أحكام بإعدام عسكريين اغتصبوا أطفالاً بإقليم دارفور السوداني

المدعي بالإقليم يتهم القوات الدولية بمساعدة أفرادها على الإفلات من العقاب

أحكام بإعدام عسكريين اغتصبوا أطفالاً بإقليم دارفور السوداني
TT

أحكام بإعدام عسكريين اغتصبوا أطفالاً بإقليم دارفور السوداني

أحكام بإعدام عسكريين اغتصبوا أطفالاً بإقليم دارفور السوداني

أعلن السودان عن إصدار أحكام بالإعدام بحق اثنين من العسكريين، لارتكابهما جرائم اغتصاب أطفال بإقليم دارفور، من بين مائة بلاغ تم الفصل في 11 منها، وأن مجمل البلاغات التي دونت في الإقليم بلغت 316 بلاغًا، و241 بلاغًا قيد التحري، بينها 3 اتهامات بحق البعثة المشتركة لحفظ السلام في دارفور (يوناميد).
وقال مدعي عام جرائم دارفور، الفاتح طيفور، في مؤتمر صحافي عقد بوزارة العدل بالخرطوم أمس، إن اثنين من العسكريين تمت محاكمتهما بالإعدام شنقًا حتى الموت، لإدانتهما بارتكاب جرائم اغتصاب في حق أطفال بدارفور، من بين مائة بلاغ لحالات الاغتصاب في الإقليم، فصلت المحاكم في 11 منها. وتتمثل اختصاصات المدّعي العام للمحكمة الخاصة بجرائم دارفور ومعاونيه، في التحقيق والتحري وتمثيل الاتهام أمام المحاكم في الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، والجرائم الخاصة بالحرب، إضافة للجرائم المنصوص عليها في قانون الإرهاب السوداني لسنة 2001، وأي جريمة أخرى يقرر الوزير أن يحقّق ويتحرى بشأنها مدّعي عام جرائم دارفور.
وأوضح طيفور أن مجمل البلاغات المدونة في الإقليم عام 2016 بلغت 315 بلاغًا، إضافة إلى 241 بلاغًا تحت التحري الآن، وأن عدد البلاغات المفتوحة في جرائم الاغتصاب بلغت 77 بلاغًا، من بينها 15 بلاغًا قيد المحاكمة. ووصل العدد الإجمالي منها إلى مائة بلاغ، بجانب بلاغ واحد تحت المادة 149، وتتعلق بعقوبة مرتكبي جريمة الاغتصاب، وأن عقوبات رادعة صدرت لجرائم اغتصاب الأطفال تراوحت بين الإعدام والسجن لمدة 20 عامًا، و15 و10 أعوام، وأن 10 بلاغات جديدة من بلاغات الاغتصاب أحيلت للمحاكم خلال يناير (كانون الثاني) الحالي.
وحسب المدعي العام لجرائم دارفور، فإن عدد البلاغات قيد المحاكمة بلغ نحو 41 بلاغًا، تم الفصل في نحو 35 بلاغًا منها، استأنفت الأحكام في 6 منها أمام المحاكم. وكشف طيفور عن وجود 215 متهمًا تحت التحري بتهمة زعزعة الاستقرار الأمني، منهم 45 أمام المحاكم، من بين العدد الكلي 262 متهمًا، وأن مكتب مدعي جرائم دارفور والأجهزة المختصة استطاعت القبض على عدد من المتهمين الذين يؤرقون الأمن بالإقليم.
وأشار إلى أن المحاكمات التي تمت في دارفور والمحكمة الخاصة بالخرطوم، مثل فيها المتهمون تمثيلاً قانونيًا صحيحًا بواسطة المحامين، ووصل عدد جلسات الاتهام نحو 527 جلسة في ولايات دارفور والخرطوم.
وكشف المدعي العام لجرائم دارفور عن تورط البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) في جرائم اغتصاب الأطفال، وبلغ عدد الجرائم الموجهة لأفراد من تلك البعثة نحو 3 جرائم خلال عام 2014، متهم بها أحد ضباط البعثة.
وندد طيفور بما أسماه عدم التعاون الكافي الذي تبديه البعثة في التبليغ عن قضايا أفرادها، ومعاونتها لهم على الإفلات من العقوبة، وعدم حضور الشاكين والشهود، وأنها تعمل على مساعدة أفرادها بإعادتهم إلى مناطقهم.
ويعد المدعي العام الحالي للمحكمة الخاصة بجرائم دارفور المستشار الفاتح طيفور، هو الرجل الخامس الذي تم تعيينه للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت منذ بداية أزمة إقليم دارفور عام 2003. وسبقه في المهمة كل من أحمد عبد المطلب، ونمر إبراهيم، وعبد الله زمراوي، وعصام الدين عبد القادر، واستقال 3 منهم من دون توضيح أسباب، فيما أعفي أحدهم. وأنشئت المحكمة الجنائية الخاصة بجرائم دارفور في يونيو (حزيران) 2005، لمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الإقليم، وباشرت أعمالها منذ ذلك الوقت.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».