قالت الفنانة اللبنانية شيراز إنها تتدّخل في كلّ شاردة وواردة تخصّ أعمالها الفنيّة، وإنها أحيانًا تجري تعديلات على كلام أغانيها. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ما يهمّني هو أن يكون عملي متكاملاً، ولذلك أختار اللحن قبل الكلام ومن بعدها أضع عليه الشعر الذي أستسيغه لهذه الأغنية أو تلك». وردًا عما إذا كان هذا الأمر يولد لديها بعض الحساسيات مع شعراء معينين تعاونت معهم قالت: «لم يحصل هذا الأمر معي أبدًا لا بل تربطني علاقة وطيدة بفريق عمل كلّ أغنية. فأنا أشارك في إعطاء رأيي لأن القرار النهائي يعود لي ولكني بنفس الوقت آخذ موافقة الشاعر أو الملحن على أي تغيير أرغب به».
وعن الشخص المقرّب منها الذي يمكن أن يشاركها قراراتها الفنيّة أجابت: «عندما أكون بصدد إصدار أغنية جديدة أصرّ على أن يتم سماعها من قبل أشخاص عاديين، لأقف على ردّات فعلهم تجاهها. في النهاية أنا أقدم الأغنية للجمهور وأفضل أن تكون له الكلمة الفصل في هذا الموضوع. وبعد هذه المرحلة أطلب من أهلي وأصدقائي أن يزوّدوني بآرائهم حولها لأن هذا الأمر يهمّني كثيرًا».
شيراز التي اشتهرت من خلال أغنيتها «كيف بدّك عنّي تغيب»، كلمات عادل رفول وألحان جان صليبا، دخلت عالم الفنّ بفضل موهبتها الغنائية كما ذكرت لنا موضحة بأنها لم تشارك قبلاً في أي برنامج تلفزيوني للهواة أو ما شابه. وقالت: «أهوى الموسيقى منذ صغري وتربّيت على أغاني عمالقة الفنّ العربي أمثال أسمهان وليلى مراد ووردة الجزائرية وغيرهن، وكنت أتوق لتقديم أغاني تشبهني وتعرّف عنّي. وهكذا حصل عندما طرحت أغنية (كيف بدّك عني تغيب) فحقّقت نجاحًا منقطع النظير جعلها تتصدّر سباق الأغاني على مدى سنتين كاملتين». وتعرّف شيراز عن هويّتها الغنائية: «أسلوبي الغنائي يجمع ما بين النغمة الغربية والشرقية وبرعت حتى اليوم في الأغنية الشبابية، ولكن لا أستبعد فكرة انتقالي إلى ألوان غنائية أخرى كالخليجي والعراقي والمصري. هاجسي الأول كان الانطلاق من بلدي وتثبيت خطواتي الفنيّة من خلاله على أن أنتقل بعده إلى بلدان عربية أخرى ولقد نجحت في ذلك». وعن البلدان العربية التي صارت معروفة فيها اليوم أجابت: «إحيائي حفلات غنائية لمناسبة عيد رأس السنة في مصر هو أكبر برهان على انتشار اسمي فيها، كما أنه لدي جمهوري في دول الخليج، وغالبًا ما أقدم حفلات غنائية في دولة الإمارات العربية». وعن الملحن الذي يمكن أن تتعاون معه في أغنية خليجية، يومًا ما، قالت: «أحب كثيرًا يوسف العماني وسيروس عيسى وأتمنى التعاون مع أحدهما يومًا ما». وتتوقّع شيراز لأغنيتها الجديدة «عايش معايا» (ألحان جان صليبا وتأليف محمد رفاعي)، نجاحًا كبيرًا تمامًا كأغانيها السابقة «كيف بدّك» و«قمرة»، وتقول: «سأقوم بتصويرها قريبًا وإذا ما تمّ دعمها في الإذاعات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فهي ستحقق دون شكّ انتشارًا ملحوظًا، لا سيما وأن بثّها اليوم محصور فقط بموقع (يوتيوب) الإلكتروني».
وتشير شيراز إلى أنها مقلّة في إطلالاتها الإعلامية فتختارها بدقّة: «أنا بخيلة في هذا الموضوع ولذلك لم أقم حتى اليوم بأي حوار تلفزيوني. وصوّرت مؤخرًا مقابلة لصالح برنامج (لهون وبس) على قناة (إل بي سي آي)، فالظهور المتكرر على شاشات التلفزة لا يهمّني ولا أجده يؤثّر بشكل كبير على مشواري الفنّي، بل أحرص على بذل الجهد الشخصي والتفاني في خياراتي، كما أنني آخذ الفنّ على محمل الجدّ فهو مهنتي الأساسية التي أشعر بشغف كبير تجاهها».
وعن المهنة التي كان يمكن أن تمارسها بعيدًا عن الغناء أجابت: «أي مهنة تدور تحت الأضواء تلفتني، كمقدّمة تلفزيونية مثلاً أو عارضة أزياء». إذا أنت تستمتعين بحياة الأضواء والشهرة؟ «نعم أحبّ الأضواء كثيرًا وأستمتع بالشهرة ورغم أنني ما زلت في بداياتها إلا أن الثرثرات والمحاربات لم توفّرني من قبل بعض المتضررين». وكيف تقابلين هذه الأمور؟ لا أردّ بل أكمل طريقي بحزم، لأني أعرف تمامًا أنها شائكة وينتظرني بعد الكثير فيها ولكنّي سأكون حاضرة لأي موقف». وبماذا تتسلحين؟ ردّت: «بمحبة الجمهور لي فهي التي تساندني وتحثّني على تقديم الأفضل، وكم من فنان انكفأ بعيدا عن الساحة كونه لم يحصد الشعبية. اللازمة لإكمال مشواري». وتجد شيراز أن الجمال وحده لا يستطيع أن يصنع فنانًا، فالصورة والشكل الجميل مهمّان برأيها، ولكن ليس على حساب الصوت. وتوضح: «هي سلّة متكاملة وغياب أي عنصر فيها يؤدي إلى الفشل. فأنا أقوم بتمارين مكثّفة لصوتي وأحاول أن أصقله بدروس (الفوكاليز)، كما أنني أعزف على البيانو وأستمع إلى أغاني طربية بشكل دائم. فالصوت يأتي في الطليعة ومن بعده خيارات العمل وفي المرتبة الأخيرة يأتي الجمال. فصورة من دون صوت ومنتج جيّد لا يمكنها أن تحقق النجاح لصاحبها. وهو أمر لمسناه عن قرب على الساحة الفنيّة». وعن الأمر الذي يستفزّها في عالم الغناء أجابت: «ما يستفزّني هو اعتقاد البعض بأن الفن مهنة سهلة مما يدفع بعضهم إلى دخول هذا المجال دون أن يتمتّعوا بموهبة الغناء، والأسوأ أن هناك شركات إنتاج تتبنى أعمالهم على الرغم من أنها تكون على علم مسبق بأنها تدخل في تجارة خاسرة». وعما إذا هي متأثّرة بفنانة معيّنة كهيفاء وهبي مثلا أوضحت: «أنا لم أتأّثر بأحد من الفنانات، فأنا معجبة بشخصية هيفاء وهبي وذكائها وأشدّ على يدها وأهنّئها على إنجازاتها في عالم الفن غناء وتمثيلا، ولكني يوما لم أتطلّع إلى أحد ما لأقلده أو أتشبّه به، فهم لهم هويتهم وأنا أملك هويّتي وأسلوبي الغنائي الخاصين بي». وختمت: «طريق الفن صعب جدّا وأنا أحيي كلّ فنان استطاع الحفاظ على مكانته رغم كلّ المصاعب التي واجهها في مشواره الفنّي».
شيراز: لدي هويتي الغنائية ولا أطمح إلى أن أشبه بأحد
حصدت جائزة «الموركس دور» عن الأغنية الشبابية «كيف بدّك عنّي تغيب»
شيراز: لدي هويتي الغنائية ولا أطمح إلى أن أشبه بأحد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة