وزارة الدفاع العراقية تعلن تحرير شرق الموصل بـ«الكامل»

العبادي يوجه بالتحقيق في مزاعم عن انتهاكات منسوبة لقوات الأمن و«الحشد»

مدنيون يهربون من المعارك في حي العربي في القطاع الشمالي من الجانب الأيسر من الموصل أمس (رويترز)
مدنيون يهربون من المعارك في حي العربي في القطاع الشمالي من الجانب الأيسر من الموصل أمس (رويترز)
TT

وزارة الدفاع العراقية تعلن تحرير شرق الموصل بـ«الكامل»

مدنيون يهربون من المعارك في حي العربي في القطاع الشمالي من الجانب الأيسر من الموصل أمس (رويترز)
مدنيون يهربون من المعارك في حي العربي في القطاع الشمالي من الجانب الأيسر من الموصل أمس (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس، تحرير الساحل الأيسر لمدينة الموصل بشكل كامل، مؤكدة أنه لم يتبق سوى الإعلان الرسمي عن ذلك من قبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وقالت الوزارة، في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، إن القوات المسلحة «كبدت العدو خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات، وهي الآن تباشر إزالة العبوات والمتفجرات، وتنظيف الدور والمباني، وفتح الطرق، ومسك الأرض ونشر نقاط عسكرية لمنع الخروقات، وتفويت الفرصة على الإرهاب الذي يعيش حالة انهيار وتشتت بعد الخسائر الأخيرة التي تلقاها على أيدي رجال القوات المسلحة».
وجاء بيان وزارة الدفاع بعد ساعات من إعلان قيادة عمليات «قادمون يا نينوى» عن اقتحام منطقة الرشيدية، آخر معاقل «داعش» في الساحل الأيسر من الموصل.
إلى ذلك، أمر رئيس الوزراء العراقي بتشكيل لجنة للتحقيق في حالات اختطاف وإساءة وتجاوز على مدنيين في بعض مناطق محافظة نينوى، من قبل من وصفهم بـ«مجاميع تستغل اسم القوات الأمنية والحشد الشعبي». وأضاف العبادي، في بيان، أن هناك من يقوم بنشر مواد ومواضيع على صفحات التواصل الاجتماعي كي تفسد فرحة النصر المتحقق، بقصد تشويه الصورة الحقيقية للقوات المحررة البطلة وتضحياتها التي تحرر وتوفر الأمن للمواطنين وتقدم الخدمات لهم، وأكد على «مراعاة حقوق الإنسان وعدم المساس بها، وأن يأخذ القادة الميدانيون دورهم في التصدي لكل من يحاول الإساءة للقوات الأمنية، والتجاوز على المواطنين وحقوقهم».
كانت منظمة العفو الدولية قد أعلنت في الخامس من يناير (كانون الثاني) أن وحدات الحشد الشعبي شاركت في «نمط ممنهج من الانتهاكات»، منها الاختفاء القسري والتعذيب والقتل خارج إطار القانون واستهداف السنة.
من ناحية ثانية، قال قائممقام سامراء، محمود خلف، في تصريح له أمس، إن «31 شخصًا نفذ حكم الإعدام فيهم، بعضهم من مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين، والآخرون من مناطق أخرى بالمحافظة ذاتها، وتم تسليمهم إلى مستشفى سامراء (حكومي)»، وأضاف: «ننتظر تسليم الجثث إلى ذويهم»، وبيّن أن «الأدلة القضائية أثبتت مشاركة الأشخاص الـ31، الذين تم إعدامهم، في جريمة سبايكر» التي أعدم فيها «داعش» مئات المجندين في قاعدة سبايكر الجوية، قرب مدينة تكريت، في يونيو (حزيران) 2014.
وأكد مصدر في مستشفى سامراء تسلم الجثث، مساء أول من أمس، لكنه أشار إلى 32 جثة قال إن عليها آثار إطلاق رصاص، مضيفًا أن «الجهة التي سلمت الجثث أبلغت إدارة المستشفى أن الجثث تعود لمحكومين تم إعدامهم في شهر أغسطس (آب) الماضي لاشتراكهم في مجزرة سبايكر».
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن المصدر أن «الجهة التي سلمتهم للمستشفى أحضرتهم بسيارة نقل كبيرة لا تحمل لوحات، وترافقها سيارات شرطة، وقد تركتهم في باحة المستشفى وغادرت دون حصول إجراءات التسليم والتسلم الرسمية».
وعبر المصدر عن استغرابه من طريقة نقل الجثث، حتى إن كان أصحابها قد أعدموا بطريقة قانونية، موضحًا أن الإجراءات الرسمية تقتضي إصدار شهادات وفاة ومحاضر رسمية لكل شخص، تبين ظروف الوفاة وتسلم للمستشفى، ومن ثم لأهالي المنفذ فيهم الحكم، على أن يتم إبلاغهم رسميًا بذلك، فضلاً عن أنه يجب تسليم الجثث إلى مستشفى تكريت بوصفها المستشفى المركزي التي حصلت الواقعة أيضًا فيها، وأشار إلى «وجود قائمة بأسماء أصحاب الجثث، ولكن لا يوجد ما يشير إلى أن هذه الجثة لهذا الشخص أو ذاك».
وأعرب المصدر عن مخاوفه من احتمال أن تكون الجثث لمواطنين اختطفوا قبل نحو 3 أيام من شمال بغداد، أو لآخرين تم اعتقالهم في إحدى النقاط في منطقة الشرقاط، وهم من الهاربين من المناطق التي يسيطر عليها «داعش» في الساحل الأيسر للشرقاط وقضاء الحويجة.
وكانت قوة مجهولة قد اختطفت الأسبوع الماضي 42 مواطنًا من مناطق شمال بغداد، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، فيما اعتقلت قوة أخرى من الحشد الشعبي عشرات المواطنين الفارين من «داعش» في إحدى النقاط في الشرقاط، سلمت أكثر من 30 منهم إلى مستشفى تكريت، وقد بدت على أجسادهم آثار تعذيب وكسور، وما زال قسم منهم يرقد في المستشفى، بينما مصير الباقين منهم لا يزال غير معروف.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.