مظاهرات على امتداد مناطق سيطرة المعارضة بشمال سوريا تطالب بوقف الاقتتال

مظاهرات على امتداد مناطق سيطرة المعارضة بشمال سوريا تطالب بوقف الاقتتال
TT

مظاهرات على امتداد مناطق سيطرة المعارضة بشمال سوريا تطالب بوقف الاقتتال

مظاهرات على امتداد مناطق سيطرة المعارضة بشمال سوريا تطالب بوقف الاقتتال

خرج مئات الناشطين السوريين في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، أمس، بمظاهرات تحت شعار «خائن يلي بيقتل ثائر»، بالتزامن مع هجوم جبهة «فتح الشام» (النصرة سابقًا) على فصائل عسكرية معارضة معتدلة. وتواصلت هذه المظاهرات في مدن وبلدات ريف إدلب، بينما تواصلت الاشتباكات بين الطرفين بريفي محافظتي حلب وإدلب، وتركزت في منطقة الدانا بجبل الزاوية، في القطاع الجنوبي من ريف إدلب.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بخروج مظاهرات عقب صلاة الجمعة في بلدة الأتارب، بريف حلب الغربي، ومدن وبلدات وقرى معرة النعمان وإحسم وفركيا وحزانو ومعرة مصرين في ريف إدلب، حيث طالبت مظاهرة الأتارب بإسقاط «جبهة فتح الشام» وخروجها من المنطقة، ونادت بشعارات «خاين كل من يقتل ثائر»، كما رفع المتظاهرون شعارات تطالب بوقف الاقتتال، وترك المدنيين يعيشون حياتهم دون اقتتال بين كبرى الفصائل.
وهاجمت جموع غاضبة بيت القيادي في الجبهة «أبو عهد»، في بلدة إحسم، بعد تعرض المتظاهرين المطالبين بوقف الهجوم على جبل الزاوية لإطلاق نار من عناصر بالجبهة.
وقال الناشط الإعلامي المعارض محمد شقلوب، من ريف إدلب، لـ«مكتب أخبار سوريا»، إن المدنيين خرجوا في مظاهرات بمدينة معرة النعمان وبلدة إحسم وعدة قرى في منطقة جبل الزاوية بالريف الجنوبي، طالبوا خلالها كل فصيل بالعودة إلى منطقته ونقاط رباطه على جبهات القتال ضد القوات النظامية.
وأكد شقلوب وجود حالة من «السخط الكبير» بين المدنيين على الفصائل التي تقتتل فيما بينها. وقد خرجت المظاهرات بعد دعوة توجهت للمتظاهرين في مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار «خائن يلي بيقتل ثائر». وشملت الدعوات مدن سراقب ومعرة النعمان وأريحا ومنطقة جبل الزاوية وبلدة سرمدا بمحافظة إدلب، ومناطق كثيرة من ريف حلب الغربي، أهمها مدينة الأتارب، بالإضافة إلى ريف حلب الشمالي، في محاولات جماهيرية لوقف القتال الدائر منذ الثلاثاء الماضي. كذلك طالبت وقفة احتجاجية في مدينة بنّش بوقف الاقتتال بين الفصائل، رافعة شعارات منددة بما حصل، وداعية إلى تشكيل كيان عسكري جامع تحت راية الثورة السورية.
ويوم أول من أمس، شهدت بلدة الحلزون بريف حلب الغربي مظاهرات شعبية، شاركت النساء فيها، على خلفية تنفيذ «فتح الشام» - التي دخلت البلدة أخيرًا - حملة مداهمات ضد منازل عناصر تابعين لـ«جيش المجاهدين»، وسقط خلال المظاهرات قتيل مدني و3 إصابات، وانتهت بتوقيع اتفاق بين الأهالي والجبهة يقضي بخروج الأخيرة من البلدة، مقابل تسليم الأهالي لمستودعات الذخيرة التابعة لـ«جيش المجاهدين».
وتحولت المظاهرات إلى مساعٍ لوقف الحملات التحريضية، فأفادت شبكة «الدرر الشامية» بأن أهالي بلدة سرمدا منعوا «أبو اليقظان المصري»، المعروف بخطبه التحريضية المؤيدة لاقتتال الفصائل، من إلقاء خطبة الجمعة.
أما شبكة «شام»، فذكرت أن «الشرعيين» يعملون على محاولة إقناع المدنيين في مناطق إدلب بأن ما يفعله كل طرف هو حق، وذلك من خلال اعتلاء المنابر في يوم الجمعة، وتوجيه الخطبة لمصلحة الفصيل الذي يقف معه.
وبرز هذا الأمر بشكل واضح بعد رسائل عدة وجهتها «فتح الشام» في كثير من المدن والبلدات للمعنيين تخبرهم فيها أن خطبة الجمعة ستكون في المنابر لمشايخ وشرعيين من الجبهة، حيث سيكون المنبر وسيلة لطرح التبريرات التي تسوقها الجبهة لما تقوم به، بعد حالة الرفض الشعبية الكبيرة لأي اقتتال بين الفصائل، أو أي هجوم لأي طرف على الآخر، بحسب تقرير «شبكة شام». وأشارت الشبكة أيضًا إلى وثيقة صادرة عن مديرية أوقاف مدينة الدانا تتحدث عن طلب «فتح الشام» تخصيص 5 مساجد لتقوم الجبهة بأداء الخطبة فيها، وتبيان موقفها من الأحداث الحالية و«مؤتمر آستانة»، وأن المديرية وافقت على مسجدين فقط.
وبعيدًا عن الشمال السوري، خرجت في الغوطة الشرقية، بضواحي العاصمة دمشق، مظاهرات في مدينة دوما تندد بالاقتتال بين الفصائل العسكرية، وتطالب بتشكيل كيان عسكري جامع تحت راية الثورة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.