منفذ دهس برلين أفلت من السلطات الألمانية في آخر لحظة

منفذ دهس برلين أفلت من السلطات الألمانية في آخر لحظة
TT

منفذ دهس برلين أفلت من السلطات الألمانية في آخر لحظة

منفذ دهس برلين أفلت من السلطات الألمانية في آخر لحظة

كشف تقرير إعلامي أن سلطات الأمن في ألمانيا كانت على وشك القبض على منفذ هجوم الدهس في برلين، التونسي أنيس العامري (24 سنة)، قبل فراره خارج البلاد.
ونقلت «شبكة ألمانيا التحريرية»، عن مصادر أمنية داخلية، أمس، أن العامري شوهد داخل حافلة في مدينة إميريش غرب ألمانيا عقب يومين من تنفيذه هجوم برلين. وذكرت مصادر أمنية أن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية تلقى إفادات شاهد عيان موثوق حول هذا الشأن. وشنت السلطات لذلك في مساء اليوم نفسه حملة تفتيش في مجمع اللاجئين الذي أقام فيه العامري في إميريش أثناء فترة إقامته في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، إلا أن المتهم كان قد عبر الحدود إلى هولندا قبل ذلك الوقت.
وشوهد العمري يوم الأربعاء، الموافق 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في نحو الساعة السابعة صباحًا بالقرب من نزله في إميريش. وقد أعلن من قبل أن التونسي ظهر في إحدى كاميرات المراقبة في اليوم نفسه في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحًا في محطة قطار نيميجين في هولندا. ولا تبعد مدينة نيميجين الهولندية الحدودية أكثر من 40 كيلومترًا فقط عن مدينة إميريش الألمانية.
وحول ملابسات إفلات العامري من قبضة الشرطة، ونجاحه في التخلص من رقابتها، سيقدم رالف ييغر، وزير داخلية ولاية الراين الشمالي اليوم، تقريرًا من 27 صفحة إلى لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الألماني. وهذه هي المرة الثانية التي تستمع فيها لجنة الشؤون الداخلية إلى أقوال ييغر في الموضوع خلال أقل من شهر. وسبق لييغر، في تقريره أمام اللجنة، أن برر رفع اسم العامري من دائرة الرقابة على أساس عدم وجود أدلة على خطر داهم على الأمن قد يصدر عنه، كما برر عدم حبسه في سجن التفسيرات على أساس عدم كفاية الأدلة. وينتظر أن يدافع ييغر عن موقفه هذا مجددًا اليوم رغم إقرار وزير العدل الاتحادي هايكو ماس بحصول أخطاء في التعامل مع العامري، ورغم قرار الحكومة تكليف لجنة الرقابة على الأجهزة الأمنية (في البرلمان الألماني) بالتحقيق في «أخطاء» الأجهزة الأمنية في قضية الإرهابي التونسي.
وتأتي جلسة الاجتماع الثانية مع ييغر، من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، على أساس حزمة من الأسئلة التي وجهها له الحزب الديمقراطي المسيحي المعارض في برلمان ولاية الراين الشمالي فيستفاليا. وتخص الأسئلة المطروحة الأخطاء المحتملة التي ارتكبتها وزارة داخلية الولاية في قضية العامري.
وكان كريستيان ليندنر، زعيم الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، طالب باستقالة رالف ييغر باعتبار أن قرارات وزارته الخاصة بقضية العامري أظهرت الدولة الألمانية «بمظهر العاجز إزاء (الخطرين)».
إلى ذلك، أعلن ييغر أن الأجهزة الأمنية تبحث عن مصدر داخلي سرب معلومات إلى الصحافة في قضية العامري. وكان وزير داخلية برلين آندرياس غايزل، قد أعلن عن إجراءات مماثلة في ولاية برلين على خلفية تسرب معلومات أمنية داخلية إلى الصحافة.
وجاء القرار بعد أن تسربت إلى الصحافة الألمانية معطيات من تقرير الأمن حول أنيس العامري، يعود تاريخه إلى 5 أيام سبقت ارتكابه جريمة الدهس ببرلين. ورغم سرية البلاغ حول مشاهدة العامري في حافلة في إميريش بعد يومين من هروبه، فإن الشرطة وجدت عشرات الصحافيين يتجمعون أمام مجمع اللاجئين، الذي سبق له أن عاش فيه، قبل مداهمته مساء اليوم نفسه.
ويبدو أن المقلق بالنسبة للسلطات الألمانية هو تسرب المعلومات عن عميل متخف للأمن الألماني بين أوساط المتشددين كان على صلة بالعامري؛ إذ تناول كثير من الصحف الكبرى أخبارًا عن كشف العامري للعميل المذكور نياته تنفيذ عملية إرهابية في ألمانيا.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.