اتفاق جديد في وادي بردى ينتظر التنفيذ

المعارضة تطالب بضمانات وسط استمرار القصف للمنطقة

سوري يقف أمام مبان في حي الشعار المدمر بفعل الحرب في مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
سوري يقف أمام مبان في حي الشعار المدمر بفعل الحرب في مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

اتفاق جديد في وادي بردى ينتظر التنفيذ

سوري يقف أمام مبان في حي الشعار المدمر بفعل الحرب في مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
سوري يقف أمام مبان في حي الشعار المدمر بفعل الحرب في مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)

استمرت قوات النظام السوري والمجموعات الموالية لها في محاولات اقتحام منطقة وادي بردى في ريف دمشق الشمالي الغربي، رغم اتفاق تهدئة كان قد أعلن عنه قبل 4 أيام، ومواصلة المفاوضات لإعادة تثبيته.
وتزامنت محاولات اقتحام المنطقة من 4 محاور مع قصف مدفعي وصاروخي طال منطقة عين الفيجة، مترافقا مع تحليق مكثف للطيران الحربي والمروحي، بحسب الهيئة الإعلامية في وادي بردى. وفي حين أعلن ممثلو النظام التوصل إلى اتفاق هدنة جديد، طالبت المعارضة بضمانات له واعتبرت أن الاتفاق لا يعتبر ساري المفعول إلا عندما يبدأ النظام في تنفيذه.
وأوضح أبو محمد البرداوري، المتحدث باسم الهيئة الإعلامية في وادي بردى، لـ«الشرق الأوسط» أن «ممثلي النظام وخلال اجتماع عقد ظهر أمس، تعهدوا بوقف إطلاق النار وبدء تنفيذ بنود إخراج الثوار والجرحى وعائلاتهم لمدينة إدلب»، مؤكدا في الوقت عينه أن هذا الأمر لا يعتبر رسميا أو نهائيا حتى بدء التنفيذ. وتابع البرداوري: «سبق لنا أن وصلنا مرات عدّة لاتفاق مع النظام، لكنه كان يعمد والميليشيات الموالية له إلى خرقه، بل حتى إلى استهداف المفاوضين من الطرفين. لم تعد لدينا ثقة به، ونطالب بضمانات لتنفيذ الاتفاق». ولفت البرداوري إلى أن «عدد الأشخاص الذين من المتوقع أن يخرجوا من وادي بردى وتحديدا من قريتي بسيمة وعين فيجة، لا يتجاوز ألف شخص». وقالت الهيئة في بيان لها: «عقد اجتماع ظهر أمس في قرية دير قانون، حضره همام حيدر أمين حزب البعث في محافظة ريف دمشق، ومفتي ريف دمشق عدنان الأفيوني، وشخصيات أخرى محسوبة على قوات النظام، إلى جانب قادة الفصائل والمسؤولين عن المنطقة، وتم طرح طلبات الفريقين وتعهد النظام بوقف إطلاق النار وبدء تنفيذ بنود إخراج الثوار والجرحى وعائلاتهم لمدينة إدلب». ولفتت إلى أن هذه الوعود لا يمكن الأخذ بها ما لم يتم تنفيذها، مضيفة: «لمسنا الغدر والكذب من النظام مرات عدة أثناء هذه الحملة، وببعض المرات استهدف النظام ومن معه شخصيات محسوبة عليه عندما دخلوا المنطقة أثناء وقف إطلاق نار على حد زعمه، مثل استهدافهم لموكب وجهاء وادي بردى برفقة نائب محافظ ريف دمشق وإحراق سياراتهم بالكامل».
من جهته، قال علي يوسف رئيس لجنة المصالحة في وادي بردى، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، إن اجتماعا عقد مساء السبت واستمر «لنحو منتصف الليل بين ممثلين عن النظام والمسلحين في وادي بردى، وتم الاتفاق في نهاية الاجتماع على خروج المسلحين بأسلحتهم الفردية من وادي بردى إلى محافظة إدلب الأحد (أمس) و(اليوم) الاثنين».
وأكد يوسف أن «الحافلات ستدخل إلى بلدة دير مقرن لنقل مسلحي عين الفيجة وسيجري نقل مسلحي برج بلودان، ويلي ذلك دخول قوات النظام إلى منطقة وادي بردى، ثم دخول ورشات الصيانة إلى نبع عين الفيجة، لتعود المياه إلى العاصمة دمشق».
وفشلت عدة محاولات سابقة للتوصل إلى اتفاق بين النظام والمعارضة لخروجهم من وادي بردى وعودة مياه عين الفيجة إلى العاصمة دمشق، التي تعاني من انقطاع المياه منذ نحو شهر.
وكان آخر هذه المحاولات التي باءت بالفشل، الاتفاق الذي أعلن عنه يوم الخميس الماضي بوساطة وفد ألماني، ويتضمن دخولاً فوريًا لفرق إصلاح نبع عين الفيجة الذي توقف عن العمل بسبب القصف، وتسبب بأزمة مياه في دمشق، كما يتضمن عودة المهجرين إلى قراهم، ووقف الأعمال العسكرية، وخروج الراغبين من مقاتلي المعارضة من الوادي إلى محافظة إدلب شمال سوريا.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.