في جلسة خاصة للبرلمان الألماني، حضرتها المستشارة أنجيلا ميركل ورئيس الجمهورية يواخيم غاوك وممثلون عن عائلات ضحايا عملية الدهس الإرهابية ببرلين، طالب رئيس البرلمان الألماني نوربرت لاميرت المسلمين بحوار داخلي حول الدين الإسلامي.
وقال لاميرت أمس، في كلمة ألقاها أمام البرلمان، بعد مرور شهر على العملية الإرهابية، إن الإرهاب لم يكن يومًا دينيًا وإنما سياسيا، ولهذا فإن الرد لا بد أن يكون سياسيا. وأضاف «إننا، كدولة تضمن حرية الأديان وحقوق الإنسان، نجد أن من حقنا، بل ولزامًا علينا، أن ندعو المسلمين إلى حوار داخلي حول الدين الإسلامي بالعلاقة مع الإيمان والعنف المتطرف».
وامتدح لاميرت موقف المسلمين في ألمانيا وإدانتهم للعملية الإرهابية ببرلين يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقال: إن رئيس المجلس الأعلى للمسلمين «فعل ذلك بشكل نموذجي يقتدى به». وأضاف أن هذا الموقف «يستحق الاحترام والتقدير».
وكان أيمن مزايك، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، دان عملية برلين بشدة وقال: إن الإسلام بريء من الإرهاب. وقال: إن من يجند المسلمين لمصلحة «داعش»، أو يدعو إلى ذلك، مكانه خلف القضبان، لأن القران لا يتعارض مع الدستور الألماني. وأضاف أن المسلمين يتضامنون مع ضحايا الإرهاب في بلدهم ألمانيا، ويتمنون أن تبقى العاصمة برلين منفتحة ومسالمة ومتسامحة كما عهدوها. كما دعا مزايك المسلمين إلى حوار داخلي حول الإرهاب والعنف مشيرًا إلى أن هذا هو أفضل وقت لممارسة النقد الذاتي. وكان التونسي أنيس العامري (24 سنة) قاد شاحنة ضخمة في سوق أعياد المياد، في ساحة براينشادت في العاصمة برلين، وأوقع 12 ضحية وأكثر من 48 جريحًا. وألقي القبض على التونسي، بعد نجاحه في الهروب، في إيطاليا بعد ثلاثة أيام من العملية، حيث أرداه شرطيان إيطاليان قتيلاً قرب محطة للقطار في ميلانو.
وأكد لاميرت في كلمته على مكافحة التطرف بكل الوسائل التي تتيحها دولة القانون، مشيرًا في ذات الوقت إلى «نحن لا نحارب الإسلام وإنما التشدد، ونحن لا نقاتل الدين وإنما التطرف». وهذا لا يسري على ألمانيا فقط، من وجهة نظره، وإنما على البلدان الأوروبية الجارة التي تعرضت إلى عمليات إرهابية مماثلة.
وحذر رئيس البرلمان الألماني أيضًا من تعميم وصمة التطرف على الناس بسبب هويتهم ودينهم، لأنهم أنفسهم من ضحايا الإرهاب وهاربون منه. وأضاف أن مرتكب الجناية أنيس العامري قدم نفسه كمسلم ومقاتل في صفوف «داعش»، لكن هذا لا يجب أن ينطلي علينا، خصوصًا أننا مجتمع متعدد الأديان ومنفتح ويؤمن بقضايا حقوق الإنسان.
وأشاد رئيس البرلمان الألماني، وهو من الحزب الديمقراطي المسيحي، بمواقف سكان برلين بعد الاعتداء الإرهابي الذي استهدف سوقًا لأعياد الميلاد في العاصمة برلين.
وقال رئيس «البوندستاغ» إن «الإرهاب يهدف إلى زعزعة المجتمعات الديمقراطية... لكن الإرهابيين عجزوا عن الوصول إلى هدفهم هذا في ألمانيا». وأضاف لاميرت في كلمته لتخليد ضحايا الاعتداء أن «الشعب تعامل بحكمة بعد الاعتداء الإرهابي».
وفي ضوء المعلومات التي أصبحت متوفرة الآن عن منفذ الهجوم، الذي كان معروفًا لدى الكثير من الأجهزة الأمنية والسلطات المعنية بالأجانب في ألمانيا، قال لاميرت إن ذلك يجبر صناع القرار السياسي على «مراجعة البنية الأمنية في بلادنا» مضيفًا: «لم تفشل دولة القانون كدولة قانون ولكنها لم تستنفد جميع وسائلها». وأكد أن على السياسة أن لا تموه على الأحداث، وأن الأوان حان لكشف كافة الأخطاء وبواطن الضعف البنيوية في أجهزة الدولة، ولا بد من تحمل كافة العواقب التي قد تنجم عن ذلك.
وشدد لاميرت على ضرورة التركيز خلال النقاش الذي أصبح ضروريًا الآن بشأن سبل مواجهة الإرهاب، وعلى سبل الحفاظ على التوازن الصعب بين الاستحقاقات الأمنية ووعود الحرية التي تبشر بها دولة القانون.
رئيس البرلمان الألماني يمتدح موقف المسلمين ويدعوهم إلى حوار داخلي مع الدين
النواب يقفون دقيقة حدادًا على أرواح عملية الدهس الإرهابية ببرلين
رئيس البرلمان الألماني يمتدح موقف المسلمين ويدعوهم إلى حوار داخلي مع الدين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة