًا بعد انتهاء المصلحة»، ومشددًا على أن «حقوق الأكراد والشعب السوري واحدة، ولا تفرق المعارضة بين مختلف أطياف الشعب السوري، وهو ما تنشده في مستقبل البلاد».
* مباحثات جنيف
وحول موعد المباحثات الجديدة المقرر أن تستضيفها مدينة جنيف بسويسرا، قال علوش: «جرى الحديث عن مباحثات ستعقد الشهر المقبل، وستدعى لها الفصائل المعارضة السورية... والمعارضة لم تبت بعد بشأن الموافقة والدخول في جولة جديدة من المفاوضات لكنها ستدرس ذلك، وستكون موافقتها مرهونة بالالتزام بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، والتطبيق الميداني لكل البنود المتفق عليها».
وأشار رئيس وفد المعارضة السورية إلى آستانة، إلى أن المعارضة تقدمت بطلباتها خلال مؤتمر آستانة، «حيث دارت محادثات بين المعارضة والمسؤولين الروس»، معتبرًا أن النظام السوري لم يكن طرفًا فيها، «بل كان لموسكو اليد الطولى في التفاوض والحوارات. وتطرق إلى أن المعارضة «حددت معالم واضحة للمشاورات وهي تقديم ورقة لوقف إطلاق النار، مع تضمينها آليات لتنفيذ الأمر بما في ذلك وجود لجان لمراقبة لضبط الخروق، كما تم تزويد هذه الاتفاقية لبعض الجهات الدولية من بينها الجانب الروسي والأميركي والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، في حين لم تتلقَ المعارضة أجوبة شافية من تلك الأطراف، التي اكتفت بالقول (أننا سوف ندرسها ونرد عليكم)..».
وبلغة دبلوماسية للغاية، أوضح علوش أن المسؤولين الروس «يبذلون جهودًا لحل الأزمة» غير أنه اعتبر ذلك الجهد غير كافٍ لحل الأزمة السورية. واستطرد موضحًا: «الضمان مع بذل الجهود لا يكفي، بل يجب أن يكون ضمان مع تغريم كل من تورط بالأزمة السورية، ومن أسهم في إدخال الميليشيات المقاتلة إلى البلاد». ومن ثم، أكد أن المعارضة السورية «لن تتقدم بأي خطوة أخرى إلا بعد حل الأزمة الإنسانية والإدخال الفوري للمساعدات خاصة إلى المناطق التي هي بأمس الحاجة إليها».
علوش لـ«الشرق الأوسط»: لا فشل ولا نجاح في «آستانة»... وقضية الأكراد تعنينا
وصف مشروع الدستور الجديد بـ«الكلام الفارغ»
علوش لـ«الشرق الأوسط»: لا فشل ولا نجاح في «آستانة»... وقضية الأكراد تعنينا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة